الى دول "الاعتدال العربي".. ارفعوا الغطاء عن نتنياهو
كمال ميرزا
جو 24 :
نُذُر حرب تلوح في المنطقة بصورة قد لا تعود معها الدول قادرة على الوقوف موقف المتفرّج أو كبح جماح شعوبها!
الأنظار تتجه إلى لبنان بانتظار كلمة أمين عام حزب الله السيد "حسن نصر الله" يوم الجمعة.
الدول الغربية لم تتوقف منذ اليوم الأول عن حشد أساطيلها وقوّاتها في المنطقة زيادة إلى القوّات الموجودة أصلا..
وصول قاذفتين أمريكيتين إلى قاعدة "انجرليك" التركية شمالا، والحبل على الجرّار..
الجميع يحذّر رعاياه من السفر إلى لبنان أو البقاء فيه..
وتيرة العمليات في الجنوب اللبناني/ شمال فلسطين في ازدياد مطّرد..
وتيرة العمليات ضد القواعد الامريكية المقامة في المناطق التي تحتلّها أمريكا شرق الفرات وغرب العراق تزداد تحت عنوان "التحرير"..
لهجة الهجوم والتقريع وحرب التصريحات بين "الدول العظمى" في المحافل الدولية تزداد..
محاولة "تطرية" الأجواء قليلا من خلال فتح جزئي لمعبر رفح من أجل خروج الجرحى وحَمَلة الجنسيات غير الفلسطينية، وإدخال كميات أكبر من المواد الإغاثية ليس فيها قطرة وقود.
"الحوثيون" قد استبقوا الجميع بإعلان الحرب فعليّا، و"الحوثيون" يعني ضمنا "إيران" ومجمل ما يُقال لها "دول المُمانعة"، و"الحوثيون" يعني أنّ البحر الأحمر كلّه بامتداده من اليمن إلى فلسطين قد أصبح ميدانا محتملا لحرب الملاحة والأجواء وربما أكثر من ذلك..
العدو الصهيوني جُنّ جنونه في غزة والضفة ويندفع كالممسوس والمسعور وهو يسابق الزمن من أجل تحقيق أي مكتسبات على الأرض قبل كلمة "نصر الله"، والقناعة التي تزداد رسوخا عند الجميع لحظة بلحظة أنّ المنطقة مقبلة على فتح جبهات جديدة وتوسيع ميدان المعركة!
وسط كلّ هذه التعبئة التي يبدو أنّ أحدا لا يبذل جهودا جديّة وكافية للحدّ منه، السؤال الذي يطرح نفسه، في حال فُرضت الحرب، إلى أي صفّ ستقف ما تُسمّى دول "الاعتدال العربي"؟!
الوقوف على "الحياد" رفاهية لن تعود متاحة..
وإذا هي وقفت مع "حلفائها" الغربيين أين ستذهب من شعوبها وأهل فلسطين؟
وإذا هي وقفت مع "شعوبها" و"أهل فلسطين" أين ستذهب من حلفائها الغربيين وقواعدهم وقواتهم المتواجدة على أراضيها؟!
وطبعا هي لن تقف ضد الجميع!
ما تسمّى دول "الاعتدال العربي" هي أكبر المتضررين في حال توسّع الصراع واندلاع حرب إقليمية، ودول "الاعتدال العربية" هي المعنية أكثر من غيرها بنزع فتيل الحرب، ووقف إطلاق النار، والتوصّل إلى تفاهمات واتفاقات.. بما يتجاوز المناشدات والمطالبات والشجب والإدانة.
حتى "الإدانة" قد لا تعود رفاهية متاحة بعد قليل!
الأمر لا يستدعي خوارق، الخطوة الأولى هي الدفع باتجاه رفع الغطاء عن هذا الكلب المسعور المسمّى "نتنياهو" وعصابته، وقطع العلاقات معه ومع حكومة حربه على الأقل، قبل أن يجرّ الجميع، الحليف والصديق قبل الخصم، إلى ما لا يمكن تداركه ولا تُحمد عقباه!
وبالنسبة للإسرائيلين أنفسهم، فإنّ أفضل شيء يمكن أن يفعلوه من أجل أنفسهم وأسراهم و"دولتهم" و"أرض معادهم".. هو أن يتخلصوا بأيديهم من كلبهم المسعور، حتى لو استدعى الأمر أن يؤمّنوا له سفرا ولحاقا سريعا ومريحا بسابقه "اسحق رابين"!