jo24_banner
jo24_banner

اللجنة الملكية تحاور نفسها،،

الدكتور رافع شفيق البطاينة
جو 24 :
 يطل علينا يوميا أعضاء اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية عبر وسائل الإعلام المختلفة ويتحدثوا عن الحوارات التي قاموا بإجراءها خلال عملهم مع بعض القطاعات المجتمعية والأطياف السياسية، وكأنهم حاوروا غالبية المجتمع الأردني، مع العلم أن نسبة الذين قابلتهم اللجنة وحاورتهم لا تتجاوز نسبتهم ربما 1٪ أو أقل من مجموع أعداد الأردنيين بشكل عام، ولا تتجاوز نسبتهم كذلك 2٪ من مجموع أعداد الأردنيين الذين يحق لهم الإنتخاب، وتتباهى اللجنة انها فتحت حوارا، مع العلم ان غالبية الذين حاورتهم اللجنة كانوا معارضين للقائمة الوطنية الحزبية، حسب ما كان يرشح من تعليقات المواطنين الذين التقتهم اللجنة، ورغم ذلك فإن اللجنة ما زالت مصرة على توصياتها بضرورة إعتماد القائمة الوطنية ككوتا للأحزاب السياسية، متجاهلة ومتجاوزة المرشحين المستقلين من السياسيين الراغبين بالترشح على القائمة الوطنية، ولم تأخذ برأي الأردنيين الرافضين للكوتا الحزبية، ومصرة على موقفها، بمخالفة الدستور الأردني والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، على مبدأ شاورهم وخالفهم، إذا ما قيمة هذه الحوارات إذا لم نحترم أراء بعضنا ونأخذ بها إن كانت تصب بالمصلحة الوطنية، والكل يعلم أن الديمقراطية تقوم على مبدأ احترام الأقلية لرأي الأغلبية، حتى بعض وسائل الإعلام الأردني مع الإحترام كانت منحازة في حواراتها لرأي اللجنة، واستعباد الرأي الآخر، فكانت تستضيف أعضاء اللجنة وحدهم للحديث عن إنجازاتهم ومحاولة إقناع الناس بمخرجات اللجنة، فكأنها تحاور نفسها، وتتحدث لتسمع صدى صوتها، ما هكذا تورد الإبل أيها السادة الكرام أعضاء اللجنة، يقول الباري عز وجل في محكم تنزيله " وأمرهم شورى بينهم"، إن الإصلاح السياسي الهدف منه مرضاة الشعب الأردني، والفئة المستهدفة من الإصلاح السياسي هم الناخبين الأردنيين وليس غيرهم، وأنتم لجنة معنية بتنفيذ رؤى الغالبية العظمى من الشعب الأردني إن رغبتم بإنجاح عملكم، وتحقيق الغاية والهدف من عمل اللجنة وتشكيلها، وخلاف ذلك سيذهب عملكم أدراج الرياح كما حدث مع اللجان السابقة، ما الذي يزعجكم ان تفتح القائمة الوطنية لجميع الأردنيين الراغبين بالترشح ضمن هذه القوائم، وإذا رغبت الأحزاب السياسية أن تشكل قوائم خاصة بها فليكن لها ذلك، وإذا استطاعت أن تظفر بكافة مقاعد القائمة الوطنية سنصفق لها، ونرفع لها القبعات احتراما وتقديرا لهذا النجاح الباهر، وكما يقول المثل الشعبي " هذا الميدلن يا حميدان". لقد استبشرنا خيرا عندما تشكلت اللجنة، وعقدنا الآمال عليها، ودافعنا عنها، رغم التشاؤم والإحباط الذي خيم على الشعب الأردني من رئيس وبعض أعضاء اللجنة، وقلنا أعطوهم فرصة لنرى لعل وعسى، ولكن يبدوا أن اللجنة ستخيب آمالنا، مع تقديرنا لجهودها، ونحن نريد لها النجاح، ونذكرهم بأننا لسنا أعداءا للجنة، وإنما معهم ومكملين لهم، ونسدي لهم الشورى والنصيحة، ويهمنا نجاحهم، لأنه في النهاية سيكون نجاحا لكل الأردنيين، وهم أصحاب القرار في النهاية، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.
تابعو الأردن 24 على google news