عندما تغطي الانظمة العربية تخاذلها وتواطؤها بـ "الجهاد الدبلوماسي"
كمال ميرزا
جو 24 :
الأنظمة العربية تغطي تخاذلها وتواطؤها تجاه ما يجري في غزة وفلسطين بذريعة ممارسة "الجهاد الدبلوماسي" عبر جميع القنوات والسبل المتاحة.
حسنا، تريدون جهادا دبلوماسيا؟!
"النفيلة" التي تستطيع جميع الأنظمة العربية القيام بها حاليا كـ "أضعف الإيمان" إصدار بيان مشترك باسم جامعة الدول العربية يؤكّدون فيه:
- حق الشعب الفلسطيني، كلّ الشعب الفلسطيني، بالمقاومة والتحرير والعودة.
- الاعتراف بـ "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وكافة الفصائل كـ "حركات مقاومة وتحرير وطنية".
طبعا الدول العربية لن تفعل ذلك لو أبيدت غزة عن بكرة أبيها!
في سياق آخر كان يمكن اقتراح بندين آخرين يضافان إلى البندين أعلاه:
- اعتبار ما يسمّى "جيش الدفاع الإسرائيلي" وجميع القوات الرديفة والحليفة التي تدعمه.. اعتبارها جميعها "منظمات إرهابية".
- المطالبة بتقديم قادة "الكيان الصهيوني" وحلفاءهم للمحاكمة كـ "مجرمي حرب".
طبعا هيهات هيهات أن تفعل الأنظمة العربية ذلك، خوّارون في الميدان (إلا على بعضهم البعض وعلى شعوبهم)، وخوّارون في أروقة السياسة!
أساسا ماكينة القتل الصهيونية ما كانت لتتمادى كلّ هذا التمادي لولا أن غالبية الأنظمة العربية "الحليفة" و"الصديقة" متواطئة ضمنا مع فكرة أنّ المقاومة "إرهاب"، وجميعهم ينتظرون بفارغ الصبر اللحظة التي تخلصهم فيها "إسرائيل" وأمريكا من "حماس" وغير حماس ليتفرغوا هم لسلام "البزنس" الذي يهفون إليه بفارغ الصبر!
فليكن اعتراف الأنظمة العربية بحماس والمقاومة خدعة، مناورة، "ضحك على اللحى"، إجراء مؤقت ينقلبون عليه لاحقا، فحتى بمنطق الدبلوماسية نفسها هذا الاعتراف سيمنحهم هامشا للحركة، وورقة إضافية تقوّي موقفهم التفاوضي مع حلفائهم قبل خصومهم.
ولكن مرّة أخرى هيهات، خوف الأنظمة العربية أكبر من دهائها، وكرههم لحماس أكبر من حبّهم لأنفسهم!
ذهاب العرب إلى "نيويورك" باسم الدبلوماسية و"الشرعية الدولية" كمن "يضحك على نفسه"، وكالخائف الذي يسير في الظلام ويصفّر ليبدد الخوف والرعب داخله!
وليس فقط "نيويورك"، الأنظمة العربية على استعداد للذهاب إلى المريخ حتى يتناسوا ويضيّعوا ويميّعوا حقيقة أنّ فلسطين هنا وليست هناك، قريبة، قريبة جدا، قريبة "زيادة عن اللزوم"، قريبة بصورة تحرجهم وتعرّيهم!
إذا كان هناك من سبب يمكن أن يقنع الأنظمة العربية بتجريب خيار دعم المقاومة ولو بالكلام، فهو حقيقة أنّهم فاشلون حتى في "السياسة" و"الدبلوماسية"!