#جنين
حاتم رشيد
جو 24 :
نحزن لاقتحام مخيم جنين من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.مؤسف اقتتال إخوة كلهم في قبضة الاحتلال الإسرائيلي.
هجوم السلطة يأتي بالتنسيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل.وخاصة إدارة ترامب القادمة.
من المعروف أن الإدارة أجرت اتصالات مع جهات عربية مؤثرة ومنها السلطة بقصد ترتيب تسوية فلسطينية اسرائيلية.ترامب معني بترتيب المنطقة خاصة مع المكاسب الاستراتيجية التي حققتها اسرائيل في فلسطين ولبنان وسوريا وبدرجة ما إيران أيضا.
هبت الريح لمصلحة إسرائيل وواشنطن وهذا يعطي زخما اكبر لخطة ترامب المعروفة باسم صفقة القرن مع تعديلات محدودة.والتي لا تزيد محصلتها عن دولة مأوى للشعب الفلسطيني.تسميتها دولة مغري لكنها بالطبع ستكون دولة بلا سيادة أرضا وجوا وبحرا.
وهي عمليا تحت السيطرة الفعلية الإسرائيلية مع حضور امريكي ودولي لتجميل ملامح الدولة .
من الواضح ووفقا لتطورات المنطقة ان حظوظ المقاومة في فلسطين خاصة الضفة الغربية باتت ضعيفة للغاية.
وفي هذا السياق تعي السلطة أن فرصتها هي الافضل مع قدوم رئيس أمريكي يريد فرض تسوية تسمح بفرد جناحي واشنطن على كامل الشرق الأوسط وبما يلبي طموحه الاقتصادي والاستراتيجي ضمن المنافسة المحتدمة مع القوى الصاعدة كالصين وروسيا.
السلطة أمام فرصة ذهبية لا تريد التفريط بها وربما ترى أنها الفرصة الأخيرة بمواجهة طموح اليمين الإسرائيلي لتصفية السلطة نفسها علاوة على المقاومة على محدوديتها.
تحاول السلطة الاستفادة من هامش الاجتهاد الأمريكي الذي لا يتفق مع أطروحة الحسم لليمين الإسرائيلي.والتي تعني تصفية السلطة نفسها مقدمة لضم الضغة الغربية.
ومن المؤكد أن السلطة لديها خشية عميقة من تزايد نفوذ ايران عبر قوى المقاومة التي تدعمها.
وهناك خشية تصل حد الهلع من تكرار مأساة غزة.في حال توفرت لاسرائيل مبررات مهما تكن شكلية.
وجلي تماما أن اسرائيل تتصرف كوحش منفلت بلا ضوابط ولا كوابح .ليس في فلسطين فحسب بل في طول وعرض الشرق الأوسط.
ويبرهن الواقع الملموس أن لا أحد في المنطقة يريد أن يواجه اسرائيل بما في ذلك إيران نفسها بعيدا عن كل البلاغة اللفظية.
ما زال الوقت متاحا لحقن الدماء وتجنيب هذا المخيم الصامد والصابر والمقاومة آلاما إضافية.
السلطة الفلسطينية ومعها قوى المقاومة خاصة الجهاد الإسلامي وحماس يتحملون مسؤولية وطنية للتوافق السياسي اولا خاصة مع ولوج القضية الفلسطينية نفقا لا يظهر نورا لا في أوله ولا آخره.
هذا التوافق ضروري لتقليل الخسائر ووقف ولو مؤقتا لمسلسل الكوارث التي تفتك بهذا الشعب الأكثر معاناة في تاريخ البشرية .
المنعرج الراهن لا يسمح مطلقا بترف تبادل الاتهامات والمزايدات.
فهم شروط وتعقيدات اللحظة التاريخية المأساوية تفرض توافقا وطنيا ولو من قبيل الهدنة الاكراهية.
اعتقد اننا أمام لحظة عنوانها حقن الدماء وتقليل الخسائر لحدها الأدنى.وتفويت فرصة لم تخطر بخيال احد تريد اسرائيل استغلالها لحسم صراعها التاريخي مع الشعب الفلسطيني.
لنعي بأمانة وبموضعية أن خسارة معركة لا تعني خسارة حرب.
سيتنهي هذا الصراع الوجودي للأكثر صبرا والاطول نفسا.وشعب فلسطين الذي استمر مكافحا لأكثر من قرن يمكنه أن يستمر مكافحا لقرن آخر وصولا إلى حريته واستقلاله واستعادة وطنه.
حاتم رشيد