"عصا موسى" في غزة.. مواجهة الأسطورة بالمعجزة في معركة الوجود
كتب - اللواء المتقاعد د. موسى العجلوني
جاء اختيار اسم"عصا موسى" استنادًا إلى قصة قرآنية خالدة وردت في كلام الله عز وجل، حيث تحولت عصا النبي موسى إلى آية كبرى قلبت الموازين، فكانت مرة تنقلب حيةً تلقف ما صنع السحرة، وأخرى تشق البحر فتجعل فيه طريقًا يبسًا، ومرة أخرى تُخرج الماء من الحجر. هذه المعاني القرآنية تضفي على التسمية بُعدًا إيمانيًا عميقًا، يعكس يقينًا بأن النصر لا يُقاس بالعدد والعدة فقط، وإنما بإرادة مستندة إلى الإيمان بالله ومعيته.
كما أفشلت "حجارة داود" المرحلة الأولى من "عربات جدعون"، باعتراف قادة الاحتلال، فإن "عصا موسى" اليوم تتضمن وعدًا جديدًا بالمعجزات والبطولات والعمليات غير التقليدية، وتحمل رسالة واضحة أن كيد المعتدين سيرتد عليهم مهما ادّعوا من قوة.
الفارق بين التسميتين يكشف جوهر الصراع: هناك عدو يستحضر الأسطورة ليُغطي على ضعفه، وهناك مقاومة تستند إلى الوحي لتؤكد يقينها. فـ"جدعون" حكاية باهتة من تاريخ محرّف، بينما "عصا موسى" آية ربانية ناصعة، حيّة في وجدان كل مؤمن.
إنها ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل معركة بين الحق والباطل، معركة بين المعجزة الربانية والأسطورة، بين الوحي والأكاذيب. وفي زمن يُراد فيه فرض الهيمنة بالقوة الغاشمة والمجازر والتجويع، تأتي "عصا موسى" لتؤكد أن أن اليقين بالله هو السلاح الأقوى، وأن المقاومة التي تتسلح بالثبات والإيمان بالله قادرة على أن تكتب المعجزات وأن تتكيف إستراتيجيا وعملياتيا في آن واحد وتسطر البطولات من جديد.








