jo24_banner
jo24_banner

العبث بالهوية الأردنية.. قنبلة موقوتة

د.لؤي بواعنة
جو 24 :
 
 
هل يمكن لنا ان نقول أو نوجه سؤالا خبيثا حيال مفهوم أو مصطلح( الهوية الجامعة) الذي راج الحديث عنه في اروقة الصحافة والسياسة في الآونة الاخيرة، بانه كلمة حق يراد به باطل.؟ هل هو مصطلح عادي وما اثير من ضجه حياله غير مبرر من بعض السياسيين ؟ هل هو فعل مقصود وجزء من سياسة ممنهجة تخدم اغراض فئة سياسية معينة (انصار التيار المدني والدولة المدنية وغيرهم) ترمي لتمرير مشروع سياسي يستهدف الهوية الاردنية للمجتمع الاردني او الهوية الشرق أردنية بشكلها الخاص،؟ وهل نحن جميعا مخطئون وانه علينا ان نقبل ونتقبل كل شئ من الحكومة وبعض أصحاب الاراء السياسية الاحادية من باب النية الحسنة، وضرورة عدم المشاغبة على الحكومة وغيرها؟ اسئلة تدور في فلك الهوية الجامعة.

تصريح الوزير موسى المعايطة قبل اسبوع أو أكثر ،، الأردنيون متساوون امام القانون، بغض النظر عن المنبت "لم ياتي بجديد، فيما يتعلق بثوابت النظام السياسي الأردني وشعاراته في الخطاب السياسي. فمنذ بدأنا نعي ونقرأ السياسة ونحن نسمع بذلك بان الأردنيون متساوون. وكنا كاردنيين (من شتى الأصول والمنابت ) وحكومة ودولة عندما يعترضنا عارض او يحدث شرخا او خرقا للوحدة الوطنية بجميع فئاتها السياسية والاجتماعية وشرائحها واعراقها وربما توجهاتها الدينية، او ربما عندما ترتكب الحكومة او غيرها تجاوزا لصالح فئة اجتماعية دون أخرى، او الهمز على اقلية معينة، او تجاوزات بالتعيينات او خرقا لنتائج انتخابات.. او عندما ياتي احدهم للإشارة الى الحقوق المنقوصة للأردنيين( من اصل فلسطيني) نسمع على لسان الحكومة بان القانون يطبق على الجميع، والاردنيون بموجب الدستور متساوون لا فرق بينهم اي بالمختصر لا فرق بين الاردنيين بغض النظر عن اصولهم او منبتهم الاصلي سواء كانوا شرق اردنيين او اردنيين من اصل فلسطيني . لحد هذه اللحظة لم يحدث جديد في علاقتنا ببعضنا وعلاقة القوى السياسية بالنظام السياسي. وكان مصطلح الهوية الوطنية يتعامل معه بحذر شديد لكنه مقبول لدي الأردنيين جميعهم ولا خلاف فيه سوى مشاكسات سياسية قليلة . وان كانت الهوية حتى ذلك الوقت مموهة ومعومة وملغومة ، لكنها في حالة تحدث احدهم عن هوية الشرق اردنيبن وداعيا لضرورة الحفاظ عليها وعدم المساس بها تقابل بالخوف والرهبه وبان ذاكريها وحاملي فكرها اقليميين وربما عنصريين. الجديد والخوف لدى بعض الأردنيين حدث مؤخرا عند ذكرها مؤخرا والتصميم عليها على لسان الحكومة و اعضاء في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والدفاع عنها بشراسة وكان الارنيين طوال عمرهم بدون هوية او عابري سبيل او انهم عايشيين على حافة الطريق بلا عنوان.. للاسف

اورد الوزير موسى المعايطة اربعة افكار في تصريحه السابق: اولا عرف الهوية الجامعة بانها تعني مساواة الاردنيبن امام القانون.. بغض النظر عن المنبت، والثانية الهوية الجامعة تمنع استغلال الهوية الوطنية ضد اي فئة من فئات المجتمع. والثالثة سيادة القانون اساس الهوية الوطنية الجامعة. رابعا جميع المواطنون متساوون بالحقوق وعليهم واجبات. جزء من كلام صحيح وواقعي وجزء من غير صحيح.. ولم ياتي بجديد ايضا ما يهمني واعتراضي هنا على كلمة (جامعة) فهي جديدة، اي كالوعاء الكبير الذي يضم الجميع كلهم مثل بعضهم البعض او انها دولة تجمع الناس او الفئات من اي مكان جاؤوا ، لا أحد افضل من الآخر.. من ولد جد جد جده بشرق الاردن ومن جاء قبل عشر سنوات وتجنس، ومن جاء (لاجئا سوريا عام ٢٠١١) او مستثمرا يرى نفسه بماله وبتشغيل الأردنيين ). هذا لب حديث المعايطة والمتضمن الغاء الهوية الوطنية الأردنية لكل شخص ومواطن يعتز باردنيته(التي تمتد عبر الجذور ) ولا اقصد الهوية الفرعية لاني لا انادي بالفرعية.. اعتراضي الثاني على النقطة الثانية المتعلقة باعتداء الهوية على الجامعة، وهذه مغالطة كبرى لم يحدث ان اعتدى مواطن اردني على مواطن اخر لانه يحظى بدعم الاصل والفصل وغيره، الاردنيون من كل اصولهم ومنابتهم (شرق اردنيين واردنيين من اصل فلسطيني ) متحابون متعاونون متفقون مع بعضهم البعض(وراضون وقابلون ببعض بحلوها ومرها ) ، ولا يوجد تعتدي لفئة على اخرى، انما أصبح احيانا بحدث العكس بل ان احد الاشخاص ابن متنفذ او مستثمر من دول مجاورة او من اصحاب المال قد يستقووي على الاردنيين وحدث هذا قبل عدة سنوات. اما أن سيادة القانون اساس الهوية، فالاصل انها موجود ومطبقة وذكرها جلالة الملك في اوراقه النقاشية . ولكن يبدو انه هناك رغبة جامحة لدى بعض السياسيين او فئة معينة يحلو لهم الترويج لمصطلح الهويةالجامعة، اما لاظهار أنفسهم انهم ديمقراطيون او ليبراليين وانهم يمثلون الدولة المدنية، وهذا مقبول منهم ان كان سيقف الأمر عند هذه الحدود فقط. واما ان كان وراء هذا المصطلح تحقيق اهداف ومشاريع سياسية معين على حساب الشعب الأردني ، وتمرير صفقه سياسية،(زرع وتفعيل فكرة الوطن البديل والغاء حق العودة وتفريغ فلسطين من اهلها ) او توجيه بوصلة الأردنيين لقبول الفكرة والطرح على سلبياته لنزع جذورهم من وطنهم الاصلي والحيلولة دون انتمائهم لوطنهم الام، وتذويب هويتهم التي رضعوها ابا عن جد، وولدوا هم وابائهم على حبها والانتماء لها ،، وهنا يكمن الخطر الذي اقلق الأردنيين !!!!

