فلسطين الارض التي تدر لبنا وعسلا
د. نجيب القدومي
جو 24 :
إذن استقر الكنعانيون في فلسطين، عاشوا بامان واطمئنان، وبنوا المدن والقرى، حرثوا الارض وزرعوها وقطفوا ثمارها، لذلك اطلق عليها (الارض التي تدر لبنا وعسلا)، حتى اصبحوا هم السكان الأصليين للبلاد حتى ان فلسطين عرفت باسم (أرض كنعان).
في عام ١٩٠٠ ق.م وصل فلسطين نبي الله ابراهيم ومعه ابن أخيه النبي لوط عليهما السلام قادمين من (أور) في العراق.
وظل ابراهيم يدعو الله في فلسطين الى ان توفي ودفن في الخليل، أما لوط فقد أستقر في منطقة البحر الميت.
في عام ١٢٠٠ ق.م إستقبلت أرض كنعان مجموعات مهاجرة من مناطق مختلفة ابرزها شعوب البحر "الفلست" أو "الفلستينيون" التي جاءت من بحر أيجه واستقروا واندمجوا بالكنعانيين، واستعملوا لغتهم وعبدوا آلهتهم، ورغم ذوبانهم في السكان الاصليين الا انهم اعطوا هذه الارض اسمهم فاصبحت (أرض كنعان) تعرف باسم (فلسطين).
في الثلث الاخير من القرن الثالث عشر هاجر النبي موسى عليه السلام ببني اسرائيل من مصر الى فلسطين، وبعد ان توفى في الطريق دخل بنو اسرائيل الى فلسطين بقيادة (يوشع بن نون)، وكان ذلك عام ١١٩٠ ق.م، واحتل عددا من المدن والقرى، وعجز عن دخول القدس، واستوطنوا المناطق المرتفعة المحيطة بالقدس وفي السهولة الشمالية في فلسطين.
استطاع النبي داود عليه السلام ان يؤسس (مملكة بني اسرائيل) التي شملت معظم فلسطين عدا جزء بسيط من السهل الساحلي الفلسطيني، وبعد وفاته خلفه ابنه النبي سليمان عليه السلام ووسع حدود دولته.
وبعد وفاته خلفه ابنه (رحبهام) الذي انقسمت في عهده دولة بني اسرائيل الى: مملكة اسرائيل في نابلس، وممكلة يهودا في القدس.
كانت هاتان المملكتان في حالة تنافس بينهما بلغت درجة العداوة مما أضعفهما وتعرضتا للغزو من الممالك الاخرى، فلاقت مملكة إسرائيل نهايتها عام ٧٢١ ق.م على يد القائد آشور بانيبال الأشوري، وأما مملكة يهودا فقد انتصر عليها القائد نبوخذ نصر الكلداني وعلى ملكها وسباهم الى بابل في ما عرف (بالسبي البابلي) ودمر عاصمتهم القدس (أور سالم).
هناك آراء كثيرة تذهب الى ان بني اسرائيل القادمين من مصر عبر سيناء لم يدخلوا أرض فلسطين في الماضي مطلقا، وهذا ما قال به المفكرون ومؤرخون عرب امثال (كمال الصليبي) في كتابه (التوراة جاءت من جزيرة العرب)، ومؤرخون أوروبيون مثال ( Karin Armestrong) صاحبة كتاب ( القدس مدينة واحدة ذات عقائد ثلاث)، فلم يثبت في التاريخ القديم لدى هؤلاء المؤرخين وجود (هيكل سليمان) في فلسطين، واليهود لم يدخلوا فلسطين ولم يقيموا فيها دولة الا لمدة قصيرة، ولذا لم يوجد لهم أي أثر تاريخي سوى ما هو موجود في التوراة، وهذه التوراة هي ما كتبه الحاخامات بخط ايديهم أثناء وجودهم في السبي البابلي، ولذا لا قيمة قطعية له ما دام لم يؤيد بأي مصد تاريخي آخر.