فلسطين ... ارض كنعان الأرض التي تدر لبنا وعسلا
د. نجيب القدومي
جو 24 :
فلسطين مهد الديانات السماوية وملتقى الحضارات ، هي الأرض المباركة التي بارك الله فيها وفي ما حولها ، هي صاحبة الموقع الاستراتيجي الذي يصل الشرق بالغرب وفي قلب الشرق الأوسط ، وهذا ما جعلها مطمعا للغزاة وهدفا للطامعين بخيراتها وثرواتها وثمارها .
مرت عليها جميع العصور منذ العصر الحجري حيث بدأت بمرحلة الاستقرار والاعتماد على الزراعة منذ عام ٨٠٠٠ ق.م وقد شهدت هذه الفترة بناء مدينة اريحا أقدم مدن العالم ، ومنذ العصر النحاسي عام ٤٥٠٠ ق.م حيث تم كشف مواقع بئر السبع والبحر الميت ومنطقة الجليل الأعلى .
إلا ان اهم مراحل الحضارة في فلسطين كانت بين عامي ٣٠٠٠ ق.م و٣٣٠٠ ق.م وهي الفترة التي يدين لها العالم بسبب اختراع الكتابة والبدء بتدوين التاريخ ، وفي هذه الفترة ظهرت الامبراطوريات القديمة وظهور المدن الدفاعية كمدينة العفولة ورأس الناقورة وهي ما اطلق عليها ( دويلات المدن ) ، وقد شهدت هذه الفترة كذلك هجرة أهم الأقوام الى فلسطين مثل العموريون والكنعانيون واليبوسيون والفنيقيون ، حيث سكن الكنعانيون في السهول والعموريون في الجبال واليبوسيون في منطقة القدس وقد انشأوا مدينة القدس وأطلقوا عليها اسم ( يبوس ) ثم اور سالم .
عاش الكنعانيون في فلسطين بأمان واطمئنان ، حرثوا الأرض وزرعوها وقطفوا ثمارها ، وعمت الخيرات ارض فلسطين مستفيدة من تعدد التضاريس فيها وتنوع المناخ ، ولهذا اطلقوا عليها ( الأرض التي تدر لبنا وعسلا ) ، كما انشأوا المدن ومنها : يافا وعكا وبيسان وعسقلان وأسدود والخليل وبيت لحم وغزة ونابلس ، وقد اشتهروا بصناعة الأسلحة من البرونز والحديد وصنعوا الفخار وبنوا الاسوار ونسجوا الصوف واستخدموا الخشب في البناء وصناعة الأثاث واستخدموا الجياد والعربات وأقاموا المعابد .
تكلموا لغة خاصة بهم مشتقة من العربية ، وقد وجد في أعمال الحفريات نماذج من الأبجدية المسمارية التي ثبت انهم كانوا يستخدمونها ، وبذلك أصبحوا هم السكان الأصليين للبلاد التي عرفت باسم ( ارض كنعان ) . ..... يتبع
* عضو المجلس الوطني الفلسطيني ، عضو لجنة اللاجئين .