على وزير الصحة الاستقالة فورا
د.لؤي بواعنة
جو 24 :
واقع صحي مرير، لايقع اللوم على الوزير الحالي لوحده، لكنه يتحمل المسؤولية الاخلاقية، كما هو الحال في الدول الديمقراطية التي تحترم نفسها وتحترم مواطنيها الذين هم اغلى ما نملك كما يقول الحسين بن طلال طيب الله ثراه. شهور عدة مرت على تولي الوزير المسؤولية. وخاصة انه تم اختياره بعد فاحعة مؤلمة استقال على اثرها وزير كفؤ(نذير عبيدات ) .. فماذا فعلت يا معالي الوزير لكي لا تحدث وتتكرر مثل تلك الفاجعة؟ الجواب لا شي فيما يتعلق بالترهل الإداري تحديدا . السؤال الذي يجب اي يسال على المستوى المهني لمعاليه وليس على المستوى الشخصي، هل استطعت ان تصلح هذه الوزارة المهترئة التي بحاجة الى تطوير وتغيير جذري ، واموال وقوى بشرية وضمير وانتماء لدى بعض موظفيها ممن تعوزهم الانسانية..
سمعنا كمواطنين ومراقبين كثيرا بنقص الكوارد في حادثة السلط ومن قبلها ومن بعدها، وسنستمر نسمع (لاننا ما زلنا نعتمد على نظام الفزعة والحلول المؤقتة.. نتكلم ثم ينسى الموضوع بعد ايام ).. للاسف الى متى هذا الاستهتار بارواح الشبان والصبايا والاطفال،. إن مسالة نقص الكوارد مسالة مهمة وهي حاجة ضرورية لكنها ليست هي المسالة الوحيده. فهذه الوزارة تعاني من الفشل الذريع منذ مدة طويلة قد يكون نقص الكوادر وضعف الامكانيات سببا، لكنه ليس مبررا لقتل الناس، فنحن نتبجح دائما باننا دولة حديثة وعصرية ومتطورة. هنالك العديد من المعيقات في هذه الوزارة غير الكوادر بل هناك الأسوأ منها بكثير، والمتمثل بالضعف الواضح في العقوبات والمحاسبة الاداريه لكل مقصر او متهاون او (مجرم) بحق الانسانية لأن الاستهتار الذي يؤدي للقتل هو جريمة وليس خطا طبيا كما يبرر معالي الوزير اخطاء وزارته .
هذه الوزارة هي الأسوأ في تاريخ الأردن ، فيبدو ان بعض موظفيها لا حسيب ولا رقيب.. مئات المرضى بل آلاف يتم تشخيصهم بشكل خاطئ وتتم معالجتهم خطأ أيضا ونعلق ونرضى بالقدر بان (أجله انتهى فقط )، مئات المرضى لا يجدون طبيبا مختصا، مئلا القلب مثلا في احدى المحافظات الهامة ذات الكثافة السكانية، اين معالي الوزير منها. وهناك مرضى لا يجدون ادنى درجات الرعاية.. هناك اطباء كثر يا معالي الوزير في مستشفيات الشمال والجنوب والوسط يعالجون الناس الابرياء خطأ وليسو قادرين على التشخيص للاسف،(اطباء ضعاف للغاية ) فياتيهم المريض ويعاني اعراض جلطه ويعلمهم باعراضها، المريض نفسه، ويكتفون بالقول له ان ضغطك مرتفع للاسف (وفيكاش اشي) وامورك تمام( روح) ولا يعملون له دخول حتى لا يتحملون مسؤوليته ويتوفى صباح اليوم التالي للاسف (وحدثت فعلا مع احد المقربين لي)، من يتحمل ذلك يا معالي الوزير، من يتحمل وفاة (لين ابو حطب وغنى ابو زبيد ) من المسؤول عن هذه الاخطاء يا معالي الوزير، الست انت المسؤول عن هذه الوزارة وكل ما يتعلق بها. الست المسؤول عن نقص الكوارد، الست مسؤلا عن الترهل الاداري. ان كنت شجاعا ومخلصا وغير قادر على توفير الكوادر واجبار الحكومة على رفد وزارتك بالكوادر فقدم استقالتك . ليسجل التلريخ لك انك طالب وحاولت ولم تستطع افضىل مرة من القول بانك قادر على اصلاح وزارتك باصلاحات شكلية( وازمة وبتعدي)..هل تعتقد ان نقل رئيس قسم طواري ومدير مستشفى وغيره يعالج الامور ويوقف نزيف القتل والترهل الاداري في وزارتك.. اعتقد ان هذه الوزارة بحاجة لحلول جذرية وكثيرة وانت وطاقمك االم مني بها. .
..
..لا يجوز يا معالي الوزير أن تجعل من قتل الأردنيين البسطاء باخطاء طبية شماعة تبرر فيها تلك الوفيات وتجعل من الأخطاء الطبية العالمية سببا لقبول الخطأ وفقدان الاردنيين لفلذات اكبادهم ، علما ان هذه الوزارة باعتقادي وخاصة بعض الاطباء فيها علتها ليست بالخطا، بل بالضمير ونقص هرمون الانتماء للاسف الذي اشد ما يكون موظفي وزارتك بحاجته كجرعات يومية وزرعه كالمصل لانهم للاسف يفتقدونه اكثر من ان المسالة مسالة كوادر ونقص وغيره ، فان لم تستطع معالجته فاستقل يا معالي الوزير مع محبتي لك وللشرفاء والمخلصين في وزارتك...