فلسطين.. الأرض التي تدر لبنا وعسلا
د. نجيب القدومي
جو 24 :
الجزء الرابع..
ذكرنا ان المصلح الديني (مارتن لوثر) علق على تعاليم التلمود بأن قتل اليهودي غير اليهودي لا يعد اثما.. وأن الاثم ان يقتل اليهودي أخاه اليهودي.
وفي الاعتداء على ارض الغير وتشريع الاستيلاء عليها يذكر التلمود: (انكم عابرون الاردن الى أرض كنعان فتطردون كل سكان الأرض من امامكم وتمحون جميع تصاويرهم.. وتخربون جميع مرتفعاتهم، تملكون الارض وتسكنون فيها لأني قد اعطيتكم الارض لكي تملكوها، وتقتسمون الارض بالقرعة حسب عشائركم) العدد الاصحاح 33.
بعد ان تشتت اليهود على يد البابليين ومن بعدهم الرومان عام 70 ق.م ولد السيد المسيح عليه السلام في مدينة الناصرة بفلسطين وبدأ يدعو الى دين جديد (المسيحية) التي تقوم على التسامح والمحبة وغياب الحقد والكراهية، ولهذا عارضه اليهود والرومان واعتبروه يهدد دينهم اليهودي حيث مارس اليهود الارهاب ضد المسيحيين الاوائل لقمع العقيدة المسيحية في مهدها ولذلك جاء في الانجيل:
(ومع ذلك لم يكن يستطيع أحد ان يذكر اسم المسيح بصراحة خوفا من اليهود) يوحنا ٨٠١٣
وقد تعمق الكره بين الطرفين اليهودي والمسيحي عندما قام اليهود (بصلب السيد المسيح كما في العقيدة المسيحية)، واستمر هذا الشعور تجاه اليهود في النفسية المسيحية الاوروبية على الرغم من التغييرات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والعلمية التي اجتاحت أوروبا في القرن الخامس عشر.
(من الجدير بالذكر ان الصهيونية حاولت جاهدةً ان تصدر براءة لليهود من دم المسيح عليه السلام وعلى الرغم من ان الامم المتحدة قد اصدرت قرارا هاما عام 1975م؛ يعد الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية والتمييز العنصري الا ان الضغوط السياسية الاميركية والصهيونية وحملات الابتزاز والتشكيك مكنت الصهيونية واسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا من استصدار قرار ببراءة اليهود من دم المسيح عليه السلام، صدر عن البابا بولس السادس عام 1965م، وقرار من الامم المتحدة عام 1991م بإلغاء قرارها حول ادانة الصهيونية).
إعتنقت بعض القبائل العربية الديانة اليهودية في أطراف الجزيرة العربيةكاليمن ويثرب وغيرها، وعندما جاء الاسلام في القرن السابع الميلادي.. بدأ اليهود يناصبون النبي محمد صلى الله عليه وسلم، العداء ومارسوا معه اساليب الخداع والمكر والتآمر.. لكن كيف كان الرد عند سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
يتبع..
•عضو المجلس الوطني الفلسطيني- عضو لجنة اللاجئين.