2024-11-20 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الاضراب عن الطعام في السجون عنوان ازمة عميقة لا يدرك صناع القرار دلالاتها

باسل العكور
جو 24 :


في الوطن الذي يفترض انه يتسع لنا جميعا ، لاصحاب الرأي جنبا الى جنب مع المعارضة والموالاة ، في دولة مضى على نشأتها اكثر من مئة عام ، استوعب عبرها النظام السياسي خصومه قبل غيرهم ، ونجح في احتوائهم ودفعهم للعمل تحت مظلته وبنيته التشريعية ، نشهد ردة وانقلابا على هذا النهج التصالحي التوفيقي ، وتحديدا في علاقة المستحوذين على السلطة مع النشطاء واصحاب الرأي والمعارضة ، انقلاب على نهج لم يخلّف عدوات و خصومات و حنق ، لم يترك ندوبا ومظلوميات بالغة الاثر ، ردة عن سعة صدرٍ طالما امتاز به النظام السياسي ، و قدرة على تصريف الاحتجاجات و المعارضات بانواعها السياسية المطلبية ..

اليوم نشهد عمليات اقصاء وشيطنة وتنكيل لا مبرر له على الاطلاق ، اليوم يزج النشطاء و المعارضون في السجون لمجرد تعليق او تغريدة على شبكات التواصل الاجتماعي ، اليوم يضطر النشطاء و السجناء السياسيون الدخول في اضرابات مفتوحة عن الطعام للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم للتهم التي تكيف لهم ، ويمضوا جراءها اشهر طويلة في الزنازن والسجون ، فالى اين وصل حالنا ، وما جدوى هذا العبث ؟!

المعتقل حمد الخرشة يستمر منذ 26 يوما في اضرابه عن الطعام وكذلك علاء النعيمات الذي دخل يومه ال 18 ، يليهما احمد البطوش الذي بدأ اضرابا مفتوحا عن الطعام قبل اربعة ايام ، وكان الناشط انس الجمل قد بدأ اضرابا عن الطعام ، قام بفكه نتيجة وضعه الصحي الحرج .. وهنا نسأل صناع القرار جميعا ، ما دلالات لجوء هؤلاء لهذا الاجراء الاحتجاجي الصعب ، الذي قيل فيه انه بمثابة "الموت احتجاجا من اجل الحياة " ، هل وصلنا الى هذا المستوى من القسوة و التعنت ؟!
لم يشكل هؤلاء وغيرهم ، من المعتقلين السياسيين ال 56 ، خطرا على الدولة والنظام ،فلماذا يستمر حبسهم على نحو يدفع بعضهم للاضراب عن الطعام ، وهم يعرفون انهم بقرارهم هذا ، يضعون حياتهم على المحك ؟!

ما الذي يمنع ان نفتح صفحة جديدة ، ونشرع في اصلاح فعلي وجوهري ، ندرأ به الاخطار الحقيقية التي تتهدد الدولة ،شعبا ونظاما سياسيا وهوية ؟! لماذا يفوت الساسة فرصة الامساك بزمام المبادرة و الشروع باصلاحات جوهرية بقرار ذاتي ، بعيدا عن ضغط الشارع ووقع الاحتجاجات ؟! لماذ يستمر الساسة في توسيع دائرة الساخطين المتضررين من الوضع القائم دون سبب وجيه ، او خطر مدلهم ؟!

ثم ، هل نجحت هذه المقاربة - حجز حرية النشطاء والمعارضين - تاريخيا في اضفاء شرعيات او ضمان استقرار و ديمومة و بقاء ؟! طبعا لم تنجح هذه المقاربة على الاطلاق ، اذا لماذا يستمر احتجاز النشطاء ، ونحن نعرف عبثية ما نقدم عليه من اجراءات و قرارات غير شعبية تترك اثارا لا يمكن محوها ولا تسقط بالتقادم ؟!


 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير