ما بين اللاندكروز والمنسف ضاعت قضايا الشعب
الدكتور رافع شفيق البطاينة
جو 24 :
شاهدنا مؤخرا حجم الصور والفيديوهات على المواقع الإلكترونية الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر صور الولائم التي يتصدرها المنسف بأحجام قياسية كفيلة بها أن تدخل موسوعة غينتس، بالإضافة إلى صور سيارات اللاندكروز بالعدد الكبير وهي تجوب شوارع العاصمة عمان متجهة نحو الولائم، وما بين المنسف وسيارات اللاندكروز ضاعت قضايا الشعب المغلوب على أمره الذي يعيش أنين الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار، والبحث عن تنكة ماء ترويه من عطشه، ويغسل وجهه وثيابه، ولقمة خبز تسد رمق جوعه، والسعي جاهدا لجمع مبلغ من المال لكي يدفع غرامة مخالفة عدم لبس الكمامة، أو مخالفة أوامر الدفاع، حقيقة مناظر تستفز مشاعر الشعب الأردني القابض على جمر الحفاظ على أمن وطنه، ماتت حمدة الخياطة دون اكتراث حكومي، وكميل الزعبي في السجن لا يجد من يتولى ويتكفل قيادة جاهة للصلح مع رئيس الحكومة، لأنه من طبقة الفقراء، فتصدى إبنه الحدث الممنوع من العمل قانونيا لإدارة كشك القهوة بديلا عن والده المسجون ليتكفل بإطعام إخوانه وتوفير مصروفهم اليومي وعلاجهم الصحي، تاركا مدرسته وتعليمه الالزامي على مرأى وبصر وزارة التربية والتعليم دون أن ترف لها جفن أو تحرك ساكنا، الدولة مشغولة بالولائم والمناسف وإطفاء نيران خلافاتها، والشعب ليس له بواكي، سوى رعاية واهتمام القيادة الهاشمية الإنسانية الحكيمة التي تسهر على راحته وعلى تلمس حاجاته ومشاكله، لم تعد الحكومة والبرلمان هما صاحبا الولاية لخدمة الوطن والشعب، فالكل مشغول، كنا نتمنى أن نشاهد هذه السيارات الحكومية الفارهة تجوب شوارع المحافظات للقاء المواطنين والاستماع الى قضاياهم ومعاناتهم، وزيارة القرى والبوادي والأرياف والمؤسسات الحكومية للإطلاع على واقع الخدمات لديهم، لا أن تجوب الشوارع بحثا عن منسف أو وليمة، بإمكان جاهات الصلح أن تتم في المكاتب الرسمية في أماكن حدوثها وبعدد بسيط وخارج أوقات الدوام الرسمي، كيف سيقتنع المواطن الأردني البسيط ان هناك عجزا في الموازنه، وأن يلتزم بأوامر الدفاع في ظل عدم الإلتزام الحكومة بها، شاهدنا التجمهر الحكومي أو النيابي في هذه الولائم ولم نشاهد أي مسؤول يرتدي كمامة، او ملتزم بالتباعد الاجتماعي، سؤال يطرح نفسه... الى أين يسير الأردن؟ إننا نتوجه الى جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ونستعين ونستغيث به بعد الله إلى التدخل وإعادة العربة الى السكة والمسار الصحيح، ونسأل الله الغيث وأن لا يجعلنا من القانطين، فالسدود بدأت بالجفاف المائي والحكومة بدأت بالجفاف الشعبي والأدائي، وبدات تحتضر،، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.