حلوم لـjo24:نتائج المفاوضات لم تتجاوز منحنا قن دجاج في باحة البيت "الاسرائيلي"
جو 24 : أسعد العزوني- وصف السفير الفلسطيني وعضو المجلس الثوري السابق د. ربحي حلوم المفاوضات المباشرة بين السلطة والاسرائيليين بأنها عبثية لن تسفر عن شىء واكد في حوار بعمان ان المفاوض الفلسطيني لا يمتلك أي شرعية تفاوضية ، وانه غير قادر على مواجهة المفاوض الاسرائيلي الذي يتسلح بقوة وعنجهية اسرائيل.
الدبلوماسي الفلسطيني السابق كشف أن الاتصالات الفلسطينية – الاسرائيلية بدأت مستهل سبعينيات القرن المنصرم ، وأن عباس أرسل تعميما لمكاتب المنظمة في الخارج طالبا من السفراء والمحتلين الشروع في اتصالات مع أي يهودي او اسرائيلي متاح عام 1972 لكن خالد الحسن طلب منهم عدم الاستجابة لهذا الطلب.
كما أوضح أن أحمد قريع وحسن عصفور كانا من ضمن من أجروا اتصالات سرية مع الاسرائيليين قبل اوسلو وأخبرا ابو عمار ان أقصى ما وافق عليه الاسرائيليون هو اعطاء الفلسطينيين قن دجاج في باحة البيت الاسرائيلي.
وفيما يلي نص الحوار :
+++ ما توقعاتكم لنتائج المفاوضات المباشرة الدائرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ؟
=== لن يخرج منها شىء ذو قيمة وهي عبثية وكل ما يجري هو عملية شراء وقت وكسب فرص لنتنياهو لتحقيق المزيد من الأهداف والخطط الاسرائيلية المتمثلة بالمزيد من الضم والتهويد والقضاء على ما يسمى الكيان الفلسطيني .
وعودة الى ما تم الاتفاق عليه في اوسلو فقد تقرر اقامة الدولة الفلسطينية عام 1999 ، لكنهم مددوا الفترة ست سنوات أخرى أي عام 2005 ، والآن يعدون باقامتها عام 2011 ، وهذه عملية مرحلية وضع خططها سابقا رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحق شامير ، حيث جمع اعضاء الوفد الاسرائيلي المشارك في مؤتمر مدريد للسلام عام 1992 ليلة سفرهم وقال لهم : عليكم أن تعلموا أن مهمتكم تنحصر في مهمة محددة واحدة هي تجزئة الحيثيات الى جزئيات بمعنى أن تتحول أي قضية الى جزئيات كما أن المطلوب تجزئة الجزء الواحد الى جزئيات متعددة وتمديد الوقت الى أقصى قدر ممكن حتى تحقق أهداف اسرائيل الكاملة وحتى لو لزم الأمر مناورة تمتد لمئة عام ، وان مهمتكم تنحصر في كيفية كسب الوقت في هذه السنوات .
هذا ما يجرى تنفيذه حاليا على الأرض وبالحرف الواحد ، ونتوقع تأجيل موعد اقامة الدولة الى ما بعد عام 2011 .
قبل أيام اتصل بي أحد الأخوة المقيمين في الداخل وقال لي أنه ذهب الى القدس قبل أربعة أشهر وعاد اليها مرة أخرى قبل أيام ووجد ان كل ما رآه فيها قبل اربعة اشهر قد تغير بالمطلق وانه كاد لا يعرف باب العامود وباب الساهرة ، بمعنى ان القدس تشهد تغيرا كليا وان اسرائيل قطعت مشوارا طويلا في موضوع التهويد وبالتالي فان المفاوضات لن تخرج بشىء ، ومع الأسف فان السلطة الفلسطينية تساعد اسرائيل في تنفيذ سياسة كسب الوقت ، من ضمن المهام الموكلة اليها من قبل اسرائيل وأمريكا .
+++ ما معنى الاعلان عن اتفاق خلال عام وتنفيذه خلال عشرة أعوام ؟
=== قد يقولون أنهم اتفقوا ، وأن الاتفاق بحاجة الى عشر سنوات للتنفيذ ، وهذا يهدف الى تخدير الرأي العام العربي والفلسطيني وحتى الدولي ، وكذلك التغطية على الصمت العربي بالقول أن هناك اتفاقا ، وسيتم تنفيذه في الظروف المواتية . واجزم انهم سيقومون بخلق الأعذار لعدم اقامة الدولة بعد عشر سنوات كما فعلوا عام 1999 و 2005 ، ومعروف ان العشر سنوات تشهد أجيالا جديدة وتختفي فيها أجيال أخرى.
+++ لماذا أصر الأمريكان على قطع المفاوضات غير المباشرة التى دعوا اليها ورعوها والعودة فجأة الى المفاوضات المباشرة ؟
=== أقولها آسفا ولمعرفتي بمحمود عباس التى تعود الى أكثر من أربعين عاما لسوء حظي ، حيث كنت اعرفه ابان كان يعمل معلما في قطر ، وقبل أن ينخرط في العمل السياسي وفي صفوف حركة فتح ، ومعروف عنه أنه لا يثبت على كلمة تصدر عنه ، وما تسمعه منه الآن قد يتراجع عنه بعد دقيقة وينكر أنه تفوه به ، وهو مداور يستطيع تحريف وتغيير قوله في لحظة ، ولا مصداقية له على الاطلاق .
ودليل ذلك انه أقسم اغلظ الأيمان انه لن يعود للمفاوضات او يجلس مع نتنياهو مهما بلغت الضغوط عليه في ظل الاحتلال وأكد عدم المشاركة في أي مفاوضات قبل وقف الاستيطان ومهما بلغت حدة الضغوط العربية والدولية ،وها هو يكرر اليوم نفس المقولة ويعلن أنه سينسحب من المفاوضات ان لم تستجب اسرائيل لشروطه . علما انه هو الذي طلب من لجنة المتابعة العربية اصدار قرار لتسهيل الطريق عليه للعودة الى المفاوضات المباشرة ، وان كانت الرسمية العربية غبطت بعودته لأن ذلك شكل مخرجا لها ، وهم معنيون بذلك لأن مصالحهم مع اسرائيل تقتضي عودة الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات .
+++ ما مغزى انفراد أمريكا برعاية المفاوضات ؟
== أمريكا حاليا تمر في ظروف حرجة ودقيقة عسكريا وها هي تقوم بانسحاب تدريجي من العراق ولو بصورة شكلية ، كما أن الرئيس أوباما غير مطمئن على مستقبل العراق لأن ما يجرى بمشاركة أمريكا وأطراف عديدة ليس في مصلحتها على المدى البعيد اضافة الى ان امريكا في منتهى الحرج بأفغانستان وكذلك ادواتها وفي مقدمتهم كارازاي الذي أصبح يطالب بانسحاب الجيش الأمريكي من بلاده مع انه صنيعة أمريكية . ولذلك فان واشنطن تبحث عن مخرج لها ، وتشعر أن الزمن يتضمن أحد أمرين اذا أحسنت اسرائيل استغلاله ونجحت هي في السيطرة على العرب للسير في ركبها فقد يخدمها ، أما اذا لم تعمل على ذلك وبشكل حثيث فانه لن يخدمها ، ولذلك بدأت أمريكا تنحو هذا المنحى للتأكيد على ان الرئيس اوباما معني باحداث التغيير المطلوب في الشرق الأوسط كما وعد في خطابه في مصر ، خاصة بعد ان تبين أن الدول العربية التى تنضوي تحت النفوذ الأمريكي بدات تشعر بالحرج من عدم تحقيق التغيير الموعود ،وعليه فان المصلحة الأمريكية تقتضي البحث عن مخرج لأزمتها ووعود الرئيس اوباما ، وكذلك لفشلها في كل من افغانستان والعراق .
