حزب الحيط الواطي
نائل العدوان
من استشير ؟ هل استشير رئيس الوزراء ، ولم لا ، فبابه مفتوح للجميع وشعره الابيض يشي بحكمة ربما تسعف في مثل هذه "الزنقات" ، ناهيك عن حركة يديه التي تعجبني ايضا، ساقترب منه بضع خطوات بدلوماسية السفراء، وساصافحه واشد على يديه الذهبيتين اللتين صنعتا مجدا للاردنيين جميعا، وحتما ساتأمل انامله التي تفيض سحرا ، وابتسامته التي تتسع كلما زدت بتمجيده.
دولتك ، نود تسمية حزب جديد لطبقة العمال المسحوقين الطفرانين ونريد مشورتك باسم مناسب ، اقول بخجل.
سيتنحنح حينها ، ومن المحتمل ان يعدل من جلسته وسيشبك يديه ببعضهما كأخطبوط بحري ثم يحلق بنظره الى زاوية السقف، ماذا يفعل الرئيس ، هل يفكر بهذه الطريقة؟، هل يصنع تاريخ بلد بأكمله بالنظر الى الحائط؟ سأنظر الى السقف ايضا احتراما لدولته، وعلى الارجح فان جميع المتواجدين في الغرفة سيحدقون بالسقف، سنتأمل السقف ونهيم به، سنسهم بصمت مهيب بسقف طلاؤه ابيض ومنخفض، ولا استبعد ان يقوم وزير الاعلام ويلقي تصريحا باهمية السقف في مرحلة الربيع السقفي ، واذا تواجد وزير الاوقاف-لا سمح الله - في هذه اللحظات الحرجة فانه سيطلق فتوى حول السقوف الملهمه وحكمة الله في الارض ، يا الله كم هو ملهم لدولته ،.
دولتك ، اعطني اي اسم تريد، ساتخذ من كلمتك الاولى اسما لحزبي ، فقط قل اي شىء.
وقد ينتفض عندها وزير الطاقة منددا باندفاعي وقلة صبري، فحكمة تدبير القرارات تحتم ان يطيل الرئيس التفكير بالسقف ، لكن، لو ينبس بأي كلمة ، تنفس دولتك ، خذ شهيقاً، قل شيئأ ، ولا يتكلم دولته ولا يفارق نظره الجدار ، هل يعطي الرئيس اشارة بتأملاته، على الارجح انه يود ان تصلني رسالة ما ، ما اغباني في هذه اللحظة!. لا بد ان الحكمة تقتضي ان اتكلم انا بخيارات :
دولتك تقصد سقوف ؟؟، ويهز راسه برضى، (حامي ، قربت)، هل تقصد ان اسمي الحزب : "باطون "، لا ... يعكس اتجاه رأسه ، (بارد اذن) ، " حيط "، ويومىء برأسه موافقاً، "حيط" ... متداعي ، متآكل ، "ملتعن افطاسه"، ويمتعض دولته ، قل يا دولتك ،، تقصد "حيط واطي". فيبتسم الرئيس لي ثم يربت على كتفي ويتنفس الجميع الصعداء مندهشين من حكمة الرئيس .
ملاحظة: للحصول على عضوية حزب " الحيط الواطي"، مراسلة امين الحزب على البريد الالكتروني المبين ادناه، واحضار ما يثبت حالة الطفر لديك.
naeladwan@gmail.com
تابعو الأردن 24 على 
