jo24_banner
jo24_banner

"ما زادوكم إلاّ خبالا"

كمال ميرزا
جو 24 :
 

"الكيان الصهيوني" وحلفاؤه وأعوانه والساكتون عنه هم الذين يفتكون بأطفال ونساء وشيوخ غزة وفلسطين، ويدمّرون مبانيها وأحيائها وبنيتها التحتية.. وليس المقاومة.

مرّة أخرى،،

"الكيان الصهيوني" وحلفاؤه وأعوانه والساكتون عنه هم الذين يفتكون بأطفال ونساء وشيوخ غزة وفلسطين، ويدمّرون مبانيها وأحيائها وبنيتها التحتية.. وليس المقاومة.

هذا التأكيد يأتي في مواجهة ذلك الخطاب الانهزامي المُضعِف المُرجف الذي يُروَّج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويجعلك تتساءل عن حقيقة دوافعه والجهات الاستخباراتية والأمنية التي تقف وراءه!

بالكاد مرّت ستة أيام على انطلاق "طوفان الأقصى"، وهناك مَن يشكك في جدوى بطولات "المقاومة" وما استطاعت تحقيقه لغاية الآن، بل ويلومها بشكل مضمر أو صريح على خياراتها وما أقدمت عليه، مع أنّ الكفّة للآن كنسبة وتناسب تميل لصالح "المقاومة" وليس العدو!

نحن لا نتحدث هنا عن أفراد فقط، بل نتحدث عن مثقفين ونخب وأجهزة إعلام وأنظمة ودول بأكملها!

هؤلاء الذين ينطقون بلسان جبنهم وتخاذلهم وتواطئهم، وينظرون بعين المهزوم والمنسحق وعبد الطاغوت، أعجز من أن يدركوا الإنجازات الكبيرة التي تحققت بفعل "طوفان الأقصى" لغاية الآن ومن جملتها:

1) "طوفان الأقصى" أعاد الزخم إلى القضية الفلسطينية مرّة أخرى، وبثّ فيها روحا جديدة، وأطال عمرها لجيلين اثنين قادمين على الأقل، بعد أن راهن العدو والمتواطئين معه على تزييف وعي "أجيال السلام"، وطمس ذاكرتهم، وإطفاء جذوة المقاومة والرفض والممانعة داخلهم.

2) "طوفان الأقصى" ألهب خيال أجيال من اليافعين والشباب، فلسطينيين وعربا ومسلمين، وأوحى لهم بأفكار ونوازع جديدة، وكيف يمكن أن تكون "المقاومة" عملية تراكمية وخلّاقة ومبدعة.

3) "طوفان الأقصى" أعاد البريق إلى كلمات مثل "الجهاد" و"المقاومة" و"النضال"، وأزال ما علق بها من أدران بفعل دعاية العدو وأعوانه الخبيثة على مدار سنوات.

4) "طوفان الأقصى" أعاد الثقة أنّ "المقاومة" ممكنة وفي متناول اليد، وأنّ العدو "هش" و"منقسم داخليا" و"جبان"، وأنّ قوته نابعة فقط من دعم القوى الاستعمارية له، ومن تخاذل العرب والمسلمين تجاهه.

5) "طوفان الأقصى" أزال الأقنعة وعرّى الوجوه؛ وجوه أعداء المقاومة و"محبّيها" على حدّ سواء.

6) "طوفان الأقصى" جدّد موقف الشعوب العربية الناقد تجاه تخاذل وتواطؤ وتبعيّة حكّامهم وأنظمتهم ودولهم مسلوبة الإرادة والقرار والسيادة.

7) "طوفان الأقصى" أعاد التذكير بـ "ملّة الكفر الواحدة" ممثلة بأميركا وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وسائر الدول الغربية ومن لفّ لفيفهم، وذلك من خلال "فزعتهم" الفورية لنجدة الكيان الصهيوني، ودعمهم المطلق وغير المشروط له وللإبادة الجماعية التي يمارسها ضد أهالي غزة وفلسطين.

8) "طوفان الأقصى" زاد من ضريبة "التطبيع المجاني" الذي تمارسه أو تحاول أن تمارسه بعض الدول العربية والإسلامية.

9) إذا كانت مساعي تصفية القضية الفلسطينية هي عملية منهجية مستمرة تجري على قدم وساق وبوتيرة متسارعة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، فإنّ "طوفان الأقصى" قد رفع من حجم الثمن الذي سيضطر الجميع لدفعه جرّاء مساعيهم ومخططاتهم لتصفية القضية الفلسطينية.

المؤسف والمقرف أنّ أصحاب الخطاب الانهزامي غالبا ما يغلّفون خطابهم بغلاف إيماني وديني و"احتسابي" كاذب، في حين أن هؤلاء إيمانيا ودينيا ينطبق عليهم قوله تعالى في الآية (156) من سورة "آل عمران":

"يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غُزّى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يُحيي ويُميت والله بما تعملون بصير".

ولاحظ الخطاب في مطلع الآية: "يا أيها الذين آمنوا.."، أي أنّ مثل هذا السلوك ومثل هذا الخطاب قد يصدر عن أناس هم ظاهريا مسلمين، أسماؤهم من أسمائنا، وملامحهم من ملامحنا، ويحملون إرث التاريخ والسلالة، ولكن أسماءنا وملامحنا وتاريخنا وإرثنا براء منهم إلى يوم الدين.

هؤلاء الذين يصفهم الله في الآيات (44 – 59) من سورة التوبة.

وهؤلاء الذين يقول الله تعالى عنهم في الآية (82) من نفس السورة:

"فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاءً بما كانوا يكسبون"!

مرّة ثالثة، ورابعة، وخامسة.. وألف:

"الكيان الصهيوني" وحلفاؤه وأعوانه والساكتون عنه هم الذين يفتكون بأطفال ونساء وشيوخ غزة وفلسطين، ويدمّرون مبانيها وأحيائها وبنيتها التحتية.. وليس المقاومة.

تابعو الأردن 24 على google news