jo24_banner
jo24_banner

الاضراب عن الطعام في السجون عنوان ازمة عميقة لا يدرك صناع القرار دلالاتها

باسل العكور
جو 24 :


في الوطن الذي يفترض انه يتسع لنا جميعا ، لاصحاب الرأي جنبا الى جنب مع المعارضة والموالاة ، في دولة مضى على نشأتها اكثر من مئة عام ، استوعب عبرها النظام السياسي خصومه قبل غيرهم ، ونجح في احتوائهم ودفعهم للعمل تحت مظلته وبنيته التشريعية ، نشهد ردة وانقلابا على هذا النهج التصالحي التوفيقي ، وتحديدا في علاقة المستحوذين على السلطة مع النشطاء واصحاب الرأي والمعارضة ، انقلاب على نهج لم يخلّف عدوات و خصومات و حنق ، لم يترك ندوبا ومظلوميات بالغة الاثر ، ردة عن سعة صدرٍ طالما امتاز به النظام السياسي ، و قدرة على تصريف الاحتجاجات و المعارضات بانواعها السياسية المطلبية ..

اليوم نشهد عمليات اقصاء وشيطنة وتنكيل لا مبرر له على الاطلاق ، اليوم يزج النشطاء و المعارضون في السجون لمجرد تعليق او تغريدة على شبكات التواصل الاجتماعي ، اليوم يضطر النشطاء و السجناء السياسيون الدخول في اضرابات مفتوحة عن الطعام للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم للتهم التي تكيف لهم ، ويمضوا جراءها اشهر طويلة في الزنازن والسجون ، فالى اين وصل حالنا ، وما جدوى هذا العبث ؟!

المعتقل حمد الخرشة يستمر منذ 26 يوما في اضرابه عن الطعام وكذلك علاء النعيمات الذي دخل يومه ال 18 ، يليهما احمد البطوش الذي بدأ اضرابا مفتوحا عن الطعام قبل اربعة ايام ، وكان الناشط انس الجمل قد بدأ اضرابا عن الطعام ، قام بفكه نتيجة وضعه الصحي الحرج .. وهنا نسأل صناع القرار جميعا ، ما دلالات لجوء هؤلاء لهذا الاجراء الاحتجاجي الصعب ، الذي قيل فيه انه بمثابة "الموت احتجاجا من اجل الحياة " ، هل وصلنا الى هذا المستوى من القسوة و التعنت ؟!
لم يشكل هؤلاء وغيرهم ، من المعتقلين السياسيين ال 56 ، خطرا على الدولة والنظام ،فلماذا يستمر حبسهم على نحو يدفع بعضهم للاضراب عن الطعام ، وهم يعرفون انهم بقرارهم هذا ، يضعون حياتهم على المحك ؟!

ما الذي يمنع ان نفتح صفحة جديدة ، ونشرع في اصلاح فعلي وجوهري ، ندرأ به الاخطار الحقيقية التي تتهدد الدولة ،شعبا ونظاما سياسيا وهوية ؟! لماذا يفوت الساسة فرصة الامساك بزمام المبادرة و الشروع باصلاحات جوهرية بقرار ذاتي ، بعيدا عن ضغط الشارع ووقع الاحتجاجات ؟! لماذ يستمر الساسة في توسيع دائرة الساخطين المتضررين من الوضع القائم دون سبب وجيه ، او خطر مدلهم ؟!

ثم ، هل نجحت هذه المقاربة - حجز حرية النشطاء والمعارضين - تاريخيا في اضفاء شرعيات او ضمان استقرار و ديمومة و بقاء ؟! طبعا لم تنجح هذه المقاربة على الاطلاق ، اذا لماذا يستمر احتجاز النشطاء ، ونحن نعرف عبثية ما نقدم عليه من اجراءات و قرارات غير شعبية تترك اثارا لا يمكن محوها ولا تسقط بالتقادم ؟!


 
تابعو الأردن 24 على google news