الحسين..وذكرياته العطرة مع الأردنيين والعالم حاضرة في كرسي الملك الحسين
د.لؤي بواعنة
جو 24 :
لقد اصابت الجامعة الاردنية، وقدمت خدمة جليلة للأردن والتاريخ والأمة حينما فكرت بتاسيس كرسي الحسين للدراسات الدولية والاردنية، فقد كرست جهدا كبير من جهد باحثيها للتنقيب والبحث والجمع عن كل ما قيل عن الحسين ومواقفه وكل ما له علاقه به والأردن . فقد احتفى كرسى الملك حسين بن طلال للدراسات الدولية والاردنية بالجامعه الاردنية في امسية اردنية سياسية وثقافية في ظلال الهاشميبن، حضرها نخبة من اهل العلم والقلم والسياسية والدين والادب والشعر بمعية ورعاية رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور نذير عبيدات يوم اول امس الثلاثاء.، للاستاذ الاديب الكبير ابراهيم العجلوني (ابو سلطان) وادارها الأستاذ الدكتور عمر الفجاوي، وجاءت بعنوان (في ذكرى.. الحسين ).. حيث طاف وحلق عمر الفجاوي بين عبق جمال اللغة العربيةحينما نعت الهاشميين بالكبار واصحاب الخصال السامية التي تراوحت بين النخوة والشجاعة وشرف المسؤولية وقيادة الأمة . اما مقدم الندوة ونيابة عن كرسي الملك الحسين بن طلال الزميل والصديق الدكتور المؤرخ الفذ المهدي الرواضيىة كعادته بهدوئه الساحر المكتنز بالموضوعية والعمق التاريخي والفكري. فقد رحب و قدم الجميع بعد اطلاله سريعه وشاملة ومعبرة عن الحسين ادمعت القلوب، ولكنها اثلجت الصدور لعظيم مواقفه المشرفه للاردن والعرب والقدس. معرجا على حجم محبته عند الجميع ومكانته الدولية وسماحته ورفعته من خلال التقرير الشامل الذي اعده وصحبه الاكارم زملائه في المركز،حيث الدكتور راكز الزعاير والجميع ، مبرزا ما امتلكه الحسين من بعد في النظر، وتعلق بعروبته ودفاعه عنها وما كان له من رصيد جم من محبة في قلوب الاردنيين والتي تجسلت في مختلف المولقف واللقاءات .
لقد اجاد وصدق واصاب كبد الحقيقة كل من نعت ووصف الهاشميين بالكبار، ولم يكن ذلك بالاكيد عبثا والله ، فقد اتصل نسبهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وحملوا من مكارم الأخلاق ما كانت عنوانا لسياستهم ومواقفهم، وهذا ما كان عليه الحسين بن طلال ،. وهذا ما دارت حوله محاضرة الأستاذ الأديب ابراهيم العجلوني في ندوته في الجامعة الاردنية/كرسي الملك الحسين للدراسات الدولية والأردنية، احتفاء بالحسين وذكراه ، حينما اعتبر النسب الهاشمي والمسؤولية والقيادة سببا وجيها لأن يكونوا قادة للامة العربية والاسلامية ، وهذا ما اعطاهم شرعية ومحبة واحترام لدي الجميع. فهم من دافع عن العرب بقيادة الشريف الحسين بن علي ضد الظلم التركي، وهم من حاقظ على القدس منذ عهد الشريف الحسين رافضين المساومة ،. وتجسد ذلك بوضوح عندما لم يقبل الراحل العظيم الحسين بن طلال ان يتخلى عن مسؤوليته في الدفاع عن فلسطين والقدس امام العالم من خلال عمله الدبلوماسي والسياسي في العالم والمجتمع الدولي. حينما الح عليه الزعماء العرب في مؤتمر الرباط عام ١٩٧٤م بضرورة جعل تمثيل المنظمة للفلسطينيين والقضية الفلسطينية في المحافل الدولية لكنه امتثل في النهاية للقبول والرضوخ لمطالب العرب و القيادة الفلسطينية بجعل منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. رغم علمه وتاكده بمقدرت الأردن من الدفاع عن القصية بشكل اكبر بحكم استقلاليتها وموقعها الدولي ومكانتها، ومكانة الهلشميين، لكن فلسطين والقدس بقيت قضيتة المركزية وقضية الهاشميبن واولوية لا تنافسها اولوية وحتى الآن . رغم كل الظلم والتشكيك الذي حيق بهم من اخوتهم العرب. ففلسطين والقدس بالنسبةلهم مسؤولية تاريخية ودينية.، ومسالة تعلق وحب لايفصلهما عن بعضهما فاصل او تحد او حاقد او مغرض أو منافس .
ركز الاديب العجلوني على سمات وشيم الحسين بن طلال في اتخاذ المواقف السياسية، واخلاقياته السياسية في عهد السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم في مختلف القضايا وخاصة القومية، والتي زينت سياسته الخارجية وكانت عنوانا لها. فاعتبره مثالا للشجاعة وعدم التردد في اتخاذ القرار حماية لقضايا الامة حتى لو كلفه ذلك الجور على نفسه وكان ذلك ماثلا في الموافقة على قرار مؤتمر الرباط سابق الذكر، ودخوله حرب عام ١٩٦٧م حزيران أيضا من قبل ذلك، رغم معرفته بامكانيات العرب وظروفهم وواقعهم، لكن الواجب والضرورة كانت تقتضي وتحتم عليه وعلى الأردن الدخول بتلك الحرب.
كثيرة هي المولقف النبيلة والامثلة التي تذكر الأردنيين والعرب، بالحسين بن طلال ودبلوماسيته وجرائته السياسية وحبه للقيم والعهود التي ياخذها على نفسه . وقد اسهب المحاضر العجلوتي في ذكرها ومنها ما كان بعد مجزرة حماة بحق الاخوان المسلمين في سوريا عام ١٩٨٢م والتي راح ضحيتها ثلاثون الفا منهم، مما اضطر بعضهم للهرب للاردن واللجوء اليها خوفا على أنفسهم، تلاها ما كان من طلب القيادة السورية من الحسين رحمه الله تسليم من ألتجأ إليها من الإخوان المسلمين، لكن مروءته واخلاقه السياسية حالت دون موافقته على ذلك رغم كل الضغوط، فقد وعد المراقب العام للإخوان المسلمين انذاك عندما طلب مقابلته وشرح له حال هؤلاء الخارجين بدينهم، مخاطبا اياه بانكم انتم الهاشميين اول من نصر الدين ودافع عنه طالبا مته حمايتهم وعدم تسليمهم، عندها واذا بالحسين يعطيهم العهد والأمان على انفسهم وعيالهم والعيش بسلام واحترام في الأردن وبقي الأمر على ذلك حتى وفاته. هذا هو الحسين بن طلال رحمه الله الذي لم تكن تعقيدات الظروف السياسية الصعبة ان تثنيه عن انسانيته ورافته، فاكتسب بذلك حب الجميع. وسجل تاريخا لا يوازيه فيه حاكما عربيا.
وقد روى الاستاذ العجلوني في محاضرته هذه قصة حدثت بينه وبين الراحل العظيم استحقت لاهميتها أن تدخل في باب التاريخ الشفوي للحسين، الأمر الذي يقتضي توثيقها دلالة على أدبه الجم وانسانيته وتواضعه، عندما كان محاضر ندوتنا (اي العجلوني نفسه ) عريفا لحفل اقامه المجمع الملكي للغة العربية عام ١٩٩٧م وكان يرأسه انذاك الاستاذ الدكتور المرحوم ناصر الدين الاسد، وافتتحه الملك الحسين، فبعد أن تكلم العجلوني بكلمة طويلة اشاد فيها بجهود الملك الحسين والهاشميين بكلام بليغ يليق بالحسبن وانجازاته ومواقفه العروبية المشرفه ، الأمر الذي اعجب الحسين، وعند الانتهاء من الكلمة دعا عريف الحفل الحضور للانتقال للغرفة الثانية المجاورة، فما كان من الحسين إلا ان خالف برتوكول الحفل واخر الحضور جميعهم ونادى عريف الحفل(العجلوني ) للسلام عليه وشكره على كلمته،، مما احدث قيمة وأثر كبير في نفس العجلوني ومكبرا ذلك في الحسين رحمه الله . هؤلاء الكبار الهاشميبن الذين يقدرون العلم والعلماء والأدب واهله ولهذا استحقوا القبادة .
واكاد أجزم بالقول ان هذا الكرسي أي (كرسي الملك الحسين بن طلال للدراسات الدولية والاردنية التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية) يعد وسيصبح في المستقبل القريب سجلا خالدا للحسين بن طلال حيث مواقفه وسياساته وادواره وتاريخ الأردن في عهده، وكل ما قيل عنه وفيه بتفاصيله،. حيت تتالى الانحازات البحثية عنه عاما بعد عام، وهذا ما اكده مدير المركز الاستاذ الدكتور زيد عيادات ، الذي يدير المركز بحكمة وسياسة وطنية عالية ورصانة وانفتاحية مميزة نحو جميع اطياف المجتمع الأردني من مؤرخين وسياسيين وباحثين ومهتمين بالاردن وتاريخه ودوره لانجاح مشروع المركز وغاياته واهدافه بقوله : بأن ابواب المركز مشرعة لكل الباحثين باي مساهمة واي انجاز عن الحسين رحمه الله ليكون الكرسي مرجعية لكل الاردنيين والعالم عن هذا الملك الذي بنى الاردن ووضع له بصمة واسما رفيعا في المجتمع الدولي بهمة الاردنيين وابنائه كلهم، وفكره النير الاصيل(اي الحسين ) ودبلوماسبته وانسانيته وشجاعته واحترامه للجميع.