الاردن والحاجة الى التوجه نحو الشرق..
منير دية
جو 24 :
الدب الروسي والتنين الصيني يشقان طريقهما نحو عالم متعدد الأقطاب فمجريات الاحداث العالمية من حروب و صراعات وازمات اقتصادية وسياسية تدل على ذلك فلا مجال لقوة واحدة تتحكم بمصير هذا الكوكب ولا يمكن لدولة واحدة ان تبقى سيدة العالم دون منازع.
التقارب الصيني الروسي بدا واضحاً تماماً وخاصة اثناء الحرب الروسية الأوكرانية واحتمالية خروج روسيا منتصرة من هذه الحرب بعدما ركزت الولايات المتحدة الامريكية دعمها لإسرائيل في حربها على قطاع غزة والذي اظهر انحياز الإدارة الامريكية الكامل لإسرائيل وكيلها بمكيالين وتعطيلها مشاريع قرارات وقف اطلاق النار المقدمة لمجلس الامن من قبل روسيا والصين وقدمت الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الأوروبية دعماً مطلقاً لإسرائيل في حربها على قطاع غزة والذي استهدف المدنيين الأبرياء من نساء وأطفال ودمر البنية التحتية من مستشفيات ومدارس ودور العبادة ولم يكترث الغرب لمشاعر ملايين العرب والمسلمين وانحاز لإسرائيل ودافع عن افعالها وشجعها على الاستمرار في الحرب .
صداقة بلا حدود تم التوافق عليها بين الصين وروسيا في منتدى الحزام والطريق والذي عقد في بكين قبل أيام بمناسبة مرور عشرة أعوام على اطلاق المبادرة وبحضور اكثر من ١٤٠ دولة حيث تعتبر الصين هذه المبادرة تنمية للعالم باسره وليس للصين وحدها مما سيخلق عالماً افضل واكثر تواصلاً مما دفع الصين للاستثمار بمئات المليارات من الدولارات في هذه المبادرة من خلال انشاء بنية تحتية من موانئ وطرق ومطارات وشبكات سكك حديدية في الدول التي انضمت للمبادرة .
نهج الصين المتوازن في التعامل مع القضايا والأزمات العالمية جعلها طرفاً مقبولاً لدى الكثير من الدول حول العالم كما ان لقوتها الاقتصادية تأثير كبير على صنع صداقات وتحالفات مع دول العالم حيث تعتبر الصين اكبر شريك تجاري للعديد من الدول ،واستطاعت الصين استئناف العلاقات بين السعودية وايران وتسعى لتكون طرفاً لانهاء الصراع العربي الإسرائيلي والوصول الى حل نهائي للقضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وتتحرك اليوم حاملات الطائرات الصينية نحو الشرق الأوسط لحماية مصالحها وتحالفاتها اذا اتسعت دائرة العنف .
محلياً علينا إعادة النظر بتحالفاتنا مع الغرب وانشاء شراكات استراتيجية جديدة تقوم على أساس التعاون المشترك والمنفعة المتبادلة والتوازن في بناء العلاقات الخارجية مع الدول الأخرى لتحقيق مصالح وطننا العليا والمحافظة على امننا القومي والبحث عن شراكات اقتصادية مع تلك الدول لبناء اقتصاد وطني قوي قائم على جلب استثمارات ضخمة في قطاعات أساسية مهمة مثل الطاقة والمياه لتحقيق نمو اقتصادي متسارع والتغلب على تحديات المديونية الفقر والبطالة حتى لا نبقى رهينة معونات مالية لا تكفي لشيء .
* الكاتب خبير اقتصادي