jo24_banner
jo24_banner

نجاح قوى التغيير وتراجع حزب الله وحلفاؤه في لبنان

د.لؤي بواعنة
جو 24 :



بات واضحا أن بعض الشعوب العربية، واقصد هنا تحديدا الشعب اللبناني الشقيق . الذي بدا يصحو (ولو متاخرا ) و يستيقض من سباته وتراخيه مع القوى السياسية المختلفة الممثلة لطوائفه المتعددة، والتي قادت البلاد للصراع والازمات واحدة تلو الاخرى، دون الالتفات والأهتمام بهموم الناس وتطلعاتهم ومستقبلهم . وبرزت هذه الصحوة من خلال انتفاضة هذا الشعب وتمرده على قادته الطائفية ورموزها التقليديين الذي مكثوا لعشرات السنين وهم جاثمين على صدور الشعب اللبناني ويستغلون اقتصاده ويوجهونه لتحقيق اهدافهم السياسية من خلال سيطرتهم على المشهد السياسي لبلادهم. وكانت هذه القيادات السياسية الطائفية تقوم بنشاطاتها السياسية تلك تحت ذرائع وحجج واهية مثل الطائفية والمحاصصة والمقاومة .والآن وقد تبدل الحال ولو قليلا. اذ لم تعد تلك الشعارات و اللاعيب السياسة ودهاليزها وزيفها تغري ذلك الشعب وتدغدغ عواطفه، لانه غدا يبتغي التغيير وليس شيء اخر غيره. إذ غدت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها ويصحى عليها الاشقاء اللبنانييون همهم الأول والاخير، واصبح الوصول لتغيير تلك الاحوال والخروج من هذا النفق المظلم هاجسا بل هدفا لتغير واقع الحال المعاش، وهذا ما انعكس فعليا من خلال صناديق انتخاباتهم الاخيرة والتي شهدناها فبل ايام( ١٧ أيار ٢٠٢٢)..والذي بدت بعض ملامح التغيير والارادة الحرة تلوح في الافق فيه

عاش لبنان خلال الفترة الماضية وربما الثلاث سنوات الاخيرة بدءا من ٢٠١٩م جملة من الأزمات الاقتصادية والمالية والسياسية والتي ،قادت في النهاية الى ثورة ضد سوء الادارة و نظام المحاصصة، واضعين الملامة على الطبقية السياسية التقليدية التي تبحث عن مصالحها فقط دون احداث أي اصلاحات سياسية تذكر. فقد شهدت لبنان مؤخرا ما عرف بالازمة الاقتصادية وانهيار الليرة اللبنانية لجزء كبير من قيمتها،. وكل ذلك عائد براي الكثيرين من المحللين السياسين الى فشل الادارات السابقة وتغليب لغة المحاصصة والصفقات على حساب الاصلاحات والخدمات. كما لا ننسى الأحداث الدامية الأخرى مثل انفجار مرفأ بيروت، وازمة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية على البلاد . وكل ذلك خلف حالة من عدم الاستقرار. وراففها حدوث أحداث عنف دامية وحراك شعبي جاب مختلف المدن اللبنانية اعتراضا على الاحوال المعبشية للشعب اللبناني. عبر المعترضون والخارجون للشارع عن غضبهم على الفوى السباسية والسلطة السياسية برمتها الغير قادرة على ادارة البلاد ومعالجة مشكلتي الفقر البطالة وارتفاع الأسعار. وهذا ما حدا بالكثيرين من الحراكيين المنادين بالتغير والاصلاح لخوض الانتخابات النيابية ومعظم من المستقلين وممن لم يتقلدوا مناصب سياسية من قبل، لكنهم كانوا اكثر قربا من الشارع والمواطن العادي ومعاناته وهمومه ، فشكلوا بذلك كتلة ثالثة في الحياة السياسية ونجح الكثير منهم في تلك الانتخابات. ايذانا بمحاولة بناء شراكة مع كل القوى السياسية لاخراج لبنان مما فيه، وللحيلولة دون تحكم قوى بعينا في السلطة السياسية والدولة.

لقد عكست نتائج الانتخابات اللبنانية الأخيرة اثرا واضحا للواقع الذي يعيشه اللبنانيون، وحجم ومعاناتهم وكشفت عن رغبتهم الحقيقة بالتغيير والاصلاح السياسي والاقتصادي. ، كما أظهرت رغبة جدية لدى العديد منهم لتغير الواقع المعاش اقتصاديا وسياسيا من خلال محاولة استبدال قواعد اللعبة السياسية اللبنانية التقليدية ، وبرز ذلك واضحا من خلال صعود تيارات جديدة وتراجع تيارات سياسية ذات تاثير بارز في الحياة السياسية اللبنانية مثل حزب الله وحركة أمل وحلفائهم. اذ لم يعد حزب الله وحلفاؤه يشكلون التيار الابرز في المجلس النيابي رغم اهميتهمم وثقلهم السياسي الذي لا يمكن انكاره سواء بشكله الدبلوماسي او باستخدام اسلوب الضغط والقوة. فقد حصل المرشحون الناجحون الجدد وهم اعضاء المجتمع المدني والتغييريون على ١٧ مقعدا، اثنا عشر واحد منهم ذات اوجه جديدة. في حين حصد حزب امل وحزب الله ٢٨ مقعدا فقط بواقع (15حركة امل، 13حزب الله). وحصل حلفائهم من التيار الوطني الحر على ١٨ مقعد فقط في حين حصل منافسه من الأحزاب المسيحية حزب القوات اللبنانية على ٢٠ مقعدا . وفدر عدد اعضاء حزب الله وحلفائه ٥٩ مقعدا بخسارة قدرت بالكثيرة مقارنة مع المرات السابقة،( حيث حصدوا في انتخابات عام ٢٠١٨ حوالي ٧١ مقعدا) . مما يعني خسارته الأغلبية البرلمانية. وفي حين نجح ١١ مرشحا مستقلا معظمهم من الطائفة السنية، وخسر حزب المستقبل بعد اعلان الحريري اعتزال العمل السباسي مما اوجد اثرا كبيرا. .

خسارة حزب الله وخلفاؤه (٨ آذار ) ونجاح كتلة او تيار ثالث جديد ، ممن كانوا يطالبون بالتغيير يعني الكثير، وابرز مما يعنيه تراجع دور حزب الله على الساحة السياسية، وفقدانه جزءا من شعبيته وثقة الشارع به. كما يعني عدم قدرته وتراجعه عن فرض مواقفه على الدولة اللبنانية وعلى رئيس الجمهورية، نظرا لعدم وجود أغلبية برلمانية لديه بالإضافة لمواقف البرلمانيين الجدد الذين ينادون بمواقف موحده للبرلمان القادم يضاف إليها سبب اخر متعلق بسوء الاوضاع السياسية لحليفتها الجمهورية الإيرانية وما تعانيه من مظاهرات وفوضى عارمة تطالب بمزيد من الإهتمام بالداخل الإيراني اكثر من دعم انصارها في الخارج واغدااق الأموال عليها في حين يترنح الشعب الايراني تحت ويلات الفقر والبطالة وغلاء الأسعار . وهذا يعني تراجع الدعم السياسي والمالي الإيراني للحزب الله مستقبلا.
*كاتب واكاديمي اردني
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير