jo24_banner
jo24_banner

أفلام محروقة!

كمال ميرزا
جو 24 :


الكيان الصهيوني فقد لمسته وما عاد يتقن حبك القصص وفبركة الأكاذيب!

يبدو أن مدير التوجيه المعنوي والحرب النفسية في الكيان متعيّن بالواسطة!

في البداية كانت هناك الكذبة السمجة حول اغتصاب وقتل النساء من قبل مقاتلي المقاومة، ونحر أطفال صغار.

ثم جاءت الصورة التي تمّ توزيعها على نطاق ضيق لتوثيق عملية نحر الأطفال، والتي لم تستطع بدورها إقناع ولو طفل صغير بصحّتها ومصداقيتها.

والآن بعد أكثر من ثلاثة أسابيع تأتي مسرحية عرض تسجيلات سريّة لم تُعرض من قبل على أعضاء الكنيست تُظهر الفظائع التي يُدّعى أنّها ارتُكبت عند اقتحام المقاومة لمستوطنات ما يسمّى "غلاف غزة" يوم 7 تشرين/ أول أكتوبر.

منظر بعض أعضاء الكنيست وهم منهارون ويبكون بعد خروجهم من صالة العرض "الحصري" بسبب هول المقاطع التي شاهدوها.. هو منظر يثير الإعجاب ويؤهلهم لنيل جائزة أوسكار أحسن تمثيل.

لنتفق، الذي لا يُبكيه ما يجري فعليا وحقيقة وعلنا في غزة لا يمكن أن يُبكيه أي شيء آخر في الدنيا!

والآن ها هو وزير الخارجية الأمريكي "بلنكين" يعود للكيان، بصفته أمريكيا أم يهوديا أم صهيونيا أم "تاجر شنطة" لا ندري، لم يُفصح هو عن صفة زيارته هذه المرة؟!

هل سيتم ترتيب عرض للتسجيلات للمزعومة له أيضا؟ هو بحكم أمريكيته ومنصبه أقدر على التمثيل، لذا أظنّ أنّه بعد العرض سيبكي و"يخنن" أيضا ليحصل على "اوسكار" و"جولدن غلوب" و"بافتا" و"سعفة ذهبية" دفعة واحدة!

طبعا هذا العرض وتوقيته هي محاولة لتشتيت الانتباه، والتهوين والتخفيف من وطأة الفظائع والموبقات التي تقترفها ماكينة القتل الصهيونية في غزة.

وربما شيئا فشيئا سيتم تسريب مقاطع من هذه التسجيلات المزعومة، وصولا إلى نشرها كاملة أمام الجمهور حتى "تنجلي الحقيقة"؟!

السؤال، لماذا تأخرت هذه التسجيلات كلّ هذه المدة؟!

بعلمي أن الكيان الصهيوني من الدول المتقدّمة نسبيا في مجال صناعة السينما والإعلام والمؤثّرات الخاصة!

هل استدعى الأمر استئجار خدمات "هوليوود" واستحضار أدوات خاصة من هناك؟!

هل تقتضي التعليمات الرسمية المعمول بها في "الكيان" طرح عطاء، واستدراج عروض، والإحالة إلى العرض "الأرخص المطابق"، وما تستدعيه كلّ هذه الإجراءات من وقت، باعتبار أنّ حكومة الكيان، خاصة الحكومة الحالية، هي حكومة نزاهة وشفافية واحترام "سيادة القضاء"؟!

هل دبّ خلاف بين كاتب السيناريو والمخرج والمنتج حول الرؤية الفنية للعمل؟!

للأسف المخرج الأمريكي الكبير "ستانلي كوبريك" قد مات حتى يُخرج لهم تسجيلات تحاكي تسجيلات هبوط الولايات المتحدة الأمريكية على سطح القمر!

هل واجهوا مشكلة مع "المكياج" مثل أفلام استخدام الاسلحة الكيميائية في "الغوطة" أيام الأزمة السورية؟!

هل واجهوا مشكلة في تدبّر ممثلين سمر ذوي ملامح غزّاوية مجهولي الهويّة يمتلكون الحدّ الأدنى من مهارات التمثيل ليلعبوا دور "الأشرار" في هذه التسجيلات؟!

تسجيلات الكيان الصهيوني شأنها شأن كل أكاذيبه ومزاعمع لغاية الآن "أفلام محروقة"، علما أنّه من حيث المبدأ، بتسجيلات أو دون تسجيلات: لا شيء في العالم يمكن أن يكون أفظع وأكثر وحشية وهمجية وحقدا وعنصرية من إجرام الكيان الصهيوني، بعد 7 أكتوبر، وقبل 7 أكتوبر، ومنذ فجر التاريخ!

هؤلاء قتلة الأنبياء والرسل، أين يمكن أن يوجد إجرام أكبر من إجرامهم؟!

حتى الفظائع التي تُنسب إلى ما يسمّى "داعش" و"النُصرة" والتنظيمات المشابهة، هي أهون من إجرام الكيان الصهيوني وحلفائه، لماذا؟ لأنّ هذه التنظيمات التي لا تُعرف "قرعة أبوها من وين"، ولا يُعرَف مَن يموّلها ويسلّحها ويدرّبها ويحرّكها من مكان إلى مكان.. هي بالأساس صناعة صهيونية أمريكية غربية بحتة، هدفها أن تجاهد في سبيل المصالح الأمريكية، وأن تشوّه صورة الإسلام وتغرّر بالشباب المسلمين!

"سولافة" التسجيلات التي عُرضت على الكنيست في هذا التوقيت، واضح أن الغرض منها أن تكون طوق نجاة ينقذ الكلب المسعور "نتنياهو" وعصابته أو يطيل عمر حكومتهم أكثر.

وحقيقة أنّ "نتنياهو" وعصابته بحاجة إلى أطواق نجاة من هذا النوع.. فذلك مؤشّر على أنّهم يشعرون بانكشافهم، واستحكام الخناق حول أعناقهم، واقتراب لحظة الغرق.

المصلحة الأمريكية ومصلحة الكيان نفسه في هذه المرحلة أن لا يتمادى "بلنكن" بلعب دور "البطل الخارق" الأمريكي، وأن يقول لنتنياهو وفريق عمله: "ستوب... فركش"!
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير