الى احمد حسن الزعبي.. مستمرون حتى يستفيق العقل وتستيقظ الحكمة والرشد
باسل العكور
جو 24 :
لا أعرف لماذا أشعر بالمسؤولية الكاملة لما آلت إليه الامور في قضية الاخ والزميل احمد حسن الزعبي ، ألانني كنت اعتقد ودعوت الجميع للاعتقاد بان الصحافة سلطة وقوة، وتبين لنا فيما بعد بان لا صوت يعلو على صوت السلطة الغاشمة وان كل ما كنا نتشدق به من معتقدات ليس اكثر من وهم وخيلاء، ألانني كنت اقول بان هناك كتلة حرجة حقيقية قادرة على حماية الصحفي اذا ما تعرض احدنا لمضايقات وملاحقات واستدعاءات، وتبيّن للقاصي والداني هشاشة هذه الكتلة وتداعيها وتفككها، الانني كنت متحمسا متمردا واردت من جميع الصحفيين ان يكونوا كذلك،، للاسف لقد وقع الزميل احمد حسن الزعبي في المحذور، واليوم نقف جميعا في حالة من الصدمة والعجز والذهول..
أعتذر منك أخي العزيز أحمد لقد غررت بك كما فعلت مع أخي خالد تركي المجالي والكثيرين غيركما..
اعذروني جميعا فلقد كنت حالما غارقا في الوهم من قمة رأسي حتى أخمص القدمين.. اليوم أدركت فقط أن الكفّ لا تناطح المخرز، وأن مخرزهم لا يوجد ما يمنع أن ينغرز في أجسادنا الغضة، وينال من عزائمنا التي خارت مع مرور الوقت.
اعذورني أيها الأحبّة، فالتحول الجذري الذي انتاب العاملين في مهنة الصحافة كان مباغتا وصادما، وتخلي الكثيرين عن المهنة لم يكن متوقعا بهذا الشكل، الرهانات على الاعمدة والأركان والنخب والهياكل في هذا الوسط الذي قاتلنا بكلّ اخلاص من أجل حريّته واستقلاله، كان للأسف رهانا خاسرا، لقد تخلى عنا الجميع يا صاحبي، والآن -والحالة بهذا البؤس- ما الذي سيمنع الضواري من الفتك، اذا ما انبعثت رائحة الخوف، وتفرق الجمع كل يبحث عن خلاصه الذاتي..
لن أتحدث عن الخذلان الكبير الذي يصيبنا، جراء سلبية وصمت الجميع أفرادا وهيئات وقوى ونقابات، فهذا ليس جديدا، فلا كرامة لمصلح في أهله..
ماذا بقي أن نقول..
هذا ليس اعلان هزيمة، هو واقع نعيش ومرارة تحرق قلوبنا صباح مساء، ورغم التفشي والتشفي، فمازال هناك فرصة، ولن نتوانى عن تقديم المزيد دفاعا عن الزميل أحمد حسن الزعبي، نحن متمسكون بالأمل، ومستمرون حتى يستفيق العقل وتستيقظ الحكمة والرشد، وذلك رغم الوهن البادي والخذلان الجارح..