الحكومة والنواب يشاركون في خنق الزملاء من متضرري "تصفية العرب اليوم "
محرر الشؤون المحلية - لم تسفر اللقاءات الكثيرة التي جمعت اللجنة المهنية والعمالية بصحيفة العرب اليوم بالحكومة والنواب عن اي شئ ، وكأنهم جالسوا الفراغ وحاوروا انفسهم وشكوا مصيبتهم الى ممثلي خصمهم وحلفائه .
لم ينجح احد طوال الشهرين الماضيين في اقناع الحكومة ان المعتصمين مواطنون اردنيون لهم حقوق سلبت، وعليها ان تتدخل لحماية مصالح وحقوق الناس في مواجهة جشع رأس المال وغطرسته !
لم ينجح احد - ولا حتى ما احدثه الصحفيون من جلبة وحراك متنوع وواسع النطاق - في دفع الحكومة و النواب للتدخل بحزم في هذه المسألة وضمان تحصيل حقوق الموظفين وتأمين فرص عمل بديلة لهم !
لم يشفع للزملاء والموظفين سنوات العنت في مهنة الشقاء والتعب ولا التفاني الذي اظهروه في عملهم بمؤسسة صحفية قدمت الكثير وشاركت بقوة في كشف الحقائق ومكافحة الفساد . ربما كانت هذه هي مشكلتهم من الاساس . واليوم يعاقبون على انهم ازعجوا رموز الفساد واقلقوا راحتهم .
عدد محترم من العاملين في الصحيفة اظهروا صمودا منقطع النظير في التصدي لمخططات المالك ومن يقف خلفه و معه في دوائر صنع القرار المهمة ، ربطوا على بطونهم وبطون ابنائهم وبناتهم واثبتوا ان الكرامة تتقدم عندهم على الخبز ، وان الجوع لن يثنيهم عن المطالبة بحقوقهم حتى الرمق الاخير.
العاملون في الصحيفة المتضررون من التصفية التي تعرضت لها - ونقصد هنا نهج الصحيفة وسياستها التحريرية المستقلة - يصرون على موقفهم بعد ان تعرض جمعهم لهزات كبيرة وبعد ان زحف اليباس على الزرع والضرع .
اليوم توجه بعضهم للمركز الوطني لحقوق الانسان وقرروا ان ينزلوا هناك حتى اشعار اخر ،حتى يدرك القوم (..) ان قضيتهم عادلة وانهم متمسكون بحقوقهم ومكتسباتهم ولو اصطف الجميع في خندق المالك ودعموه بالاموال والخطط .صحيح ان الجمع في اضعف حالاتهم ولكن كم من المرات كان الضعف فيها مصدر القوة الوحيد .
صحيح ان التواطؤ الحكومي - النيابي تركهم لقم سائغة ،مكشوفي الظهر والبطن ، يضربون على كل جنب دون هوادة او رحمة ، الا ان عزيمتهم لم تخر وفي جعبتهم الكثير من الخطوات التي من خلالها يظنون انهم سيصلون الى غايتهم .
المشكلة ان دولتنا ما عادت تلتفت وتراعي ظروف الناس ومعاناتهم و مشاعرهم واحتياجاتهم ،قلب الدولة او اصحاب الدولة يعاني من تجلطات مزمنة ويبدو ان هناك انواع اخرى من السائل تجري في العروق والجسد . والا كيف تفسرون ان تترك اي حكومة قرابة ال ٢٠٠ موظف من ابنائها نهبا للفاقة وجشع رأس المال .
يا الله ، انهم مظلومون فانتصر..