الاردن الغني الفقير...
حاتم رشيد
جو 24 :
اقتراح مدينة جديدة في الوسط على مقربة من العاصمة عمان وامتدادا لها هو تكريس للتشوه في التوزع السكاني علاوة على الامعان في تكريس تنمية لا متوازنة للبلاد .
حشد غالبية السكان في عمان ومحيطها سيقود الى نمط المدينة الدولة.او دولة المدينة .
غالبية مساحة البلاد شاغرة والاجدر هو اعادة النظر بالانتشار السكاني وبناء عشرات القرى والبلدات الصغيرة على امتداد مسار تنموي انتاجي يمتد من الجنوب الى الوسط.ومن الشرق الى الوسط.في هذه الحالة ستنمو مدن الاطراف المهملة مثل الكرك والمفرق لتصبح عواصم جهوية واقليمية وهذا ما يقود لواقعية وعدالة في الخارطة السكانية والتنمية الاقتصادية. ومنح اللامركزية اساس مادي يسمح بالتخلص من ثقل بيروقراطية المركز. وتحرير روح المبادرة على المستوى الوطني .
ان مشاهدة خارطة جديدة للاردن تظهر عشرات القرى والبلدات الانتاجية سيغير من الايقاع الناعس والبليد لعجلة الاقتصاد الوطني.
لنتصور دولة بخارطة جديدة تخدمها شبكة مواصلات حديثة جوهرها سكة حديدية تعود بمنافع اقتصادية هائلة.
ستحمي شبكة الطرق بتخفيض الحمولات.وتقليل حودث الطرق وتقليل هدر الوقود وبالتالي تحقيق ادخار مالي يوجه لقطاعات انتاجية .وتعظيم فرص ومردود السياحة للمواطنين والزوار على السواء.والاهم خلق انسيابية داخليةللسوق المحلي والسوق الاقليمي مع دول الجوار .
لنتأمل فقط المردود الاقتصادي لقطار يربط ميناء العقبة بالعاصمة وباقي المدن.
لنتصور ايضا اي اثر على الملايير المستثمرة في قطاع المياه بدون قدرة على ابتكار حلول جذرية لازمة ملازمة لهذا القطاع .
عوض ضخ المياه ومد شبكات المياه لمئات الكيلومترات يمكن لخطة تنمية وطنية يعدها خبراء وطنيون نزهاء ومنزهون عن المصالح الضيقة النفعية الانانية ان تنقل الاردن من تعريف جائر يصفها دولة فقيرة الى تعريف جديد تستحقه بجدارة دولة غنية .
دولة غنية تبطل للابد اكذوبة الدولة الفقيرة.
لننتبه جيدا الدولة الفقيرة هي الدولة التي لا تملك الارادة لتخليص شعبها من فقره مكرسة ثروته لخدمة اقلية طفيلية.
الفقر سياسة نخبة والغنى استراتيجية مضادة.
الفقر والغنى هو قرار وليس قدر .