الدكتور سعد حجازي وهذا الموقف
اللواء المتقاعد د. موسى العجلوني
جو 24 :
رحم الله الدكتور سعد حجازي وأسكنه الفردوس الأعلى أسوق هذه الحادثة التي كنت أحد أطرافها بمناسبة مرور عامين على وفاته والتي تُبين معدن هذا الرجل الذي رحل في 10/9/2020:
في عام 1999 عندما كان الدكتور سعد رئيسا لجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وكان الدكتور يوسف القسوس مديرا للخدمات الطبية الملكية وكانت علاقة الرجلين ممتازة ومتينة وكان للدكتور سعد وإخوانه مستشفى خاص في اربد في شارع الحصن "مستشفى حجازي الخاص" وقد تعثر هذا المستشفى ولم يعمل جيدا وتم تأجيره لوزارة الصحة ليعمل مستشفى للتوليد لعدة سنوات وبعد افتتاح مستشفى الأميرة بديعة الحكومي للتوليد والنسائية في اربد تم إخلاء مستشفى حجازي وتردت حالته ، في هذه الأثناء علم الدكتور سعد بأن الخدمات الطبية الملكية تبحث عن مبنى في مدينة اربد لاستئجاره كعيادات خارجية لتخفيف الضغط عن مستشفى الأمير راشد العسكري في ايدون وتقدم الدكتور سعد رسميا عارضا على الدكتور يوسف استئجار مستشفى حجازي لهذه الغاية وهو مطمئن بأن الدكتور يوسف لن يرد طلبه ولكي يُبعد القرار عن الأمور الشخصية والعلاقات الخاصة قام الدكتور يوسف بتشكيل لجنة برئاسة العميد الصيدلاني حمزة الطلافحة رحمه الله والذي كان آنذاك مديرا للتزويد وعضويتي وكنت برتبة عميد آنذاك وأشغل وظيفة مدير التخطيط والتطوير في مديرية الخدمات الطبية الملكية وعضوية أحد المهندسين وذلك للكشف على مستشفى حجازي وبيان ملائمته كمبنى للعيادات الخارجية تمهيدا لاستئجاره وقامت اللجنة بالكشف على المستشفى برفقة الدكتور سعد حجازي وقدمت اللجنة تقريرها إلى مدير الخدمات الطبية الدكتور يوسف القسوس بالتنسيب بعدم الموافقة على استئجار مستشفى حجازي لأسباب كثيرة لا داعي لذكرها هنا وأيد الدكتور يوسف رأي اللجنة وتم إعلام الدكتور سعد حجازي بعدم الموافقة ولم يتم استئجار المستشفى. لقد كانت تربطني أنا والدكتور حمزة الطلافحة بالدكتور سعد علاقات شخصية جيدة وخشينا أن يزعل منا ويأخذ على خاطره لأننا لم نساعده ولكنه للأمانة أتصل بكل منا وأبدى تفهمه لتوصيتنا وشكرنا على قيامنا بواجبنا رغم تعارض ذلك مع مصلحته الشخصية. أسوق هذه الحادثة التي تبين معدن الرجال الرجال سواء الذين انتقلوا إلى رحمته تعالى كالدكتور سعد حجازي والدكتور حمزة الطلافحة أو الذين لا زالوا على قيد الحياة كالدكتور يوسف القسوس حفظه الله ورعاه.