ملف عن "خطاب الحجاب" في العدد الجديد من مجلة الروزنة
عزيزة علي - صدر عن اتحاد المرأة الأردنية مجلة "الروزنة"، وهي مجلة نسوية فكرية عربية يرأس تحريرها رئيسة اتحاد المرأة الاردنية آمنة الزعبي، والشاعر زهير ابو شايب، وهيئة التحرير الشاعر يوسف عبدالعزيز والزميل علاء الدين ابوزينة ود. سلوى العمد.
واشتمل العدد على ملف بعنوان "خطاب الحجاب" كتب فيها كل من د. سلمى الحسن بترجمة خطاب الحجاب، د. دعاء فينو عن النسوية الإسلامية وجدلية اللامفكر فيه، د. حنان ابراهيم عن النسوية الاسلامية مكتسبات ومحاذير، و د. يوسف عوض عن النسوية الاسلامية: رؤية تحليلية من واقع الأدب المعاصر، وكتب د. احمد المجالي حول واقع المرأة الاندلسية السياسي (من خلال كتاب الذخيرة لابن بسام الشنتريني".
وفي زاوية دراسات كتب "د. نينوا ياجيبادزة عن "وجه المرأة في طقس الزار، د. شهلا العجيلي حول "مسارات جديدة في الرؤية الثقافية النسوية"، د. عايدة النجار عن "البنات وأدب الاوتوغراف".
وتحت عنوان حوار مع "نانسي هيوستن" وهي من مواليد كندا وتعيش في باريس بعنوان "أصوات الكاتب" قام بترجمته نهى ابو عرقوب، وفي زاوية أدب كتبت القاصة مجدولين ابو الرب "المكوى"، والروح تختار إميلي دكنسون، ترجمة سلمى الخالدي وزكريا محمد "كل ما في ذئاب الضوء"، لنجوى شمعون، في زاوية الفن كتب الزميل غازي الذيبة عن الفنانة الفلسطينية التشكيلية تمام الاكحل بعنوان "اللوحة الفلسطينية في مقام الجمال العالي".
الشاعر زهير ابو شايب كتب افتتاحية العديد وهي بعنوان "النسوية الإسلامية"، يشير فيها الى ثمة اشكالات كثيرة في تسمية، ولكن لا تنبع، بالضرورة من التناقض الظاهري بين الايديولوجيات الإسلامية والخطاب النسوي الذي ما يزال يتشكل.
-في معظمه- ضمن فضاءات ثقافية غربية، بل من انتماء كل من "الإسلام"، "المرأة" الى الهامش الذي يقتضي احيانا تأجيل التناقض بينهما او تبييته لصالح تناقضهما مع المركزي الامبريالية الذكورية للحضارة الغربية.
ويعتقد ابو شايب ان هذا ما فعله مفكرون كبار ينتمون الى الهوامش الحضارية مثل "ادوارد سعيد من فلسطين، هومي بابا من الهند، غياتري سبيفاك الهند" الذين ركزوا، من خلال مساهماتهم التأسيسية في نقد ما بعد الكولونيالية، على نقد المركزيات الثقافية الغربية وتفكيكها، والكشف عن طبيعة سلوكها الامبريالي الانتقاصي مع الهوامش المغيبة كالشرق والإسلام والمرأة وغيرها.
ويرى أبو شايب أن الوعي الاستشراقي لجأ، كما بين ادوارد سعيد، الى تأنيث الآخر "الشرق والإسلام" تعبيرا عن استعلائه وذكوريته، وهكذا يوضع الإسلام والمرأة ضمنا في خانة واحد خانة "المؤنث"، وبات من المفترض ان "يتواطأ" كل منهما مع الآخر في مواجهة "المركز" الغربي الذي نفاهما الى "الهامش".
ويشير الى ان ما حدث هو العكس، اذ انشغل كل منهما في محاربة الآخر باعتباره ضدا لا مجال لمحاورته او الانشباك معه في علاقة تكامل. ما حدث عموما هو ان الإسلام بدا معاديا للحركات النسوية ولنضالاتها ولمطالبها في تحرير المرأة وتمكينها والمساواة بينها وبين الرجل؛ وما حدث هو ان الحركات النسوية بدت معادية للإسلام ولموقفه من المرأة.
ويعتقد ابو شايب انه كان على "النسوية" ان تقدم قراءتها الخاصة للإسلام، مثلما كان على "الإسلام" ان يقدم قراءته الخاصة لقضايا المرأة. لكن هذا لم يحدث الا مؤخرا وعلى نطاق محدود، لقد انتبهت قلة من المفكرات النسويات المسلمات، مثل "زيبا مير حسين، وامينة ودود، وزينة انور، واسماء برلاس، وفريدة بناني"، الى ان التناقض مع المركزية الغربية لا يكون برفض ثقافة المركز برمتها، بل بمحاورتها والعمل على تفكيكها وانتاج ثقافة نقدية في موازاتها.
ويوضح ان تفعيل الهامش هو الرد الفعلي على تهميشه وتفعيل "الهامش" يعني تحويله من مقروء الى قارئ، ومن موضوع للقراءة الى ذات تقرأ، لافتة إلى ان "النسوية الإسلامية" تفريع في النسوية ينطوي على تواطؤ ما بين النقد والايديولوجيا، واذا كان من المنطقي الاعتراف بحق المرأة ان ترى العالم لا بوصفها محض عقل محايد يرى، بل بوصفها امرأة مساوية للرجل ومختلفة عنه في آن.
ويضيف ان من المنطقي، استتباعا، الاعتراف بحق المرأة في ان ترى العلم لا بوصفها مجرد امرأة محايدة، بل بوصفها امرأة تنبت في فضاء حضاري وتاريخي له خصوصيته وإحداثياته المختلفة، لافتا إلى أن نشوء عدد من التفريعات المشابهة التي اضافت الكثير الى النسوية :النسوية السوداء؛ النسوية الراديكالية؛ النسوية الماركسية، نسوية الجنوب، النسوية اليهودية، الخ"، وهي تشترك كلها في معاينة العالم من موقع "الهامش" لا "المتن"، ومن موقع نزوع الهامش للتحرر من سلطة المتن."الغد"