+++ تهدد القيادة الفلسطينية بالانسحاب من المفاوضات في حال عدم استجابة نتنياهو لمطالبها ، هل هذا ممكن ؟
== لن ينسحبوا اطلاقا ، وان المقصود من تصريحاتهم هو ذر الرماد في عيون الشعب الفلسطيني .
لذلك أؤكد انه ليس للسلطة الفلسطينية أي مصداقية أمام شعبها ، وقد وعدت قيادتها ممثلة بعباس وفياض مرارا بتحقيق اقامة الدولة .
وها هو فياض يقول انه يعمل على استكمال مؤسسات الدولة ، ويقتصر عمله على اخلاء الساحة الفلسطينية من أي قطعة سلاح وتفريغ فكرة المقاومة من عقول الفلسطينيين وتدجينهم باتجاه التعاون والتنسيق الأمني مع اسرائيل ، وتحسين ظروف معيشتهم خاصة بعد ان اضطر الفلسطيني للوقوف في موقف البحث عن ظروف معيشية ، لكننا لا ننسى ان ما يجري يخفي نارا تحت الرماد ، لأن كرامة الفلسطيني اهم من عيشه ، وهذه التجارب مررنا بها كثيرا .
وما أود قوله انه لا مصداقية لتهديدات قادة السلطة بالانسحاب من المفاوضات ، لأن لها مهام مؤسسية محددة ، حيث ان اسرائيل سابقا كانت تعتمد على عملائها ، لكنها اليوم تعتمد على مؤسسات السلطة التى ينحصر دورها في خدمة المصالح الاسرائيلية .
+++ قيل ان هناك خلافات حادة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وان اسرائيل تهدد بالانسحاب من المفاوضات ، ما قراءتك لذلك ؟
=== لا احد ينطلي عليه ذلك ، خاصة عند التدقيق في المظاهر الموجودة على الأرض ، فالاسرائيليون بتصريحاتهم يحاولون اسباغ ثوب الوطنية على السلطة أمام شعبها ، حيث ان المتعارف عليه ان تطلب اسرائيل والسلطة تنفذ تماما كما حدث قبل أيام وتمثل بطلاق النار على مستوطنين في الخليل ، فبدلا من قيام اسرائيل نفسها بارسال جيشها الى الخليل بحثا عن المهاجمين وتفتيش البيوت ، طلبت من السلطة ان تقوم بهذه المهمة .
ولو قام الجيش الاسرائيلي بذلك لما نفذ المطلوب منه بدقة تنفيذ السلطة الفلسطينية التى اعتقلت شرطتها نحو 500 شخصا ، وما استطيع قوله هو ان ما يجري بين السلطة واسرائيل عبارة عن خلافات شكلية ، حتى يقول قادة السلطة انهم يحاولون التوصل الى حل لكنهم لا يمتلكون القوة والصواريخ لمحاربة اسرائيل وأمريكا كتبرير أمام الشعب .
واني لأتساءل : ماذا يعني اظهار شيء من الخلاف وعباس في لقاءاته مع نتناهو بحضور هيلاري كلينتون يلقي نكاتا فكاهية ويضرب أمثلة فكاهية ، وكأنه في حفلة سمر ؟ وهو الذي اكد سابقا انه لن يجلس على الطاولة مع نتنياهو قبل وقف الاستيطان .
بينما قال نتنياهو امام عباس بحضور هيلاري كلينتون انه لن يوقف الاستيطان بعد السادس والعشرين من أيلول ، وعند عودته أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الاسرائيلية في مجلس الوزراء أن البرنامج ثابت وان السادس والعشرين من ايلول هو الحد النهائي لما يسمى بتجميد البناء في المستوطنات ، ولن يكون هناك تجميد للمستعمرات .
+++ ما سر التئام المفاوضات في شرم الشيخ ؟
=== يريدون اسباغ دور على الرئيس حسني مبارك واظهاره باللاعب الفاعل كما ان شرم الشيخ قريبة وعرف عنها انها حولت الى ( ماخور ) مؤامرات ولذلك فان أي اجتماع دولي فيها انما يدل على مؤامرة على القضية ، منذ عهد الرئيس الأمريكي كارتر حتى يومنا هذا .
.+++ 20عاما من الاحتكاك التفاوضي المباشر الى درجة ان المفاوضات انتقلت الى بيوت المسؤولين ولم يتم التوصل الى شىء ، ما تفسيرك ؟
=== تذكرني بتعميم ارسله عباس الى ممثلي منظمة التحرير في العالم عام 1972 وكنت سفيرا آنذاك في البرازيل علما انه في ذلك الوقت لم يكن معنيا بالعمل السياسي بل كان مفوضا ماليا في حركة فتح ، وورد في التعميم ما يلي ": أدعو كافة الأخوة السفراء لفتح حوار مع اي يهودي أو اسرائيلي دون ان يظهر ذلك للعلن !! وعندما تسلمت التعميم اتصلت ببعض الزملاء وفي مقدمتهم وائل زعيتر بايطاليا ومحمود الهمشري واتفقنا على ارسال رسالةالى ياسر عرفات وخالد الحسن ليحددوا لنا المرجعية التى تخاطبنا سياسيا !! ولم يصلنا رد من عرفات بل اتصل بي خالد الحسن هاتفيا من بيروت وقال ان أي تعميم يصلكم عن غير الدائرة السياسية ارموه في الزبالة !! مع ان خالد الحسن كان مع المفاوضات ومع الحل السلمي ، والفرق بين خالد الحسن وعباس أن الأول لديه الكرامة الفلسطينية ويشعر بكرامته ويعتز بقضيته مع اختلافي في وجهات النظر معه ، مع انه كان حريصا على القضية وكان يريد التفاوض ولكن ليس بأي ثمن ، ومع ذلك استمرت الأمور تسير على هذا المنوال .
وواصل عباس إتصالاته السرية الى ان تبين لاحقا انه حرق المراحل حرقا ، ورغم أنه لم يكن معنيا بالشؤون السياسية ، الا انه تدرج لاحقا في المناصب الى أن أصبح على قمة هرم السلطة بعد قتل الرئيس عرفات بالسم .
ولا اظن ان ذلك حدث بمحض الصدفة ، بل كان مخططا له .
+++ كدبلوماسي وعضو مجلس ثوري في فتح وعضو مجلس وطني ، هلا قلبت لي صفحات التفاوض قبل اوسلو ، وحسب علمك متى بدأت المفاوضات ومن كان أول المفاوضين ؟
== هذه قصة اجد نفسي معنيا بها ومطلع على جزء غير يسير من سطورها ، وللمرة الأولى اعلن ذلك ، ففي العام 1989 كنت سفيرا في انقرة ، وكان مسعود يلماظ آنذاك وزيرا لخارجية تركيا ، وهو صديق لي قبل أن يصبح وزيرا للخارجية ، وكنا نلعب كرة القدم معا في الفريق التركي المشهورغالا طا سراي .
وفي حفل استقبال اليوم الوطني النرويجي في السفارة النرويجية ، قال لي : بلغ الرئيس عرفات أننا سنبعث له الرد اما غدا أو بعد غد ! ونريد قبل ذلك أن نسمع منه المقترحات التى لديه !!
شعرت بالدهشة لما سمعت كوني السفير الفلسطيني ولكن لا علم لي بما يتحدث عنه الوزير اذ أنني لم انقل للجانب التركي أي رسالة بهذا الخصوص ، ومع ذلك لم أشعر الوزير بدهشتي وسألته عن اي موضوع يتحدث ؟ حتى لا أشعره بأنني أجهل الأمر تماما فأجاب أن الأمر يتعلق بالاقتراح الخاص برئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق شامير !! فقلت : سأتصل مع عرفات وٍازورك غدا لابلاغك الجواب.
بعثت برقية للرئيس عرفات قلت فيها :" الأخ أبو عمار ، أبلغني وزير الخارجية التركي مسعود يلماظ أن هناك رسالة منك ، وقال لي انهم سيرسلون الرد فور عودة الرئيس تورغوت أوزال من بروكسيل ، فما هو الموضوع حتى أستطيع الحديث معهم في تفاصيله ؟"! وبعد ذلك وصلتني برقية من الرئيس عرفات نصها :" لا توجد هناك أي رسالة ، ويبدو انهم فهموا خطأ تصريحا لي يتعلق باعلان الاستقلال ، واعتبروه رسالة :" وكانت البرقيات رسائل مشفرة بواسطة جهاز اللاسلكي .
اتصلت بعدها بالوزير التركي ولم اخبره برد الرئيس عرفات ، بأنه لا توجد رسالة ، لكني وباحساسي شعرت ان هناك شيئا ما لا ألم بتفاصيله ، وان الرئيس عرفات يخفي عنا امرا ، ويظن الأتراك انني في الصورة !!
اتصلت بسكرتيرة الوزير وحددت لي موعدا بنفس اليوم في منزله مساء وقلت له ان الأخ أبو عمار يسلم عليه ويطلب منكم التقدم باقتراحات من جانبكم !! وكنت ارغب بالاستماع اليه لمعرفة ما عنده حتى اكتشف الموضوع اللغز .
قال الوزير : نريد ان نعرف هل يريد الرئيس عرفات أن يكون اللقاء ثنائيا مع شامير أو بحضورنا كطرف تركي ؟ وهل يريد اللقاء سريا أم معلنا ؟وهل يرغب به في تركيا أم في قبرص الشمالية ؟وهل يرغب منا المشاركة كوسيط في اللقاء ؟ فقلت للوزير : ماذا تقترحون أنتم لفائدة القضية الفلسطينية ؟ ودخلت معه في حوار وكأنني مطلع على القصة من الفها الى يائها !! ولمست منه أنه يشك بأنني اكاد اكون بعيدا عن الصورة فقلت له : ربما كان من أبلغكم الرسالة ليس دقيقا .
ولذلك اريد ان أكون اكثر دقة عند اتصالي بعرفات ! فأجابني : من نقل لنا الرسالة هو الصحفي التركي جنكيز جاندار وهو صديقكم وهو صحفي مشهور . ولا اعتقد أنه اخطأ في ابلاغ الرسالة .
خرجت من بيت السفير وبدأت البحث عن الصحفي جاندار ، وكان يأتيني عندما اتصل به حالا ومن أي مكان يكون فيه ، وقد تركت له عدة رسائل ، ولم يرد علي ، وقيل لي أنه خارج البلاد ، واتصلت بأحد الفنادق بأثينا ولم أصل اليه فأدركت أنه يتهرب مني ! لكنني في اليوم الثاني وصلت اليه عن طريق زوجته وقلت لها أنني أريده لأمر هام ، وارغب باصطحابه معي الى تونس !! عندها اتصل بي واخبرني أنه سيمر علي ، وبالفعل زارني ، فسألته عن سر الرسالة التى حملها للحكومة التركية !! فقال : بسام ابو شريف هو الذي طلب مني واستدعاني الى المغرب وأبلغني ان عرفات يطلب من الحكومة التركية الصديقة ومن الرئيس تورغوت أوزال ترتيب لقاء ثنائي بين عرفات وشامير ، وان تكون تركيا وسيطا في اللقاء المقترح !!
لقد قمت بتسجيل ما قاله الصحفي التركي جاندار في مكتبي دون أن يعلم وسافرت بعدها الى تونس ، وكنت آنذاك عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح ، ودعوت الى اجتماع طارىء للجنة لحركة فتح أنا وسبعة اعضاء في المجلس الثوري حسب ما هو متبع بعد ان التقيت صلاح خلف ( أبو أياد ) وفاروق القدومي ومحمد جهاد وآخرين وشرحت لهم التفاصيل ، ودهشوا لما سمعوا وتطورا النقاش في ذلك الاجتماع الى تراشق بزجاجات المياه وقد انكر عرفات انه كلف بسام أبو شريف أو احدأ غيره بحمل مثل هكذا رسالة !! وعندها تقرر تشكيل لجنة تحقيق مع بسام أبو شريف وبعث اليه من يعتقله ، ومثل امام اللجنة المركزية ونفي أن يكون عرفات كلفه بارسال تلك الرسالة .وأنه قام بذلك كمبادرة ذاتيه من قبله ، وقبع في بيت عرفات التى كانت تقيم فيه السيدة نجلاء سعد الدين مدة اسبوعين ولم يغادره حتى لا يتم اعتقاله .
وما اود قوله هو أن محاولات الاتصال مع الاسرائيليين بدأت قبل اوسلو ، وقد غضب علي الرئيس عرفات ونقلني من تركيا الى اندونيسيا ، لكنني استقلت نهائيا عام 1991 .
وتبين لي بعد ذلك من خلال متابعاتي ان عباس هو الذي كان المخطط الظل لما يدور في رأس ياسر عرفات ، لأنه كان مفوضا ماليا ولم يأبه له احد ، مع انه كان دائم السفر الى بروكسيل وباريس واثينا واوسلو وروما !! وسؤالي هنا : ما هي مهمة المفوض المالي في حركة فتح في هذه العواصم ؟ وان دل ذلك على شىء فانما يدل على أنه من روادها ، واتوقع أن الاتصالات بدأت مستهل سبعينيات القرن المنصرم .
+++ هل من تفصيلات حول أوسلو ؟
== جرى نقلي من انقرة في شهر تشرين ثاني عام 1990 الى اندونيسيا ، وقبل ذلك جاءني حسن عصفور وقال انه مضطر لارسال رسالة عاجلة الى عرفات كوني كان لدي جهاز ارسال لاسلكي اقليمي في السفارة وطلب منى احضار عامل الجهاز ، رافضا اطلاعي على فحوى الرسالة ، ولم اكن أملك حق الرفض آنذاك لأنني كنت ملزما بنقل أي رسالة الى عرفات كون جهازي كان اقليميا ، وليس من حقي الاطلاع على ما هو خارج عن ساحتي .
بعثت الى عامل الجهاز وايقظته من نومه في منتصف الليل ، وجلس الاثنان معا وشفر الرسالة وبعثها الى الرئيس عرفات .
جاء الرد فورا من عرفات وسلمه عامل الجهاز الى حسن عصفور الذي غادر الى بروكسيل في اليوم التالي على الطائرة التركية ، واتضح لي بعد الاطلاع على تذكرة سفره أنه متجه الى اوسلو وكان ذلك في بدايات شهر تموز عام 1990.
لكني لم أسأله عن وجهته ، و كنت اعتقد ان الرسالة تتعلق بأسلحة لقواتنا ، وقد اوصلته الى المطار بسيارتي .
عندما رجعت الى السفارة طلبت عامل جهاز اللاسلكي وسألته عن فحوى الرسالة ، لكنه اضطرب في البداية وتوقعت ان عصفور طلب منه ابقاء الرسالة طي الكتمان الا انه لم يرفض طلبي كونه كان يحترمني وقالت الرسالة :" حاملها من لسان أحمد قريع ( أبو العلاء ) ، خلاصة الجلسات الثلاث التى عقدناها مع ( نظرائنا ) وقد اتضح لي ان اقصى ما يمكن ان نصل اليه معهم هو ان يعطونا مجرد قن دجاج في باحة البيت الاسرائيلي "!! وكان رد عرفات مختصرا بثلاث كلمات :" على بركة الله " !! بعد استقالتي من مناصبي الثلاثة بقيت على اتصال مع اصدقائي وبخاصة صلاح خلف لأبقى في الصورة وادركت بعد مقتل صلاح خلف ، انه كان مخططا تنفيذ العملية في تركيا وان اكون معه ، كما علمت سبب اغتياله ، وان ذلك يتعلق بكشف رسالة بسام أبو شريف الى الحكومة التركية ، لأنه اصر على ملاحقة بسام ابو شريف .
بعد اغتيال صلاح خلف بدأت اشعر بالخطر وزاد اهتمامي بمتابعة التطورات على الساحة وعلمت انه كان مقررا فرز قاتل ابو اياد ليعمل مرافقا امنيا عندي في تركيا ، حيث كان يتردد علي ابو اياد كثيرا خلال سفراته ، دون ان يعلم بذلك احد .
وعندما اعلن عن اوسلو ربطت الأمور بعضها بعض حيث مجىء حسن عصفور ورسالته .ورد ابو عمار عليها ، وخلصت الى ان اوسلو لها جذور عميقة تمتد لسنوات ، الى ان كشف النقاب عن وثيقة عباس – بيلين وكنت أول من اعلن عن تلك الوثيقة وكشفت تفاصيلها في عمان عام 1996 وتسلمنا تفاصيلها انا والمحامي المرحوم ابراهيم بكر ، واتصلت فورا مع صحيفة القدس العربي في لندن وزودتها بالتفاصيل ونشرتها على الصحفحة الأولى ، واعتقد ان مفاوضات اوسلو بدات عام 1986 .
+++ ما تقييمك لجناحي المفاوضات الفلسطيني والاسرائيلي من حيث الامكانيات والعقلية والمواقف ؟
== أولا لا بد من التوكيد على ان ما يجري ليس مفاوضات بمعنى المفاوضات ،بل هي سهرة سمر يجري فيها حوار متبادل اشبه بالاملاءات ، والملاحظ ان هناك طرف قادر على الاملاء ، يقابله طرف آخر مستعد للقبول بأي املاء ، وهذا ينطبق على كافة المفاوضات مع اسرائيل بمعنى ان الاسرائيليين لا يفاوضون ، بل يطلبون الموافقة على طلباتهم .
والملاحظ أن الطرف الفلسطيني معني بالدولة فقط ، ومجرد مسمى لا غير ولو اقيمت على شبر واحد من الأرض وحتى لو كانت بدون سيادة وهناك قضية أخرى وهي أن المفاوض الفلسطيني غير مهيأ للتفاوض ، فهو لا يملك شرعية الحق في التفاوض ، فلا عباس ولا حماس يمتلكون شرعية التفاوض لأن الطرفين فاقدان لهذه الشرعية ، وأن الشعب الفلسطيني هو من يقرر هذه الشرعية ، والمفاوض الفلسطيني غير مؤهل لا شرعيا ولا اخلاقيا ولا قانونيا ولا شعبيا لأنه يركز كل قدراته وطاقاته في موضوع التنسسيق الأمني مع اسرائيل ، أي تنفيذ الاحتياجات الأمنية لاسرائيل ولذلك وحسب ما قاله أوباما ونتناهو معا أمام عباس الذي لم يتعرض ان امن اسرائيل هو الأساس ،ولم يتحدث عباس عن أمن الشعب الفلسطيني .
والغريب في الأمر ان المفاوض الفلسطيني في كثير من الأحيان كان يذهب الى المفاوضات خالي الوفاض دون أن يحمل خرائطه ، وقد استعانوا بالخرائط الجوية الاسرائيلية ، علما ان المفاوضين الاسرائيليين كانوا يمرون فوق مناطق التبادلية بالهليوكبتر برفقة وزراء ، ويركزون على السهول والتلال وغير ذلك ، قبل الجلوس على طاولة المفاوضات ، في حين لم يكن المفاوض الفلسطيني يعلم ان هذه القرية الحدودية هي فلسطينة أو سورية !!
+++ لماذا يهدد لييبرمان بافشال المفاوضات ؟؟
== لأنه مطلوب منه ان يكون الصقر الذي يشاهده ويسمعه الجميع ، وهو يمثل السقف العالي لمطالب اسرائيل ، وهناك خارطة اسرائيلية في مكتبه تضم أجزاء من السعودية وتركيا .
ومقابل ذلك لا يوجد عندنا سقف أعلى ولا حتى سقف ادنى وكل ما نملكه هو سقف تحت الأدنى ، لذلك طالبت السلطة بوقف البناء في المستوطنات ولم تطالب بتفكيكها .
+++ هل يعقل ان تعقد مفاوضات بدون مقاومة ؟
== هذا هو الخلل الأكبر ، وهنا تكمن المأساة والكارثة معا ، فكل الثورات فاوضت وأسلحتها مشرعة الا السلطة تفاوض واسلحتها موجهة الى صدور ابناء الشعب الفلسطيني ، واسرائيل تفاوض لأنها تعتمد على قوتها العسكرية وعنجهيتها فيما تستند السلطة الى الموقف العربي المتخاذل .
+++ لماذا يشترط نتنياهو دولة فلسطينية منزوعة السلاح ؟
== اجزم أن نتنياهو لن يعطي حتى هذه الدولة منزوعة السلاح والسيادة ، لأنه يريد البقاء في موقع المسيطر برا وبحرا وجوا ، وسؤالي هنا هل يستطيع عباس التحرك في الضفة دون تنسيق مع اسرائيل ؟
-+++ كيف تنظر الى دخول الجامعة العربية على خط العملية السلمية والمفاوضات ؟
== الجامعة العربية أصبحت مؤسسة تابعة للنظام الرسمي العربي ولن تخرج عن هذا الاطار لأن ذلك سيؤدي الى تغيير الأمين العام وهي جامعة ارتزاق ونفوذ لهذه الدولة أو تلك .
