jo24_banner
jo24_banner

التخلص من غزّة كأولوية أمريكية!

كمال ميرزا
جو 24 :

إلى جانب الأساطير التلمودية والعقائد القبالية الماشيحانية التي تسيطر على مخيال ومنطق اليمين الصهيوني المتطرّف وعصابة حربه..

وإلى جانب تهيئة وتسوية الأرض بالمعنى الحرفي للكلمة لمشاريع التطبيع والسلام الاقتصادي الموعود..

اليوم، بعد مرور (62) يوما على حرب الإبادة والتهجير ضد الشعب الفلسطيني، طرأت حاجة ملحّة إضافية للتخلّص من "الخطر الوجودي" الذي يمثله نموذج غزّة والمقاومة الفلسطينية، ليس الخطر الوجودي على الكيان الصهيوني وحده، بل الخطر الوجودي على مجمل النظام الرأسمالي الصهيوني الغربي، وعلى نفوذه وسيطرته، وعلى حالة الوعي المتنامية لدى كافة شعوب العالم ضد الاستغلال والاستلاب والهيمنة والإمبريالية!

إقرار الكونجرس على عجل قانونا يجرّم معاداة الصهيونية، واعتبار ذلك مكافئا لمعاداة السامية (التهمة المهزلة الأخرى)، هو مؤشر على حالة "الصحوة" المتنامية داخل المجتمع الأمريكي بفضل غزّة وبطولات أهل غزّة، ومؤشر على مقدار الخطر الذي يستشعره تحالف المال والأعمال والسياسة الشيطاني الذي يحكم أكبر اقتصاد وقوة عسكرية في العالم.

لهذا نحن نرى بعد انتهاء ما يسمّى "الهدنة الإنسانية" أنّ الدول الغربية وعلى رأسها أميركا هي المعنية بإبادة غزّة وأهلها أكثر حتى من الكيان الصهيوني نفسه، وهي التي تحثّه وتجبره على إتمام المهمة القذرة التي بدأها، وتمدّه بكافة أوجه الدعم والإسناد والموارد والأدوات لتحقيق ذلك!

حرب المقاومة والتحرير التي يخوضها أهالي غزّة هي من أجل البشرية كلّها وليس فقط من أجل فلسطين والقضية.. وحرب الإبادة والتهجير التي تُشن على غزّة هي ضد البشرية كلّها وليس فقط ضد المقاومة وفلسطين والقضية!

وقمة الخذلان، وقمة الغباء، أن تقف شعوب العالم تتفرّج، الأقرب فالأقرب، والأولى فالأولى، بينما أهالي غزّة يخوضون بدمائهم وأشلائهم الحرب بالنيابة عنهم!

كما حدث قبلا في فيتنام، وما حدث في أفغانستان، وما حدث في العراق.. إلى آخر القائمة الطويلة لضحايا الغرب الديمقراطي المتحضّر، هذه كأس دوّارة، ومَن يسكت عن غزّة اليوم، أو يسمح لها بالسقوط، أو يتآمر عليها ويتواطأ ضدها.. هو ببساطة يحكم على نفسه أن يكون التالي إن عاجلا أو آجلا!
 
تابعو الأردن 24 على google news