jo24_banner
jo24_banner

للبيع لعدم "الفراغ"!

كمال ميرزا
جو 24 :
 

 
وانقضى معرض عمّان الدوليّ للكتاب،،،

هذه السنة كنتُ قد قررتُ عدم التهوّر في شراء الكتب، ليس فقط بسبب الطفر، ولكن لأنّني قد شرعتُ فعليّاً حتى ما قبل انطلاق المعرض بتخفيف وترشيق مكتبتي.

على غرار "للبيع لعدم التفرّغ"، أنا أتخلّص شيئاً فشيئاً من كتبي لعدم "الفراغ"!

وسط فوضى غرفتي وعجقتها أصبحتْ الكتب عبئاً إضافيّاً لا ينوبني منه سوى ضيق المساحة وتجميع الغبار!

غالبية الكتب التي اقتنيها قمتُ باقتنائها على أمل أن تتاح لي الفرصة لقراءتها في المستقبل.

نوع من مشروع "ما بعد التقاعد" إذا جاز التعبير!

ولكن ها أنا ذا متقاعدٌ دون تقاعد منذ سنوات بسيف البطالة المُزمنة.. ولم أقرأ للآن كتاباً واحداً من هذه الكتب!

بعض الكتب اقتنيتُها بنيّة أن تكون مراجع مفيدة عند التدريس أو التدريب أو البحث، ولكن هذه أيضاً فقدتُ شغفي بها ورجائي منها منذ أمد!

بعض الكتب اقتنيتُها من قبيل حبّ الكتب، كما يقوم محبّ ساعات اليد بتجميع الساعات مع أنّه لا يحتاجها، أو كما تقوم محبّة الموضة بشراء ملابس لن ترتديها، وإذا ارتدتها فغالباً لمرّة واحدة ثم سرعان ما تفقد اهتمامها بها وتركنها جانباً.

سبب آخر فسيولوجيّ شجّعني على خطتي للتخفّف من الكتب، وهو أنّني بدأتُ مؤخّراً أفقد جَلَدي على القراءة، وبات النعاس يداهمني و"عيوني تقلب" بمجرد انتهائي من قراءة الصفحة الأولى!

ومع هذا، وعلى طريقة "الزمّار بموت وأصابعه بتلعب"، وإذا شاء البعض فيستطيعون استخدام مثل "الميه بتروب والعاهر ما بتّوب".. لم أستطع تمرير معرض الكتاب هذه السنة دون شراء بعض العناوين.

العناوين التي وقع اختياري عليها أكاديميّة روتينيّة رتيبة، وما هي إلّا مسألة وقت حتى أكتشف أننّي "انخمّيت فيها"، لأضيفها هي الأخرى إلى قائمة "الباي باي"!

العنوان الوحيد الذي أشعر بالحماس إزاءه هو كتاب "من حوران إلى حيفا" للدكتور الطبيب "زياد الزعبي".

وهذا الكتاب تحديداً لم أقم بشرائه، بل أتاني "هديّة ما من وراها جزيّة" كعربون صداقة ومودّة من الأستاذ الدكتور "عبد الفتّاح لحلوح" أستاذ الفيزياء في جامعة اليرموك، جامعتي الحبيبة.

أنا والدكتور "عبد الفتّاح" لا تجمعنا معرفة سابقة، وتعارُفُنا جاء صدفةً على هامش قيامي بمسك أحد أجنحة بيع الكتب في المعرض.

وبصدق، ودون مجاملة، التعرّف بشخص دمث ولطيف ومتذوّق للأدب رغم تخصّصه في الفيزياء مثل الدكتور "عبد الفتّاح".. هو أفضل شيء حدث لي في معرض عمّان الدوليّ للكتاب هذه السنة.

هناك شخص آخر تعرّفتُ إليه، ويمكنني القول أنّ تعارفنا هو ثاني أفضل شيء حدث لي، لكنّني لن أصرّح باسم هذا الشخص كيما يكون اسمي بمثابة شبهة بحقّه وفق معايير المكان والمحيط الذي يعمل فيه!

أمّا ثالث أفضل شيء حدث لي فهو موقع الجناح الذي أتولّى إدارته، أو بالأحرى الكشك أو "الكلاتشيّة" التي أقف فيها "بيّاعاً" للكتب، حيث رمانا المنظّمون في ركن المعرض القصيّ، بعيداً عن قلب الحدث وما يتخلّله من لقاءات وقعدات عابرة وغير عابرة، الأمر الذي أعفاني من مصادفة كثير من "الوجوه المعتّة"، أو رؤية الظواهر المَرَضيّة والعلاقات المسمومة والارتباطات الرخيصة التي تتخلّل الوسط الأدبيّ والثقافيّ وتتغلغل فيه!

تحية لمعرض عمّان الدوليّ للكتاب رغم ما قد يعتريه من ملاحظات ومثالب..

وتحيّة للدكتور "عبد الفتّاح لحلوح" الأكرم..

وتحية للدكتور "زياد الزعبي" قبل أن أقرأ كتابه وبعد القراءة.

كلمات دلالية :

  • للبيع لعدم الفراغ!
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير