2024-10-08 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

العدوان الأميركي الغربي على سوريا

محمد خضر قرش
جو 24 : لم يعد هناك ثمة ضبابية أو شك أو غموض يصاحب أو يغطي العدوان الاميركي الغربي المتوقع على سوريا العربية وفي القلب منها دمشق العاصمة الثانية للخلافة العربية الاسلامية .فالعداء التاريخي بين قلب العروبة النابض والغرب الاستعماري ليس وليد ساعته ولا يرتبط بكل الاكاذيب والمبررات التي يحاول تسويقها للعدوان على سوريا . فالغرب الاستعماري وفي المقدمة منه الولايات المتحدة الأميركية وريثة الامبراطوريتين المتهالكتين الملعونتين البريطانية والفرنسية واللتين كانتا سبب كل المصائب التي حلت بنا منذ ان تمكنتا من انهاء وتفكيك الامبراطورية العثمانية المتخلفة الفاسدة المسئولة عن ضياع وتسليم فلسطين للانكليز، والتي تحولت فيما بعد إلى أداة طيعة في يد الولايات المتحدة الاميركية وحلف شمال الاطلسي وشكلت على الدوام قاعدة للعدوان حتى قبل تولي عدنان مندريس الحكم فيها. لقد كافئتها بريطانيا وفرنسا بإعطائها لواء الاسكندرون السوري مقابل الخدمات الرخيصة التي كانت تقدمها لهما . وعداء أميركا والغرب لم ينحصر في عاصمة الامويين فحسب بل كان ضد عاصمة العباسيين بغداد وعاصمة الكنانة في القاهرة .فهذه العواصم الثلاث شكلت على الدوام قلعات التمرد ضد التوسع الاستعماري كما كانت قاعدة للقومية العربية ومركزانطلاق للتحرروالاستقلال. لقد أفشلت هذه العواصم معظم محاولات الغرب للسيطرة عليها والتحكم في ثرواتها وإذلال واستباحة أراضيها ومقدساتها وطمس معالم تاريخها المجيد. فلم يكن غريبا والحالة هذه أن يقف القائد الفرنسي هنري غورو عام 1920 ويضع قدمه القذرة على قبر صلاح الدين الأيوبي ويقول له : ها نحن عدنا ياصلاح الدين!!!!.اما القائد البريطاني إدموند أللنبي فقال بفخر بعد ان وضعه قدمه هو الآخر على قبره "اليوم انتهت الحروب الصليبية". تلك امثلة بسيطة عما يكنه الغرب الاستعماري من حقد دفين على كل شيئ اسمه عربي وإسلامي حقيقي . هذه المقدمة كانت ضرورية لفهم إصرار أميركا والغرب على العدوان على الشام العربية فهي من البلاد التي امرنا رسول البشرية بالمرابطة بها حتى يوم الدين.فالقضية ليست لها علاقة بما يفبرك من استخدام الأسلحة الكيماوية ،فقد انكشف هذا التبرير والتزييف في العدوان على العراق الأبيَ وكل ما صنعته وسائل الإعلام الغربية من تزوير وفبركات لأفلام مضللة حول قتل صدام للأطفال في الحواضن السريرية في المستشفيات ،حيث اتضح فيما بعد بانها لم تعدو عن كونها تزييف وتضليل إعلامي تم استخدامه في تحشيد الرأي العام لضرب العراق العربي . وها هو اليانكي القذر ومعه نفس المجموعة من الأعراب الجهلة والذين يصفهم الله سبحانه وتعالى: الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة: 97} وتفسير تلك الآية هو أن الأعراب أشد جحودا لتوحيد الله وأشد نفاقا من أهل الحضر في القرى والأمصار وذلك بسبب جفائهم وقسوة قلوبهم وقلة مشاهدتهم لأهل الخير فهم لذلك أقسى قلوبا وأقل علما بحقوق الله وأكثر تخلفا وجهلا وفسادا في الأرض وأكثر ميلا لطعن المؤمنين والتآمر عليهم والغدر بهم. فالنفط اعمى بصائرهم وذهب بعقولهم ولم يعودا يفكرون إلا بما يزيدهم طغيانا وإثما ولهوا وفسادا في أرض العرب والمسلمين. فهم غير معنيين بتحرير المسجد الاقصى اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين ولا حماية المسجد الأموي ولا دعمهما ولا الدفاع عنهما من خلال تخليص الأول من الاحتلال والثاني من الأرهابيين والقتلة الذين يمدونهم بالمال والسلاح . فهؤلاء الأعراب لو خيروا بين بقاء النفط وامواله لديهم وحرق وتدمير الكعبة والمسجدين النبوي والأقصى لاختاروا النفط بدون تردد .فهؤلاء الجهلة غير معنيين بما أنزل الله وغير مكترثين بتعاليم الرسول وغير مسترشدين بما كان يفعله الصحابة والتابعين في التصدي للأعداء سواء كانوا من الروم أو من الفرس أوالأفرنجة .فهم من قلبوا عبارة "انا واخي وابن عمي على الغريب" إلى "انا والغريب على اخي وابن عمي في الاسلام ". هم لم يتعلموا الدرس مما حصل في العراق ولم يتقوا الله بما ارتكبت آياديهم من آثام المشاركة في تدمير العراق العربي الإسلامي ومن تخريب وتقسيم وتدمير ليبيا وقتل الابرياء من المسلمين فيها، كما لم يتوقفوا حتى تاريخه عن تخريب مصر ونشر الفوضى فيها ولم يتورعوا عن نشر الفتن الطائفية والمذهبية بين صفوف العرب والمسلمين في محاولة منهم لتأجيل او تأخير سقوطهم .