jo24_banner
jo24_banner

إصدار جديد لرواية "سارتورس" ضمن سلسلة ميراث الترجمة

إصدار جديد لرواية سارتورس ضمن سلسلة ميراث الترجمة
جو 24 :

عزيزة علي - يصف الروائي والشاعر الأميركي وليم فوكنر رواية "سارتورس" في (نيويورك 1929) وهي أولى سلسلة الروايات التي كتبها، اضمحلال اسرتي كومبسون وساراتورس، ممثلي الجنوب القديم، وعلو نجم اسرة سنوبس الفجة التي لا تلقي كبير بال لمتطلبات الضمير.


وتعد الرواية، وفق النقاد، أول اكتشاف كبير لمقاطعة يوكناباتوفا التي ظلّ يطوّرها قصصياً في الأربعة وعشرين عاماً اللاحقة.


وفوكنر (1897-1962)، حصل على جائزة نوبل للآداب في العام 1949، ونال جائزة بوليتزر في العام 1955 عن حكاية خرافية، وفي العام 1963 عن الريفرز. وتتميز أعماله بمساحة ملحوظة من تنوع الأسلوب والفكرة والطابع.


قام بترجمة رواية "سارتورس" المسرحي والمترجم ميخائيل رومان، وراجعه محمد مصطفى بدوي، وجاء إصدارها ضمن سلسلة ميراث الترجمة المشروع القومي للترجمة. ويهدف المشرع إلى تقديم مختلف الاتجاهات والمذاهب الفكرية للقارئ العربي وتعريفه بها، والأفكار التي تتضمنها هي اجتهادات اصحابها في ثقافاتهم.


أستاذ الأدب الإنجليزي والترجمة بكلية الآداب جامعة القاهرة‏ د. ماهر شفيق فريد رأى في المقدمة التي كتبها للرواية أنها: تقوم على هرمية من القيم، وتقرر-بشكل جنيني على الأقل- أغلب الخيوط التي طورها فوكنر فيما بعد في سلسلة من الأعمال وكثيرا ما كان يشير اليها- وفي ذهنه الصلات الداخلية بين روايات بلزاك وبروست- باسم "الكتاب": اثر الماضي في الحاضر، عزلة الفرد، تآكل تقاليد الجنوب تحت وطأة القيم العلمانية للعصر الحديث.


وتتمثل "سارتورس" الحداثة في السيارة التي يقودها بايارد سارتورس على نحو اهوج في الدروب المتربة، حيث قتل أخوه التوأم، ومات جده الأكبر منذ زمن بعيد، ويبن فوكنر لت وآل سنويس؛ محدثو النعمة الذين جاؤا من قرية فرنش مانزبند خلال الأعوام العشرة الأخيرة، و"فلم" هو اول شخص من اسرة سارتورس ينتقل الى جفرسن- ورغم انه كان عاجزا جنسيا فإنه، روحيا، ابوهم جميعا.


يصف فوكنر، وفقَ فريد، الإقليم الذي تخصص في الكتابة عنه بأنه "طابع بريد صغير خاص به من الأرض المحلية" و"سارتورس" هي رواية عن الحياة في شمالي المسيسبي: ثمة شعور بالملل من الحياة، كذلك الذي كان يخامر "الجيل الضائع" عند جرترود ستاين وسكوت فنزجرالد وهمنجواى، يسرى فيها ولكن اجزاء منها ترتفع الى مستوى الواقعية والانفعالية والتاريخية التي تبلغها اعماله عن يوكنا باتاوفا.


قصة الرواية بحسب فوكنر "في الذاكرة الشعبية"، وليست نتاج تجريد اولي، وفكاهتها منحدرة من قصص المبالغات الكوميدية ومن مارك توين، فيما يشير إلى ان منهج فوكنر هو المأساة وإن تكن مأساة ملهوية احيانا، والملحمة وان تكن ملحمة ساخرة.


تقع رواية "سارتورس" في نقطة مفصلية من إنتاح فوكنر، بحسب فريد، اذ تسبقها روايتا "راتب الجندي" و"البعوض" وتعقبها روايتا "الضجر والعنف"،"وانا ارقد محتضرة". وهي بهذه المثابة جسر بين بداياته ونهاياته. انها رواية نهرية، أو رواية اجيال مثل "بودنبروك" توماس مان، ذات نفس ملحمى، تجمع بين ذكريات الحرب الأهلية وذكريات الحرب العالمية الأولى.


كما تصور زوال مجتمع تقليدي، بخيره وشره، وتنقل حسا مخامرا بالحنين الى الماضي وانقشاع الاوهام. ويشير فريد الى ما كتبه سارتر عن هذه الرواية في (فبراير 1938) "تأدى بي هذا الكتاب الى فهم لينبوع فن فوكنر، هذا الينبوع هو الوهم، من الحق أن كل فن زائف. ففن التصوير يكذب في صدد المتصور، "سارتورس" رواية عن الصراع بين الواقع والوهم، بين ماض آخذ في الزوال وحاضر آخذ في الهيمنة".


وعلى طول أجزاء الرواية الخمسة تتجاوز بلاغة العهد القديم وسبحات خيال شكسبير وملتون، كما قال فريد، ففوكنر صاحب اسلوب غني مثقل بالايحاءات والرموز، فيه من الشعر تركيزه وزخمه وفورانه (آخر ديوانين من الشعر في اواخر العشرينيات واوئل الثلاثينيات).


تزخر رواية "سارتورس" بأصداء من الشعر الرومانتيكي الانجليزي في مطلع القرن التاسع عشر، مشيرا إلى ما قاله فوكنر: "كل صنوف الربيع لا تستطيع ان تكون ربيعا واحدا كشفاه سيدات بيرون" نتذكر كيف تمنى شاعر "تشايلد هارولد" و"دون جوان" لو كان لنساء الارض جميعا ثغر واحد يقبله ويستريح! وحين يقول فوكنر "انت يا عروس الصمت التي لم يمسها احد حتى الآن" ندرك ان هذه إشارة الى البيت الافتتاحي لقصيدة كيتس "انشودة الى إناء اغريقي" وهكذا، ويعتقد فريد ان هذا الحضور الرومانتيكي لا ينفصل عن حس واقعي قوي."الغد"

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير