مَنْ يتحمّل كلفة ضياع فُرص استثمار (40) مليون دينار في كراون بلازا البتراء..؟!
موسى الصبيحي
جو 24 :
قبل سبع سنوات وتحديداً في عام 2015 كتبت وأنا على رأس عملي مديراً لإعلام مؤسسة الضمان مذكّرة شديدة اللهجة أرفقت بها عدداً من الصور عن واقع حال فندق كراون بلازا البتراء وقد أُلقيت موجوداته وأثاثه في الساحات الخارجية في ذلك الوقت حتى نالها ما نالها من العطب والعفونة والخراب بفعل عوامل الطقس والتغيرات المناخية، مستغرِباً أن يُترَك هذا المال للضياع والخراب، ولا أدري كم بيعت تلك الموجودات الهائلة بعد ذلك أو كيف تم التصرف بها..!
وقبل أزيد من ستة أشهر كتبت منشوراً (المعلومة التأمينية الاستثمارية رقم 123) عن مرور أكثر من عشر سنوات على تعطّل الفندق الذي لا يزال مشروع تطويره وإعادة تأهيله قائماً حتى الآن وببطء شديد جداً( معطّل منذ عام 2012) بحجة إعادة تأهيله..!
بعدها بأيام خرجت علينا رئيسة صندوق استثمار أموال الضمان بتصريح مقتضَب وعدت فيه بأن الفندق سيفتح أبوابه لاستقبال النزلاء قبل نهاية عام 2022، وكانت قد صرّحت مطلع عام 2020 بأنه سيفتح أبوابه للسيّاح قبل أفول سنة 2020..!!!
وها نحن الآن في منتصف عام 2022، ويبدو من خلال الصور المرفقة التي تم التقاطها قبل يومين فقط أن مشروع إعادة تأهيل الفندق ما زال يراوح مكانه مع الأسف..!!!
والسؤال المتشعّب الذي أطرحه على رئيسة الصندوق:
- هل لا تزالين عند وعدك بأن الفندق سيفتح أبوابه للنزلاء قبل نهاية العام الحالي 2022، وإذا تغيّر الوعد فما الحجج والذرائع التي تقدّمين، ومتى سيكون الوعد القادم الثالث أو الرابع..؟!
- مَنْ يتحمّل كلفة إهدار فرص استثمار بقيمة (40) مليون دينار وهي تمثل (14) مليون دينار كلفة إنشاء الفندق أول مرة و (14.6) مليون دينار كلفة إعادة تأهيله، و (11.4) مليون دينار كلفة أرباح وعوائد استثمارية مفقودة"ضائعة" بسبب إغلاقه لمدة زادت على عشر سنوات..؟!
- مَنْ يتحمّل مسؤولية تشريد (300) موظف كانوا يعملون في الفندق قبل إغلاقه ولا زال بعضهم يبحث عن عمل مناسب حتى اليوم، وقد خسر الضمان اشتراكاتهم كمؤمّن عليهم أيضاً..؟
قصة كراون بلازا البتراء نموذج فشل كبير في إدارة المشروعات السياحية ومحفظتها التي تناهز مبلغ الثلاثمائة مليون دينار من قِبل صندوق استثمار أموال الضمان وذراعه في هذا القطاع "الشركة الوطنية للتنمية السياحية" ولا أريد أن أتحدث عن قصة الفشل الأخرى مع فندق عمان الشام بالاس المغلق منذ (6) سنوات، ولا عن معظم الاستراحات السياحية المتعطّلة أيضاً..!
هذه الملايين التي تم إهدار فُرص استثمارها هي أموال المواطنين المشتركين بالضمان، هي أموال العمّال والموظفين في كل القطاعات، فإما أن يخرج صندوق استثمار أموال الضمان نهائياً من الاستثمار في قطاع السياحة والفنادق ويُغلق شركته التي تُدير محفظته في هذا القطاع وهي الشركة الوطنية للتنمية السياحية التي لها مدير وهيئة مديرين وموظفين ومصروفات إدارية ورواتب عالية.. وإما أن يعمل كما تعمل الشركات الناجحة والمتميزة التي تدير فنادق واستثمارات سياحية كبيرة وتحقق أرباحاً وعوائد مجزية..!كبيرة
مؤسف أن أقول بأن رئيسة صندوق استثمار أموال الضمان ستغادر الصندوق قبل أن تفي بوعدها وقبل أن تتمكن من افتتاح كراون بلازا البتراء..!