نفس (النسخة) ؟!
صالح عبدالكريم عربيات
جو 24 : من سلسلة المواقف التي لاتصدق ولاتحصل الا في الاردن ذهب معالي وزير السياحة ووزير العمل الى مؤتمر دون ان يعلم عن ماذا يتحدث المؤتمر..
معاليه وبعد أن بدأ الحديث عن تطوير الاتصالات في الاردن (غمزه) احد الحاضرين ليعلمه ان المؤتمر مخصص للحديث عن (المساواة بين الجنسين) وليس كما (يهرج) معالي الوزير على الحضور عن (تطوير الاتصالات)..
في تلك اللحظة كل ما قام به معالي الوزير هو ان (عظ على شفايفه)، ورفع حواجبه الى الاعلى، ومن ثم التفت يمينا و شمالا في اشارة تهديد مبطنه لكادر مكتبه، ومن ثم استدرك الموقف بقليل من (خفة الدم) وألقى بمسؤولية ماحدث على الترهل الاداري وكأن الترهل الادراي في بلدنا بات مستعصيا حتى وصل بنا الحال الى ان أصبحنا (طرشان في المؤتمر )..
معاليه حاول استدراك الموقف وطلب من احد الحضور (كي ووردز) عن الموضوع ليستكمل الحديث بنفسه دون حاجة لكلمة معدة مسبقا لكن الفرج جاء بعد دقائق معدودة باحضار الكلمة المخصصة لهذا المؤتمر..
الحادثة بحد ذاتها مفجعة والتي تبين لنا ان الوزير في الاردن ما هو الا (حكواتي) يقرأ فقط ما هو مكتوب امامه، وليس (سياسي) كبقة وزراء الخلق (له رأي قيّم ينير دروب المتعطشين للفكر والعلم والسياسة والتخطيط..
ما علينا الحادثة وقعت وانتهت وربما ضحايا الحادثة هما فقط مدير مكتب الوزير الذي ربما ينتهي به المطاف (مراقب دوام) والشعب الاردني الذي ما عاد قادرا على تحمل المزيد من التخبط والترهل والشللية والاستهتار وانعدام المسؤولية..
اما معالي الوزير فهو غير مخطىء اطلاقا ولا يتحمل مسؤولية ماحدث وربما هاتفه كل مجلس الوزراء بعد الحادثة ليعلنوا تضامنهم معه وربما قال له رئيس الوزراء: ان 70 % من الشعب الاردني لم يتأثروا بالحادثة..
اما وزير الداخلية: فقد أكد لمعالي الوزير ان أيدي خارجية عبثت بكلمة معاليه وانه قريبا سيتم الكشف عن المنظمة الارهابية التي أستهدفت كلمتة..
اما وزير الخارجية: فقد أكد وكونه وزير خارجية منذ العهد العثماني ان الحادثة اعتيادية وحصلت قبل ذلك في مؤتمر ترسيم حدود العالم العربي بعد توقيع اتفاقية سايكس بيكو وقد كان قد حضره شخصيا..
اما الناطق الرسمي باسم الحكومة: فقد نفى له ان يكون هناك مؤتمر يتحدث عن المساواة بين الجنسين..
اما الشيخ الجليل الذي خفف الآم الامة عندما قال لنا عليكم بلباس التقوى: فقد أكد ان معاليه غير اثم وان علينا كشعب مؤمن وصبور ان لا نلتفت لصغائر الامور التي تحدث مع اصحاب المعالي اعانهم الله على ثقل المسؤولية فهم من مؤتمر الى غداء ومن غداء الى عشاء ومن جاهة الى عرس ومن عرس الى صلحة ومن صلحة الى طهور وعلينا ان ننتبه الى ما يحاك ضد الامة الاسلامية من مؤامرات لا الى ما يتحدث به اصحاب المعالي من كلمات داعيا معاليه الى قراءة المعوذات قبل بدء كل مؤتمر ناصحا أياه بالعسل والتمر فأنهما من مقويات الذاكرة..
لو كنت مكان الوزير لما أعطيت اي اهتمام (للغمزة) ولأكملت الحديث عن تطوير الاتصالات حتى لو كان المؤتمر عن المساواة بين الجنسين ففي كلا الموضوعين ستستخدم نفس الديباجة: الاردن قطع شوطا كبيرا في هذا المجال، و الوزارة تعمل جاهدة للتعاون مع الجهات المعنية لوضع الاردن على خارطة الدول المتقدمة في هذا الموضوع، وكل ذلك بفضل توجيهات القيادة الحكيمة.. صدقني معاليك ..
الكلمة نفسها تصلح للاتصالات، والاستثمار، ومكافحة الفساد، وطرق الوقاية من الايدز، والمساواة بين الجنسين، والمحافظة على التراث، وتنظيم العمالة الوافدة، وتنظيم النسل، وطرق مكافحة التدخين..
وبالامكان ايضا ان تعيرها لوزير الصحة والزراعة والنقل والبيئة والبلديات والاوقاف والتنمية السياسية لاستخدامها في أي مؤتمر بغض النظر عن الموضوع والزمان والمكان..
سيدي.. لاتحرج ولا على بالك.. تعاقب على نفس الكلمة التي القيتها منذ نشأة الامارة وحتى الان عشرات وربما مئات الوزراء حتى حفظها اجدادنا ومن ثم اباؤنا وذرياتهم عن ظهر قلب.. اصلا تأتي حكومة وتذهب حكومة ويأتي وزير ويذهب وزير ويأتي مجلس اعيان ويذهب مجلس اعيان ويأتي مجلس نواب ويذهب مجلس نواب وجميعهم نفس ( النسخة ) بحيث لم يبقوا لهذا الشعب المسكين سوى نفس (الكلمات) ؟!!
معاليه وبعد أن بدأ الحديث عن تطوير الاتصالات في الاردن (غمزه) احد الحاضرين ليعلمه ان المؤتمر مخصص للحديث عن (المساواة بين الجنسين) وليس كما (يهرج) معالي الوزير على الحضور عن (تطوير الاتصالات)..
في تلك اللحظة كل ما قام به معالي الوزير هو ان (عظ على شفايفه)، ورفع حواجبه الى الاعلى، ومن ثم التفت يمينا و شمالا في اشارة تهديد مبطنه لكادر مكتبه، ومن ثم استدرك الموقف بقليل من (خفة الدم) وألقى بمسؤولية ماحدث على الترهل الاداري وكأن الترهل الادراي في بلدنا بات مستعصيا حتى وصل بنا الحال الى ان أصبحنا (طرشان في المؤتمر )..
معاليه حاول استدراك الموقف وطلب من احد الحضور (كي ووردز) عن الموضوع ليستكمل الحديث بنفسه دون حاجة لكلمة معدة مسبقا لكن الفرج جاء بعد دقائق معدودة باحضار الكلمة المخصصة لهذا المؤتمر..
الحادثة بحد ذاتها مفجعة والتي تبين لنا ان الوزير في الاردن ما هو الا (حكواتي) يقرأ فقط ما هو مكتوب امامه، وليس (سياسي) كبقة وزراء الخلق (له رأي قيّم ينير دروب المتعطشين للفكر والعلم والسياسة والتخطيط..
ما علينا الحادثة وقعت وانتهت وربما ضحايا الحادثة هما فقط مدير مكتب الوزير الذي ربما ينتهي به المطاف (مراقب دوام) والشعب الاردني الذي ما عاد قادرا على تحمل المزيد من التخبط والترهل والشللية والاستهتار وانعدام المسؤولية..
اما معالي الوزير فهو غير مخطىء اطلاقا ولا يتحمل مسؤولية ماحدث وربما هاتفه كل مجلس الوزراء بعد الحادثة ليعلنوا تضامنهم معه وربما قال له رئيس الوزراء: ان 70 % من الشعب الاردني لم يتأثروا بالحادثة..
اما وزير الداخلية: فقد أكد لمعالي الوزير ان أيدي خارجية عبثت بكلمة معاليه وانه قريبا سيتم الكشف عن المنظمة الارهابية التي أستهدفت كلمتة..
اما وزير الخارجية: فقد أكد وكونه وزير خارجية منذ العهد العثماني ان الحادثة اعتيادية وحصلت قبل ذلك في مؤتمر ترسيم حدود العالم العربي بعد توقيع اتفاقية سايكس بيكو وقد كان قد حضره شخصيا..
اما الناطق الرسمي باسم الحكومة: فقد نفى له ان يكون هناك مؤتمر يتحدث عن المساواة بين الجنسين..
اما الشيخ الجليل الذي خفف الآم الامة عندما قال لنا عليكم بلباس التقوى: فقد أكد ان معاليه غير اثم وان علينا كشعب مؤمن وصبور ان لا نلتفت لصغائر الامور التي تحدث مع اصحاب المعالي اعانهم الله على ثقل المسؤولية فهم من مؤتمر الى غداء ومن غداء الى عشاء ومن جاهة الى عرس ومن عرس الى صلحة ومن صلحة الى طهور وعلينا ان ننتبه الى ما يحاك ضد الامة الاسلامية من مؤامرات لا الى ما يتحدث به اصحاب المعالي من كلمات داعيا معاليه الى قراءة المعوذات قبل بدء كل مؤتمر ناصحا أياه بالعسل والتمر فأنهما من مقويات الذاكرة..
لو كنت مكان الوزير لما أعطيت اي اهتمام (للغمزة) ولأكملت الحديث عن تطوير الاتصالات حتى لو كان المؤتمر عن المساواة بين الجنسين ففي كلا الموضوعين ستستخدم نفس الديباجة: الاردن قطع شوطا كبيرا في هذا المجال، و الوزارة تعمل جاهدة للتعاون مع الجهات المعنية لوضع الاردن على خارطة الدول المتقدمة في هذا الموضوع، وكل ذلك بفضل توجيهات القيادة الحكيمة.. صدقني معاليك ..
الكلمة نفسها تصلح للاتصالات، والاستثمار، ومكافحة الفساد، وطرق الوقاية من الايدز، والمساواة بين الجنسين، والمحافظة على التراث، وتنظيم العمالة الوافدة، وتنظيم النسل، وطرق مكافحة التدخين..
وبالامكان ايضا ان تعيرها لوزير الصحة والزراعة والنقل والبيئة والبلديات والاوقاف والتنمية السياسية لاستخدامها في أي مؤتمر بغض النظر عن الموضوع والزمان والمكان..
سيدي.. لاتحرج ولا على بالك.. تعاقب على نفس الكلمة التي القيتها منذ نشأة الامارة وحتى الان عشرات وربما مئات الوزراء حتى حفظها اجدادنا ومن ثم اباؤنا وذرياتهم عن ظهر قلب.. اصلا تأتي حكومة وتذهب حكومة ويأتي وزير ويذهب وزير ويأتي مجلس اعيان ويذهب مجلس اعيان ويأتي مجلس نواب ويذهب مجلس نواب وجميعهم نفس ( النسخة ) بحيث لم يبقوا لهذا الشعب المسكين سوى نفس (الكلمات) ؟!!