اسرائيل قد تنتصر عسكريا ولكنها خسرت سياسيا

المانيا أكثر الدول بعد الولايات المتحدة انحيازا لإسرائيل تشرع بتغيير موقفها التقليدي المنحاز لإسرائيل .المانيا تمتنع عن تصدير السلاح لإسرائيل.وتكرر مطلبها بوقف الحرب.وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية .

هذا تطور نوعي في الموقف الألماني .المانيا هي الدولة التي طالما اعتبرت أن الانحياز المطلق لإسرائيل هو عقيدة سياسية لا تنكسر تكفر عبرها عما ينسب لألمانيا من قتل ملايين اليهود.

تصرفت المانيا باعتبار اسرائيل الدولة الوريثة للضحايا اليهود.والتزمت بتقديم الأموال والسلاح لإسرائيل.

لم يكن واردا في تقاليد النخبة الألمانية الحاكمة أن تمارس اي نقد أو معارضة لإسرائيل.واعتبرت المانيا دولة منحازة تلقائيا لإسرائيل.وبلغ الأمر بوزراء المان القول إن إسرائيل هي عنصر تكويني في بنية الدولة الألمانية.

الموقف الألماني هو العنوان الأبرز لما يشهده العالم من تحول نوعي إزاء الكيان الإسرائيلي.لم يعد الانحياز لإسرائيل من المسلمات. المانيا تنضم لأهم الدول الأوروبية في موقف نقدي ومعارض للسياسة الإسرائيلية التوسعية والاجرامية. وهو يعكس أيضا التوجه الأوروبي للتحرر من التبعية التاريخية لواشنطن.في تذيلها للسياسة الإسرائيلية.

اسرائيل تربح آنيا لكنها تلتهم وجبة جنون اكبر بكثير مما يهضمه  طموحها العبثي  للسيطرة والهيمنة.

اسرائيل لم تنجح في استثارة العالم العربي ومحيطه الاسلامي .بل نجحت أيضا في دفع مؤيديها  للنفور منها.

هذه بداية قابلة للتطور.

ومن يقرأ التحولات في المواقف الأمريكية الشعبية والنخبوية يدرك أنها بصدد تراكم سيصنع المتغير المنشود في السياسة الأمريكية كآخر واهم قلعة صهيونية.قد يتطلب الأمر عقدا أو عقدين أو اكثر لكن الاتجاه واضح.اسرائيل على منحدر الهبوط.ومن المؤكد أنها في مسارها التنازلي ستأخذ في مجرى موتها أرواحا عزيزة وضحايا هائلة منا .من الاعز والأغلى علينا. دموع ودماء  ستسيل بغزارة لتكذيب ودحض وتحطيم اساطيرها وخرافاتها.

تضحيات غزة الأسطورية لن تذهب هدرا.