فهم يعتقدون بان ولائهم للغرب الاستعماري ونشر الفتن الطائفية والمذهبية سيحميهم من اجلهم المحتوم . وصدق قول الله العظيم عليهم " تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين" .العدوان على سوريا هو عدوان على العرب والمسلمين جميعا . فكل من يشارك به بشكل مباشر بالجنود والعتاد والقتل او غير مباشر بالتمويل والتحريض والتسويق والترويج للعدوان عبر اجهزة الاعلام يعتبر باغيا ومعتديا ومخالفا لله ورسوله وللدين وللإسلام وللشريعة . سوريا دولة عربية إسلامية واجبنا جميعا الوقوف معها ونصرتها وآثم كل من يقف على الحياد وعدو لله ورسوله كل من يشارك الغرب في العدوان . نحن مع سوريا الوطن والحضارة والتاريخ وليس مع اي شيء اخر.وبغض النظر عن العدوان ونتائجه فسوف نندم جميعا على خسارة سوريا. فخروجها من خط المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي يماثل خسارتنا للعراق العربي حيث ما زلنا نضرب كفا على كف لمشاركة الأعراب بتدمير وتقسيم وتجزأة العراق وليبيا. واجبنا العربي والشرعي ان نكون إلى جانب سوريا الأبية . ومن المفيد في هذا السياق أن نبين بعض المقارنات والمقاربات ذات الصلة بالعدوان الأميركي والغربي على سوريا :الأولى أن فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وفي القلب منهما المسجد الأقصى، كانت وما زالت هي الخاسرة الأولى مما جرى في العراق وليبيا وستكون الخاسرة أيضا من تمكن الانكشاريين والمرتزقة والغوغائيين والارهابيين والقتلة من السيطرة على سوريا العربية، حيث لن تستطيع سوريا الوقوف على اقدامها مجددا قبل عقدين من الزمان على الأقل. ولنا في العراق مثالا كبيرا وملموسا ،فبعد اكثر من عقد لم يتمكن العراق العربي بعد من ترميم وإعادة بناء ما هدمته ودمرته الالات الحربية الاميركية والبريطانية ومعهما فرق الأعراب الجهلة المتخلفة أكثر من هذا فقد تم ايقاظ الفتنة المذهبية من نومها بعد أن تم وأدها واعتقدنا انها قد ماتت إلى الأبد. والنقطة الثانية: ان مجموع ما انفقته فرق الأعراب على تدمير وتخريب العراق وليبيا سوريا يزيد وفقا لاكثر التقديرات تحفظا على 35 مليار $ اكثر من نصف هذا المبلغ صرف على العراق وحده-عدا ما كلفته الحرب الأولى والتي سميت بتحرير الكويت عام 1991-. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لو تم صرف هذا المبلغ على مصر والسودان و سوريا و الاردن وغيرها اما كان الوضع المعيشي والاقتصادي والاجتماعي في الوطن العربي قد تغير جذريا لصالح البناء والتقدم والازدهاروحال دون تقسيم السودان، بدلا من تحويل الأموال إلى الغرب الاستعماري اللعين!!!. ذلك هو ما يجب ان تحاسب عليه فرق الأعراب مجتمعين في يوم قريب بأذن الله تعالى. لقد أوقفت الأعراب زكاة الركاز – وهي الزكاة التي تفرض على ما يستخرج من موارد ومعادن من باطن أرض المسلمين – وهي تدفع بنسبة 20% من قيمة ما يستخرج يتم توزيعها وتقسيمها على المسلمين . والنقطة الثالثة: أن فرق الأعراب مجتمعة في الخليج تبدع وتتفنن في شراء وتهريب السلاح إلى المعارضة وتجول العواصم الغربية بالإضافة إلى انقرة لتوصيل السلاح والمال والعتاد ،والسؤال هنا هو : لماذا لم تفعل ذلك مع المقاومة الفلسطينية في لبنان وفلسطين!!!اليس هذا السؤال في محله .فقد سافر اكثر من وزير خاريجة لفرق الأعراب إلى الدول الغربية معلنا استعدادهما لتمويل كل الصفقات التي تصدَر إلى المعارضين في سوريا. الا يطرح ذلك علامات استفهام كبيرة جدا على هذه التصرفات والمواقف !!! لماذا سوريا وليبيا والعراق وليس فلسطين .والنقطة الرابعة : حينما ناقش وزير الخارجية الأميركي مع بعض وزراء خارجية الأعراب حول تمويل الحرب وأن ذلك سيشكل ضغطا على العجز المستمر على الخزينة الأميركية مما سيحول دون موافقة الكونجرس على الحرب، سارع قادة الأعراب للقول نحن جاهزون للتمويل مهما بلغت التكلفة!!! هل بعد هذا نقول بان هؤلاء الأعراب مسلمون وينتمون إلينا ؟؟ ففلسطين أقرب بكثير من ليبيا وسوريا يا أيها المفسدون في الأرض.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير