jo24_banner
jo24_banner

حانت ساعة الانتصار العملي لغزة بعد سقوط الخيار الدبلوماسي

باسل العكور
جو 24 :



ما الذي يمكن ان تعتبره انظمتنا العربية خطا احمرا في علاقاتها مع الكيان الصهيوني و الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي و اليابان وغيرها من دول العالم التي تناصبنا العداء!!

ما الذي قد يدفعها في لحظة ما الى ان تقول لهم : لا ، او كفى ، فلقد بلغ السيل الزبا، وما عدنا قادرين على التسامح مع ما تقومون به من اجراءات و تتخذون من قرارات تمس مصالحنا وتستفز شعوبنا ؟!!

متى يمكن ان تغضب و تقلب ظهر المجن لدول اظهرت بوضوح معاداتها لنا كراهيتها لنا ، و مشاركتها في قتل الابرياء من ابناء امتنا في فلسطين و غزة ؟!!

متى يمكن ان تتحرر من تبعيتها وارتهانها للغرب الذي يناصبنا العداء وينتصر لاعدائنا دون تردد او وجل ؟ لا بل تراه يمد الكيان المحتل الذي يرتكب جرائم حرب ، جرائم ضد الانسانية و ابادة جماعية بالمال والعتاد والغطاء السياسي و الاعلامي وبنفس الوقت يتنقل قادتهم بين عواصمنا العربية الواحدة تلو الاخرى ، ويصرحون فيها بكل صلف عن مواقفهم الداعمة لكيان غارق بالدم العربي الفلسطيني حتى قمة رأسه ؟
 

ارتقاء اكثر من عشرة الاف شهيد جلهم من الاطفال والنساء جراء القصف الصهيوني الجبان على اهلنا في قطاع غزة ، ليس كافيا لفك عرى هذا التحالف غير المتكافئ مع الغرب ؟ الا تكفي هذه المجازر والمحارق التي يرتكبها العدو الصهيوني وحلفاؤه ليستشيط القادة العرب غضبا ، ويعلنوا انفكاكهم من هذه التبعية التي ستقودنا نحو الهاوية ؟ فاذا لم يتوقف هؤلاء الان ، فما الذي سيمنعهم فيما بعد من الصعود على اكتافنا واستباحة اوطاننا ؟
 

الغزيون يستصرخون حكومات الانظمة العربية و الاسلامية ، فهل من مجيب ؟ هذا الوجع والالم و الحرقة التي تملأ صدور نساء واطفال وشيوخ غزة والذي تتناقله شاشات التلفزة الا يستفز مروءتكم عروبتكم رجولتكم ؟فما الذي يستفزها بالله عليكم قولوا لنا ؟!!صرخات ملايين العرب التي خرجت الى الشوارع في جميع العواصم العربية والاسلامية و في العواصم الغربية ايضا الا تستدعي تحركا ؟ فما الذي يحركم ؟

الساسة العرب يدعون دول العالم للتحرك لوقف العدوان وهم واقفون او جالسون او نائمون لا فرق !! متى سنتحرك اذا لم تحركنا هذه المجازر التي ترتكب بحق شعب فلسطين الصامد المرابط ؟!!

بُحّ صوت الاردنيين وهم يطالبون حكومتهم بطرد سفير الاحتلال وتعليق الاتفاقات الموقعة مع هذا الكيان المارق، ولكن دون جدوى، فماذا نحن فاعلون لتصل الرسالة وتستجيب الحكومة لمطالب الشعب الذي يفترض انها تمثله و تعبر عنه و تستمد منه شرعية وجودها؟!!

لن نتطرق لمواقف الاشقاء العرب ، فلا يجوز ان نطالبهم بالتحرك ونحن متشبثون بالخيار الدبلوماسي رغم فشل هذا الخيار الذريع في وقف العدوان او حتى ادخال المساعدات الانسانية للمدنيين العزل في غزة المحاصرة من العدو والصديق والشقيق ..

الم يدرك الساسة في بلادنا ان الوساطات الحميدة لا تجدي نفعا في ظل هذا الانحياز الكوني لدولة الاحتلال لا بل بعد مشاركة الدول العظمى الصديقة في الحرب على غزة ، وسعي هذه الدول المحموم لتهجير السكان واخراجهم من منازلهم لتكون نكبة جديدة تضاف لنكباتنا التي لا تنتهي ..متى نستيقظ من هذا الوهم و نستفيق من هذا السبات العميق ، ونتحرر من هذه التبعية و الإرتهان ، متى نمارس استقلالية موقفنا ، و نستخدم ادواتنا ونحمر عيننا ، متى سنقف فعلا وليس قولا مع الاشقاء في غزة وننتصر لقضيتنا وانفسنا ؟

صحيح اننا لا نملك الكثير من ادوات التاثير ، كتلك الادوات المؤثرة التي تملكها دول مثل جمهورية مصر العربية او المملكة العربية السعودية او الجزائر او المغرب او تركيا او ايران ، ولكننا نملك شعبا مستعدا للتضحية بكل ما يملك من اجل فلسطين من اجل القدس من اجل غزة ، نملك جيشا بعقيدة قتالية قادرة على مواجهة الدنيا اذا تطلب الامر ،نملك قيادة تكتسب مشروعيتها من التحامها بالناس و دفاعها عن الامة وقضاياها العادلة و في مقدمتها القضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية والمسيحية على ارضها الطاهرة المخضبة بدماء الشهداء الفلسطينين والاردنيين على حد سواء .. فهل نحن منتصرون ؟

لا يجوز ان تمر هذه الازمة دون ان نتحرك هذا معيب ، و التاريخ لا يرحم …


 
تابعو الأردن 24 على google news