2024-05-13 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

يوما ما ...قبل السابع من أكتوبر

رانيا عثمان النمر
جو 24 :
 
 خلال الفترة الماضية كنت أفكر بأن أيا ما سأكتب لن يعبر عن ما يدور في عقلي ووجداني ونفسي وطبيعة شعوري، لأن كل اللغة ستعجز عن وصف ما حدث يوم عملية السابع من أكتوبر وبعدها حتى هذه اللحظة، كل يوم صحوة من نوع خاص، كل يوم فكرة لا تشبه أختها كل يوم يتشكل وعي آخر من زاوية مختلفة. زلزال فكري ونفسي عزلني عن العالم بإرادتي، فقط غزة.
ليس كفرا أن أخالف فكرة "أن المعجزات انتهت بعد الرسل"
المعجزات بدأت بعد الطوفان، ليس طوفان نوح بالطبع أنه طوفان الأقصى.
ليس انقلابا على العقل البشري أن أقول أن قدراته محدودة لأنها محدودة فعلا.
ليس تمردا على المسلمات لكنه خلاصا منها للأبد

إن المعجزات ومحدودية العقل البشري ووأد المسلمات أقل ما يمكن توصيفه عن كيف غيرت غزة وجه العالم.

نعم فقد تضامن مع قضيتي ونصرني اليهودي إبن اليهودية، ورقص على جثتي ودمي وأشلائي أبن جلدتي وديني. فقد تدين الملحد كفر المؤمن.

تخيل معي كم صفرا يحتوي المليار من الدولارات، وأضف ما تشاء أمامه من الأصفار، هل كان ليكفي وفي أيام معدودات أن يخرج الرواية الفلسطينية من غزة إلى كل الأرض وبين شعوبها، في شوارعها في أرصفتها واعمدتها في جامعاتها و وفي ملاعبها.
هل يكفي لإخراج الملايين على سطح المعمورة. هل يكفي لأن تتحدث الحناجر والمنابر لصالح مشروعيتها ومظلوميتها.

هل يكفي لإخراج ما تبقى من سكان استراليا الأصليين ليرقصوا رقصتهم التراثية نصرة لحرية فلسطين، هل يكفي لإخراج الهنود الحمر ليقوموا بنفس فعل اخوتهم " في الإنسانية " الأستراليين.
 
تخيل معي سيتغير وجه الأدب العالمي بعد ظهور الإلهام الكوني الإنساني الجديد من غزة، ليظهر أدب المقاومة الفلسطينية وبكل اللغات هذه المرة. ماذا سيكون عناوين الرويات يا ترى: "الانفاق" أم " كيف تجري بتر أربعة أطراف بدون تخدير" أم "جيفارا العرب أبو عبيدة" أم " حصار غزة " أم "حيوانات بشرية" أم " ابيدوهم جميعا" أم " لا سمح الله" أم " معبر رفح شاهد الزور " أم " حفنة أشلاء بشرية في كيس قمامة" أم "كيف تتعرف على جثة طفلك من جلدة رأسه" أم " حرب في غرفة حاضنات المواليد" أم " مقاوم القسام الحافي تاج الشرف العربي"
 
تخيل معي كيف ستتحول الروايات أعلاه إلى أفلام تنتجها بوليوود أو هوليوود وكم اوسكار ستحصد، لتخلد هذه الملاحم وتخلد القضية ليس ممن يحمل جيناتها إنما أصدقاؤها في الحرية والمبدأ.

تخيل معي صحوة اليوم، صحوة قضية الأسرى والأسيرات وقصصهم في غياهب سجون الإحتلال ستخرج إلى العالم، هذا الملف المنسي في الإعلام العربي وبالطبع التي لايدري عنها المواطن العربي العادي ولا حتى الفلسطيني " صاحب القضية"
ففي يوم ما قبل حوالي ثمانية أعوام كنا ننظم حفل اوركسترالي اوبيرالي يعود ريعه لنادي الأسير الفلسطيني وعائلاتهم، فتحدثت مع أحد رجال الأعمال الفلسطينيين من أجل دعم الحفل. فأجاب بلا أسير بلا بطيخ اعملي حفلة لهيفاء وهبي احسن لك .... هل تذكرني اليوم أيها الذليل. 

 
تابعو الأردن 24 على google news