كيف ستنعكس التطورات الخطيرة في أوروبا على الشرق الاوسط

بعد وعود من ترمب بإنهاء الحرب في اكرانيا في يوم واحد.نشهد بعد شهور من وعوده بان الحرب متواصلة. وتنذر بالاتساع لتشمل دولا اخرى.ويتضح ان المسافة السياسية الفاصلة بين أوروبا وروسيا شاسعة حقا.

روسيا تريد ترسيخ مكانتها كدولة كبرى شريكا اساسيا في رسم السياسات الدولية. وايضا تشن حربا تخوفا من صعود متجدد للتيارات القومية المتطرفة. بينمااوربا تريد أضعاف روسيا وانهاكها على الاقل وتفكيكها كطموح.تصر أوروبا على وصف روسيا كتهديد.واحيانا كان الوصف بأنها تهديد وجودي.وهناك دول شرسة في معاداة روسيا وأهمها المانيا وبريطانيا وبولندا مع التحاق فرنسا بهذه المجموعة.

من المهم ان نلاحظ تعاظم النزعة القومية الالمانية.وتبدو المانيا في وضع من يريد استعادة ماضيه.المانيا بصدد التحول كدولة مركز مهيمن في اوروبا.منذ عدة سنوات تحث المانيا الدول الأوربية على الاعتماد على النفس..وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.وتتحدث صراحة عن تعزيز وتقوية جيشها.وصناعاتها العسكرية.وكانت المانيا الاكثر تحمسا لرفع الموازنة العسكرية لاوروبا لتصل الى تريليون دولار. وهذا تطور سيمنح اوروبا قدرة فعلية علئ منافسة الولايات المتحدة نفسها والتحرر من مظلتها العسكرية.ومن الملاحظ ان الألمان هم الأكثر دعما لاكرانيا.ويبذلون كل جهد ممكن لاطالة أمد الحرب.ضمن استراتيجية أضعاف وانهاك روسيا.

لقد انهار الاتحاد السوفيتي لاسباب عديدة لكن من اهمها الزج به في سباق تسلح أدى لانهيار اقتصاده.واليوم يتم تكرار الأسلوب نفسه مع روسيا.وبمقارنة القدرة على تحمل الاعباء الاقتصادية للحرب .فإن أوروبا اقدر بكثير من روسيا.

يتزايد الحديث عن تكرار انتهاكات الطيران الروسي لأجواء دول حلف النيتو خاصة بولندا واستونيا والمانيا وبلحيكا.واخيرا اصبحت مفردات الحرب بين الطرفين تتكرر في تصريحات كبار المسؤولين.وكل يستعرض قوته.ويتوعد الأخر.واخيرا سمعنا ترمب وهو يصف روسيا بأنها نمر من ورق. ويرد عليه بوتين بالقول.يمكن ان تجربوا .

حاول ترمب ان يقترب من روسيا لابعادها عن الصين.كما تجلى في قمته مع بوتين في الاسكا.الا ان زعماء أوروبا الأكثر خبرة ودهاءا.هبوا اليه في واشنطن.ونجحوا في جذبه بعيدا عن بوتين.واليوم هو من الأكثر حماسة لتزويد اكرانيا باسلحة نوعية من شأنها إيذاء روسيا.واجبارها على دفع كلف أعلىللحرب .ولن يكون مدهشا مشاهدة المدن الروسية تأن تحت القصف انطلاقا من اكرانيا.

أوروبا تخوض الحرب بواسطة اكرانيا.وترى فيها مصيدة مثالية لاستنزاف روسيا.حقيقة ان اكرانيا اصبحت كمينا اوربيا محكما لروسيا.

فهل توسع الحرب خارج حدود اكرانيا اصبح محتملا.لم تعد الإجابة بالنفي مقنعة.

اي سياسة احادية الاحتمال تمثل مخاطرة حقيقية.لذا فمن الاصوب افتراض احتمال معاكس لتقليل الضرر.

هل هناك رابط بين محاولة ترمب ترتيب وتسكين واطفاء حريق الشرق الاوسط وبدعم اوروبي معلن .والاستعداد الملحوظ للتصعيد مع روسيا.

كيف تتصرف الانظمة العربية إزاء انفحار محتمل للازمة في اوروبا.

هل لدى دولنا الاستعداد للتعامل مع أزمة متفجرة في قلب اوروبا.

لن نكون بمنأى عن عواقب انفجار الازمة في أوروبا. فنحن الأقرب لأوروبا.ونحن الاقل قدرة على الاستقلال بمواقفنا ازاء القوئ الكبرئ.

المتغيرات في اوروبا ستعيد خلط الأوراق عالميا.ومن المحتمل ان تعيد ايضا انساق التحالفات.وسوف يكون لذلك تأثير حاسم علئ مجريات الصراع العربي الاسرائيليي.ولموقع ومكانة اسرائيل الإقليمية.والتي سترغم على اعادة تموضعها في سياق المتغير الأوروبي العالمي.