الجديد في الموضوع هو (الهوية الجامعة) ، وهنا بيت القصيد.. لماذا يحاول عدد من السياسيين الدفاع عن هذه الكلمة ولماذا يتخوف منها عدد كبير من المواطنيين ، والسياسيين الأردنيين (او الشرق اردنيين )،. الاجابة تكمن ان مصدر خوفهم هو على هويتهم التي يحاول البعض تذويبها. حتى أن الحديث عن الهوية الوطنية دون الجامعة اصبح عيبا او عارا، وكان الامر أصبح اكبر من ذلك، اي ان هذه الدولة ليس لاحد دون الآخر، فهي لكل من ياتي او يهاجر اليها،، وعلى الاردنيين ان يسكتوا ويرحبوا بكل افكارا خارجية مسمومة

ان الحديث عن الهوية او الهوية الوطنية مفهوم قديم. اما الجديد فهو تصريح الهوية الجامعة الذي دافعت عن الحكومة على لسان الوزير المعايطة، ودافع عنه بعص اعضاء اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية .. في حين لاقى معارضة شديدة من قبل خبراء السياسة وحزبين وشيوخ عشائر وسياسيين وصحفيين من كل الاطياف اردنيين واردنيين من اصل فلسطينيى (لان كلاهما متضرر) ، وهذا يدعو للقول ان المصطلح جدلي وفيه ريبه، وورائه لغز واهدف اخرى بعيدة المدى وغير واضحة، وربما يخفي اسرارا. بدليل ان المدافعين عنه يقرون بوجود اختلاف في الرؤى بين ابناء المجتمع الأردني وسياسيه وحزبييه ومع ذلك يصرون على فرض رؤاهم وافكارهم بحجة الاختلاف، ومنها فرض هذا المفهوم على الاردنيين، بمعنى انهم غير ابهين بكل المعارضين لهذا المصطلح حتى لو وصلت نسبة معارضته ل ٨٥٪ ، فهل اؤلئك المدافعين عن الفكرة هم على حق والباقي على باطل ام انه سيناريو مطلوب اخراجه للعلن رضي من رضي ورفض من رفض. هل هذه هي الديمقراطية المناسبة للشعب الأردني التي ذكرها جلالة الملك في اوراقه النقاشية ، بقيام الأكثرية باتباع الاقلية ام ماذا ؟ ام انها نوعا جديدا من القيم الديمقراطية..؟ وهل ما طرحه احد رجال الاعمال الاردنيين من الخارج قبل ايام حسن سميك، والذي يدعو لوحده اردنية فلسطينية من جديد لغايات سياسية واقتصادية ولتخفيف الضغط العسكري على اسرائيل والخلاص من فساد فتح ومقاومة حماس والجهاد الاسلامي جاء ليخدم ويتماشى مع هذا المصطلح الذي تدور حوله شبهات كثيرة والالاف من علامات الاستفهام (الهوية الجامعة ). وهل هناك ربط بين المسالتين ام انه اجتهاد شخصي.. كلها اسئلة بحاجه للاجابه وهي أسئلة مشروعة للشعب الأردني بجميع مكوناته اردنيين وفلسطينيين والمكون الشرق اردني بصفة خاصة، لأنه اكثر تضررا لأنه يرى فيه تذويبا لهوية ابائه واجداده التي تعود جذورهم لهذه الارض لالاف السنين. وقد صبغت وتلطخت بدمائهم حتى اصبحت مزيجا بين الهوية والتراب والدم لا يفرقهم عنها إلا السيف او الموت. واخيرا نقول حمى الله أردننا ومليكنا الهاشمي وشعبنا ونظامنا السياسي وثوابته وهويتنا الوطنية الأردنية..
 
تابعو الأردن 24 على google news