الدبلوماسي الفلسطيني السابق كشف أن الاتصالات الفلسطينية – الاسرائيلية بدأت مستهل سبعينيات القرن المنصرم ، وأن عباس أرسل تعميما لمكاتب المنظمة في الخارج طالبا من السفراء والمحتلين الشروع في اتصالات مع أي يهودي او اسرائيلي متاح عام 1972 لكن خالد الحسن طلب منهم عدم الاستجابة لهذا الطلب.
كما أوضح أن أحمد قريع وحسن عصفور كانا من ضمن من أجروا اتصالات سرية مع الاسرائيليين قبل اوسلو وأخبرا ابو عمار ان أقصى ما وافق عليه الاسرائيليون هو اعطاء الفلسطينيين قن دجاج في باحة البيت الاسرائيلي.
وفيما يلي نص الحوار :
+++ ما توقعاتكم لنتائج المفاوضات المباشرة الدائرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ؟
=== لن يخرج منها شىء ذو قيمة وهي عبثية وكل ما يجري هو عملية شراء وقت وكسب فرص لنتنياهو لتحقيق المزيد من الأهداف والخطط الاسرائيلية المتمثلة بالمزيد من الضم والتهويد والقضاء على ما يسمى الكيان الفلسطيني .
وعودة الى ما تم الاتفاق عليه في اوسلو فقد تقرر اقامة الدولة الفلسطينية عام 1999 ، لكنهم مددوا الفترة ست سنوات أخرى أي عام 2005 ، والآن يعدون باقامتها عام 2011 ، وهذه عملية مرحلية وضع خططها سابقا رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحق شامير ، حيث جمع اعضاء الوفد الاسرائيلي المشارك في مؤتمر مدريد للسلام عام 1992 ليلة سفرهم وقال لهم : عليكم أن تعلموا أن مهمتكم تنحصر في مهمة محددة واحدة هي تجزئة الحيثيات الى جزئيات بمعنى أن تتحول أي قضية الى جزئيات كما أن المطلوب تجزئة الجزء الواحد الى جزئيات متعددة وتمديد الوقت الى أقصى قدر ممكن حتى تحقق أهداف اسرائيل الكاملة وحتى لو لزم الأمر مناورة تمتد لمئة عام ، وان مهمتكم تنحصر في كيفية كسب الوقت في هذه السنوات .
هذا ما يجرى تنفيذه حاليا على الأرض وبالحرف الواحد ، ونتوقع تأجيل موعد اقامة الدولة الى ما بعد عام 2011 .
قبل أيام اتصل بي أحد الأخوة المقيمين في الداخل وقال لي أنه ذهب الى القدس قبل أربعة أشهر وعاد اليها مرة أخرى قبل أيام ووجد ان كل ما رآه فيها قبل اربعة اشهر قد تغير بالمطلق وانه كاد لا يعرف باب العامود وباب الساهرة ، بمعنى ان القدس تشهد تغيرا كليا وان اسرائيل قطعت مشوارا طويلا في موضوع التهويد وبالتالي فان المفاوضات لن تخرج بشىء ، ومع الأسف فان السلطة الفلسطينية تساعد اسرائيل في تنفيذ سياسة كسب الوقت ، من ضمن المهام الموكلة اليها من قبل اسرائيل وأمريكا .
+++ ما معنى الاعلان عن اتفاق خلال عام وتنفيذه خلال عشرة أعوام ؟
=== قد يقولون أنهم اتفقوا ، وأن الاتفاق بحاجة الى عشر سنوات للتنفيذ ، وهذا يهدف الى تخدير الرأي العام العربي والفلسطيني وحتى الدولي ، وكذلك التغطية على الصمت العربي بالقول أن هناك اتفاقا ، وسيتم تنفيذه في الظروف المواتية . واجزم انهم سيقومون بخلق الأعذار لعدم اقامة الدولة بعد عشر سنوات كما فعلوا عام 1999 و 2005 ، ومعروف ان العشر سنوات تشهد أجيالا جديدة وتختفي فيها أجيال أخرى.
+++ لماذا أصر الأمريكان على قطع المفاوضات غير المباشرة التى دعوا اليها ورعوها والعودة فجأة الى المفاوضات المباشرة ؟
=== أقولها آسفا ولمعرفتي بمحمود عباس التى تعود الى أكثر من أربعين عاما لسوء حظي ، حيث كنت اعرفه ابان كان يعمل معلما في قطر ، وقبل أن ينخرط في العمل السياسي وفي صفوف حركة فتح ، ومعروف عنه أنه لا يثبت على كلمة تصدر عنه ، وما تسمعه منه الآن قد يتراجع عنه بعد دقيقة وينكر أنه تفوه به ، وهو مداور يستطيع تحريف وتغيير قوله في لحظة ، ولا مصداقية له على الاطلاق .
ودليل ذلك انه أقسم اغلظ الأيمان انه لن يعود للمفاوضات او يجلس مع نتنياهو مهما بلغت الضغوط عليه في ظل الاحتلال وأكد عدم المشاركة في أي مفاوضات قبل وقف الاستيطان ومهما بلغت حدة الضغوط العربية والدولية ،وها هو يكرر اليوم نفس المقولة ويعلن أنه سينسحب من المفاوضات ان لم تستجب اسرائيل لشروطه . علما انه هو الذي طلب من لجنة المتابعة العربية اصدار قرار لتسهيل الطريق عليه للعودة الى المفاوضات المباشرة ، وان كانت الرسمية العربية غبطت بعودته لأن ذلك شكل مخرجا لها ، وهم معنيون بذلك لأن مصالحهم مع اسرائيل تقتضي عودة الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات .
+++ ما مغزى انفراد أمريكا برعاية المفاوضات ؟
== أمريكا حاليا تمر في ظروف حرجة ودقيقة عسكريا وها هي تقوم بانسحاب تدريجي من العراق ولو بصورة شكلية ، كما أن الرئيس أوباما غير مطمئن على مستقبل العراق لأن ما يجرى بمشاركة أمريكا وأطراف عديدة ليس في مصلحتها على المدى البعيد اضافة الى ان امريكا في منتهى الحرج بأفغانستان وكذلك ادواتها وفي مقدمتهم كارازاي الذي أصبح يطالب بانسحاب الجيش الأمريكي من بلاده مع انه صنيعة أمريكية . ولذلك فان واشنطن تبحث عن مخرج لها ، وتشعر أن الزمن يتضمن أحد أمرين اذا أحسنت اسرائيل استغلاله ونجحت هي في السيطرة على العرب للسير في ركبها فقد يخدمها ، أما اذا لم تعمل على ذلك وبشكل حثيث فانه لن يخدمها ، ولذلك بدأت أمريكا تنحو هذا المنحى للتأكيد على ان الرئيس اوباما معني باحداث التغيير المطلوب في الشرق الأوسط كما وعد في خطابه في مصر ، خاصة بعد ان تبين أن الدول العربية التى تنضوي تحت النفوذ الأمريكي بدات تشعر بالحرج من عدم تحقيق التغيير الموعود ،وعليه فان المصلحة الأمريكية تقتضي البحث عن مخرج لأزمتها ووعود الرئيس اوباما ، وكذلك لفشلها في كل من افغانستان والعراق .
+++ تهدد القيادة الفلسطينية بالانسحاب من المفاوضات في حال عدم استجابة نتنياهو لمطالبها ، هل هذا ممكن ؟
== لن ينسحبوا اطلاقا ، وان المقصود من تصريحاتهم هو ذر الرماد في عيون الشعب الفلسطيني .
لذلك أؤكد انه ليس للسلطة الفلسطينية أي مصداقية أمام شعبها ، وقد وعدت قيادتها ممثلة بعباس وفياض مرارا بتحقيق اقامة الدولة .
وها هو فياض يقول انه يعمل على استكمال مؤسسات الدولة ، ويقتصر عمله على اخلاء الساحة الفلسطينية من أي قطعة سلاح وتفريغ فكرة المقاومة من عقول الفلسطينيين وتدجينهم باتجاه التعاون والتنسيق الأمني مع اسرائيل ، وتحسين ظروف معيشتهم خاصة بعد ان اضطر الفلسطيني للوقوف في موقف البحث عن ظروف معيشية ، لكننا لا ننسى ان ما يجري يخفي نارا تحت الرماد ، لأن كرامة الفلسطيني اهم من عيشه ، وهذه التجارب مررنا بها كثيرا .
وما أود قوله انه لا مصداقية لتهديدات قادة السلطة بالانسحاب من المفاوضات ، لأن لها مهام مؤسسية محددة ، حيث ان اسرائيل سابقا كانت تعتمد على عملائها ، لكنها اليوم تعتمد على مؤسسات السلطة التى ينحصر دورها في خدمة المصالح الاسرائيلية .
+++ قيل ان هناك خلافات حادة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وان اسرائيل تهدد بالانسحاب من المفاوضات ، ما قراءتك لذلك ؟
=== لا احد ينطلي عليه ذلك ، خاصة عند التدقيق في المظاهر الموجودة على الأرض ، فالاسرائيليون بتصريحاتهم يحاولون اسباغ ثوب الوطنية على السلطة أمام شعبها ، حيث ان المتعارف عليه ان تطلب اسرائيل والسلطة تنفذ تماما كما حدث قبل أيام وتمثل بطلاق النار على مستوطنين في الخليل ، فبدلا من قيام اسرائيل نفسها بارسال جيشها الى الخليل بحثا عن المهاجمين وتفتيش البيوت ، طلبت من السلطة ان تقوم بهذه المهمة .
ولو قام الجيش الاسرائيلي بذلك لما نفذ المطلوب منه بدقة تنفيذ السلطة الفلسطينية التى اعتقلت شرطتها نحو 500 شخصا ، وما استطيع قوله هو ان ما يجري بين السلطة واسرائيل عبارة عن خلافات شكلية ، حتى يقول قادة السلطة انهم يحاولون التوصل الى حل لكنهم لا يمتلكون القوة والصواريخ لمحاربة اسرائيل وأمريكا كتبرير أمام الشعب .
واني لأتساءل : ماذا يعني اظهار شيء من الخلاف وعباس في لقاءاته مع نتناهو بحضور هيلاري كلينتون يلقي نكاتا فكاهية ويضرب أمثلة فكاهية ، وكأنه في حفلة سمر ؟ وهو الذي اكد سابقا انه لن يجلس على الطاولة مع نتنياهو قبل وقف الاستيطان .
بينما قال نتنياهو امام عباس بحضور هيلاري كلينتون انه لن يوقف الاستيطان بعد السادس والعشرين من أيلول ، وعند عودته أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الاسرائيلية في مجلس الوزراء أن البرنامج ثابت وان السادس والعشرين من ايلول هو الحد النهائي لما يسمى بتجميد البناء في المستوطنات ، ولن يكون هناك تجميد للمستعمرات .
+++ ما سر التئام المفاوضات في شرم الشيخ ؟
=== يريدون اسباغ دور على الرئيس حسني مبارك واظهاره باللاعب الفاعل كما ان شرم الشيخ قريبة وعرف عنها انها حولت الى ( ماخور ) مؤامرات ولذلك فان أي اجتماع دولي فيها انما يدل على مؤامرة على القضية ، منذ عهد الرئيس الأمريكي كارتر حتى يومنا هذا .
.+++ 20عاما من الاحتكاك التفاوضي المباشر الى درجة ان المفاوضات انتقلت الى بيوت المسؤولين ولم يتم التوصل الى شىء ، ما تفسيرك ؟
=== تذكرني بتعميم ارسله عباس الى ممثلي منظمة التحرير في العالم عام 1972 وكنت سفيرا آنذاك في البرازيل علما انه في ذلك الوقت لم يكن معنيا بالعمل السياسي بل كان مفوضا ماليا في حركة فتح ، وورد في التعميم ما يلي ": أدعو كافة الأخوة السفراء لفتح حوار مع اي يهودي أو اسرائيلي دون ان يظهر ذلك للعلن !! وعندما تسلمت التعميم اتصلت ببعض الزملاء وفي مقدمتهم وائل زعيتر بايطاليا ومحمود الهمشري واتفقنا على ارسال رسالةالى ياسر عرفات وخالد الحسن ليحددوا لنا المرجعية التى تخاطبنا سياسيا !! ولم يصلنا رد من عرفات بل اتصل بي خالد الحسن هاتفيا من بيروت وقال ان أي تعميم يصلكم عن غير الدائرة السياسية ارموه في الزبالة !! مع ان خالد الحسن كان مع المفاوضات ومع الحل السلمي ، والفرق بين خالد الحسن وعباس أن الأول لديه الكرامة الفلسطينية ويشعر بكرامته ويعتز بقضيته مع اختلافي في وجهات النظر معه ، مع انه كان حريصا على القضية وكان يريد التفاوض ولكن ليس بأي ثمن ، ومع ذلك استمرت الأمور تسير على هذا المنوال .
وواصل عباس إتصالاته السرية الى ان تبين لاحقا انه حرق المراحل حرقا ، ورغم أنه لم يكن معنيا بالشؤون السياسية ، الا انه تدرج لاحقا في المناصب الى أن أصبح على قمة هرم السلطة بعد قتل الرئيس عرفات بالسم .
ولا اظن ان ذلك حدث بمحض الصدفة ، بل كان مخططا له .
+++ كدبلوماسي وعضو مجلس ثوري في فتح وعضو مجلس وطني ، هلا قلبت لي صفحات التفاوض قبل اوسلو ، وحسب علمك متى بدأت المفاوضات ومن كان أول المفاوضين ؟
== هذه قصة اجد نفسي معنيا بها ومطلع على جزء غير يسير من سطورها ، وللمرة الأولى اعلن ذلك ، ففي العام 1989 كنت سفيرا في انقرة ، وكان مسعود يلماظ آنذاك وزيرا لخارجية تركيا ، وهو صديق لي قبل أن يصبح وزيرا للخارجية ، وكنا نلعب كرة القدم معا في الفريق التركي المشهورغالا طا سراي .
وفي حفل استقبال اليوم الوطني النرويجي في السفارة النرويجية ، قال لي : بلغ الرئيس عرفات أننا سنبعث له الرد اما غدا أو بعد غد ! ونريد قبل ذلك أن نسمع منه المقترحات التى لديه !!
شعرت بالدهشة لما سمعت كوني السفير الفلسطيني ولكن لا علم لي بما يتحدث عنه الوزير اذ أنني لم انقل للجانب التركي أي رسالة بهذا الخصوص ، ومع ذلك لم أشعر الوزير بدهشتي وسألته عن اي موضوع يتحدث ؟ حتى لا أشعره بأنني أجهل الأمر تماما فأجاب أن الأمر يتعلق بالاقتراح الخاص برئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق شامير !! فقلت : سأتصل مع عرفات وٍازورك غدا لابلاغك الجواب.
بعثت برقية للرئيس عرفات قلت فيها :" الأخ أبو عمار ، أبلغني وزير الخارجية التركي مسعود يلماظ أن هناك رسالة منك ، وقال لي انهم سيرسلون الرد فور عودة الرئيس تورغوت أوزال من بروكسيل ، فما هو الموضوع حتى أستطيع الحديث معهم في تفاصيله ؟"! وبعد ذلك وصلتني برقية من الرئيس عرفات نصها :" لا توجد هناك أي رسالة ، ويبدو انهم فهموا خطأ تصريحا لي يتعلق باعلان الاستقلال ، واعتبروه رسالة :" وكانت البرقيات رسائل مشفرة بواسطة جهاز اللاسلكي .
اتصلت بعدها بالوزير التركي ولم اخبره برد الرئيس عرفات ، بأنه لا توجد رسالة ، لكني وباحساسي شعرت ان هناك شيئا ما لا ألم بتفاصيله ، وان الرئيس عرفات يخفي عنا امرا ، ويظن الأتراك انني في الصورة !!
اتصلت بسكرتيرة الوزير وحددت لي موعدا بنفس اليوم في منزله مساء وقلت له ان الأخ أبو عمار يسلم عليه ويطلب منكم التقدم باقتراحات من جانبكم !! وكنت ارغب بالاستماع اليه لمعرفة ما عنده حتى اكتشف الموضوع اللغز .
قال الوزير : نريد ان نعرف هل يريد الرئيس عرفات أن يكون اللقاء ثنائيا مع شامير أو بحضورنا كطرف تركي ؟ وهل يريد اللقاء سريا أم معلنا ؟وهل يرغب به في تركيا أم في قبرص الشمالية ؟وهل يرغب منا المشاركة كوسيط في اللقاء ؟ فقلت للوزير : ماذا تقترحون أنتم لفائدة القضية الفلسطينية ؟ ودخلت معه في حوار وكأنني مطلع على القصة من الفها الى يائها !! ولمست منه أنه يشك بأنني اكاد اكون بعيدا عن الصورة فقلت له : ربما كان من أبلغكم الرسالة ليس دقيقا .
ولذلك اريد ان أكون اكثر دقة عند اتصالي بعرفات ! فأجابني : من نقل لنا الرسالة هو الصحفي التركي جنكيز جاندار وهو صديقكم وهو صحفي مشهور . ولا اعتقد أنه اخطأ في ابلاغ الرسالة .
خرجت من بيت السفير وبدأت البحث عن الصحفي جاندار ، وكان يأتيني عندما اتصل به حالا ومن أي مكان يكون فيه ، وقد تركت له عدة رسائل ، ولم يرد علي ، وقيل لي أنه خارج البلاد ، واتصلت بأحد الفنادق بأثينا ولم أصل اليه فأدركت أنه يتهرب مني ! لكنني في اليوم الثاني وصلت اليه عن طريق زوجته وقلت لها أنني أريده لأمر هام ، وارغب باصطحابه معي الى تونس !! عندها اتصل بي واخبرني أنه سيمر علي ، وبالفعل زارني ، فسألته عن سر الرسالة التى حملها للحكومة التركية !! فقال : بسام ابو شريف هو الذي طلب مني واستدعاني الى المغرب وأبلغني ان عرفات يطلب من الحكومة التركية الصديقة ومن الرئيس تورغوت أوزال ترتيب لقاء ثنائي بين عرفات وشامير ، وان تكون تركيا وسيطا في اللقاء المقترح !!
لقد قمت بتسجيل ما قاله الصحفي التركي جاندار في مكتبي دون أن يعلم وسافرت بعدها الى تونس ، وكنت آنذاك عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح ، ودعوت الى اجتماع طارىء للجنة لحركة فتح أنا وسبعة اعضاء في المجلس الثوري حسب ما هو متبع بعد ان التقيت صلاح خلف ( أبو أياد ) وفاروق القدومي ومحمد جهاد وآخرين وشرحت لهم التفاصيل ، ودهشوا لما سمعوا وتطورا النقاش في ذلك الاجتماع الى تراشق بزجاجات المياه وقد انكر عرفات انه كلف بسام أبو شريف أو احدأ غيره بحمل مثل هكذا رسالة !! وعندها تقرر تشكيل لجنة تحقيق مع بسام أبو شريف وبعث اليه من يعتقله ، ومثل امام اللجنة المركزية ونفي أن يكون عرفات كلفه بارسال تلك الرسالة .وأنه قام بذلك كمبادرة ذاتيه من قبله ، وقبع في بيت عرفات التى كانت تقيم فيه السيدة نجلاء سعد الدين مدة اسبوعين ولم يغادره حتى لا يتم اعتقاله .
وما اود قوله هو أن محاولات الاتصال مع الاسرائيليين بدأت قبل اوسلو ، وقد غضب علي الرئيس عرفات ونقلني من تركيا الى اندونيسيا ، لكنني استقلت نهائيا عام 1991 .
وتبين لي بعد ذلك من خلال متابعاتي ان عباس هو الذي كان المخطط الظل لما يدور في رأس ياسر عرفات ، لأنه كان مفوضا ماليا ولم يأبه له احد ، مع انه كان دائم السفر الى بروكسيل وباريس واثينا واوسلو وروما !! وسؤالي هنا : ما هي مهمة المفوض المالي في حركة فتح في هذه العواصم ؟ وان دل ذلك على شىء فانما يدل على أنه من روادها ، واتوقع أن الاتصالات بدأت مستهل سبعينيات القرن المنصرم .
+++ هل من تفصيلات حول أوسلو ؟
== جرى نقلي من انقرة في شهر تشرين ثاني عام 1990 الى اندونيسيا ، وقبل ذلك جاءني حسن عصفور وقال انه مضطر لارسال رسالة عاجلة الى عرفات كوني كان لدي جهاز ارسال لاسلكي اقليمي في السفارة وطلب منى احضار عامل الجهاز ، رافضا اطلاعي على فحوى الرسالة ، ولم اكن أملك حق الرفض آنذاك لأنني كنت ملزما بنقل أي رسالة الى عرفات كون جهازي كان اقليميا ، وليس من حقي الاطلاع على ما هو خارج عن ساحتي .
بعثت الى عامل الجهاز وايقظته من نومه في منتصف الليل ، وجلس الاثنان معا وشفر الرسالة وبعثها الى الرئيس عرفات .
جاء الرد فورا من عرفات وسلمه عامل الجهاز الى حسن عصفور الذي غادر الى بروكسيل في اليوم التالي على الطائرة التركية ، واتضح لي بعد الاطلاع على تذكرة سفره أنه متجه الى اوسلو وكان ذلك في بدايات شهر تموز عام 1990.
لكني لم أسأله عن وجهته ، و كنت اعتقد ان الرسالة تتعلق بأسلحة لقواتنا ، وقد اوصلته الى المطار بسيارتي .
عندما رجعت الى السفارة طلبت عامل جهاز اللاسلكي وسألته عن فحوى الرسالة ، لكنه اضطرب في البداية وتوقعت ان عصفور طلب منه ابقاء الرسالة طي الكتمان الا انه لم يرفض طلبي كونه كان يحترمني وقالت الرسالة :" حاملها من لسان أحمد قريع ( أبو العلاء ) ، خلاصة الجلسات الثلاث التى عقدناها مع ( نظرائنا ) وقد اتضح لي ان اقصى ما يمكن ان نصل اليه معهم هو ان يعطونا مجرد قن دجاج في باحة البيت الاسرائيلي "!! وكان رد عرفات مختصرا بثلاث كلمات :" على بركة الله " !! بعد استقالتي من مناصبي الثلاثة بقيت على اتصال مع اصدقائي وبخاصة صلاح خلف لأبقى في الصورة وادركت بعد مقتل صلاح خلف ، انه كان مخططا تنفيذ العملية في تركيا وان اكون معه ، كما علمت سبب اغتياله ، وان ذلك يتعلق بكشف رسالة بسام أبو شريف الى الحكومة التركية ، لأنه اصر على ملاحقة بسام ابو شريف .
بعد اغتيال صلاح خلف بدأت اشعر بالخطر وزاد اهتمامي بمتابعة التطورات على الساحة وعلمت انه كان مقررا فرز قاتل ابو اياد ليعمل مرافقا امنيا عندي في تركيا ، حيث كان يتردد علي ابو اياد كثيرا خلال سفراته ، دون ان يعلم بذلك احد .
وعندما اعلن عن اوسلو ربطت الأمور بعضها بعض حيث مجىء حسن عصفور ورسالته .ورد ابو عمار عليها ، وخلصت الى ان اوسلو لها جذور عميقة تمتد لسنوات ، الى ان كشف النقاب عن وثيقة عباس – بيلين وكنت أول من اعلن عن تلك الوثيقة وكشفت تفاصيلها في عمان عام 1996 وتسلمنا تفاصيلها انا والمحامي المرحوم ابراهيم بكر ، واتصلت فورا مع صحيفة القدس العربي في لندن وزودتها بالتفاصيل ونشرتها على الصحفحة الأولى ، واعتقد ان مفاوضات اوسلو بدات عام 1986 .
+++ ما تقييمك لجناحي المفاوضات الفلسطيني والاسرائيلي من حيث الامكانيات والعقلية والمواقف ؟
== أولا لا بد من التوكيد على ان ما يجري ليس مفاوضات بمعنى المفاوضات ،بل هي سهرة سمر يجري فيها حوار متبادل اشبه بالاملاءات ، والملاحظ ان هناك طرف قادر على الاملاء ، يقابله طرف آخر مستعد للقبول بأي املاء ، وهذا ينطبق على كافة المفاوضات مع اسرائيل بمعنى ان الاسرائيليين لا يفاوضون ، بل يطلبون الموافقة على طلباتهم .
والملاحظ أن الطرف الفلسطيني معني بالدولة فقط ، ومجرد مسمى لا غير ولو اقيمت على شبر واحد من الأرض وحتى لو كانت بدون سيادة وهناك قضية أخرى وهي أن المفاوض الفلسطيني غير مهيأ للتفاوض ، فهو لا يملك شرعية الحق في التفاوض ، فلا عباس ولا حماس يمتلكون شرعية التفاوض لأن الطرفين فاقدان لهذه الشرعية ، وأن الشعب الفلسطيني هو من يقرر هذه الشرعية ، والمفاوض الفلسطيني غير مؤهل لا شرعيا ولا اخلاقيا ولا قانونيا ولا شعبيا لأنه يركز كل قدراته وطاقاته في موضوع التنسسيق الأمني مع اسرائيل ، أي تنفيذ الاحتياجات الأمنية لاسرائيل ولذلك وحسب ما قاله أوباما ونتناهو معا أمام عباس الذي لم يتعرض ان امن اسرائيل هو الأساس ،ولم يتحدث عباس عن أمن الشعب الفلسطيني .
والغريب في الأمر ان المفاوض الفلسطيني في كثير من الأحيان كان يذهب الى المفاوضات خالي الوفاض دون أن يحمل خرائطه ، وقد استعانوا بالخرائط الجوية الاسرائيلية ، علما ان المفاوضين الاسرائيليين كانوا يمرون فوق مناطق التبادلية بالهليوكبتر برفقة وزراء ، ويركزون على السهول والتلال وغير ذلك ، قبل الجلوس على طاولة المفاوضات ، في حين لم يكن المفاوض الفلسطيني يعلم ان هذه القرية الحدودية هي فلسطينة أو سورية !!
+++ لماذا يهدد لييبرمان بافشال المفاوضات ؟؟
== لأنه مطلوب منه ان يكون الصقر الذي يشاهده ويسمعه الجميع ، وهو يمثل السقف العالي لمطالب اسرائيل ، وهناك خارطة اسرائيلية في مكتبه تضم أجزاء من السعودية وتركيا .
ومقابل ذلك لا يوجد عندنا سقف أعلى ولا حتى سقف ادنى وكل ما نملكه هو سقف تحت الأدنى ، لذلك طالبت السلطة بوقف البناء في المستوطنات ولم تطالب بتفكيكها .
+++ هل يعقل ان تعقد مفاوضات بدون مقاومة ؟
== هذا هو الخلل الأكبر ، وهنا تكمن المأساة والكارثة معا ، فكل الثورات فاوضت وأسلحتها مشرعة الا السلطة تفاوض واسلحتها موجهة الى صدور ابناء الشعب الفلسطيني ، واسرائيل تفاوض لأنها تعتمد على قوتها العسكرية وعنجهيتها فيما تستند السلطة الى الموقف العربي المتخاذل .
+++ لماذا يشترط نتنياهو دولة فلسطينية منزوعة السلاح ؟
== اجزم أن نتنياهو لن يعطي حتى هذه الدولة منزوعة السلاح والسيادة ، لأنه يريد البقاء في موقع المسيطر برا وبحرا وجوا ، وسؤالي هنا هل يستطيع عباس التحرك في الضفة دون تنسيق مع اسرائيل ؟
-+++ كيف تنظر الى دخول الجامعة العربية على خط العملية السلمية والمفاوضات ؟
== الجامعة العربية أصبحت مؤسسة تابعة للنظام الرسمي العربي ولن تخرج عن هذا الاطار لأن ذلك سيؤدي الى تغيير الأمين العام وهي جامعة ارتزاق ونفوذ لهذه الدولة أو تلك .