بعد (71) يوما من حرب الابادة على غزة.. امور يجب ان يتذكرها الجميع
كمال ميرزا
جو 24 :
نحن في اليوم (71) من حرب الإبادة والتهجير التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
وحقيقة أنّك ما زلت مهتمّا ومغتمّا لمعاناة الأشقّاء في غزّة والضفة بعد كلّ هذه المدة..
وحقيقة أنّك ما تزال تشعر بالحزن يفتك بك والألم يعتصرك..
وحقيقة أنّك ما تزال تشعر بالذنب لمجرد أنّك تأكل وتشرب وتنام في فراشك الدافئ بينما أخوتك في العراء يكابدون الجوع والعطش والبرد..
وحقيقة أنّك ما تزال تكابد ذلك المزيج الثقيل من الأحاسيس والانفعالات: إحساس بالغضب يخالطه إحساس بالمسؤولية يخالطه إحساس بالتقصير يخالطه إحساس بالعجز يخالطه إحساس بالخيانة..
وحقيقة أنّك ما تزال تغالب تلك الحيرة الخانقة بخصوص ما الذي تستطيع أن تفعله من أجل إخوتك في غزّة والضفة؟ وهل هذا يكفي؟ وهل هناك شيء أكثر لتفعله؟ وتقلّب في رأسك الأفكار والبدائل والسيناريوهات..
وحقيقة أنّك لم تعتد بعد منظر الجثث والدم والأشلاء، ولم تتقبل بعد مناظر الدمار والخراب والتنكيل.. وما زالت تؤثّر فيك وتحزّ في نفسك وتستفزّك كما كانت تفعل منذ اليوم الأول..
جميع ما تقدّم هو مؤشّر على أنّك إنسان حيّ، وصاحب ضمير حيّ، حتى وإن علا هذا الضمير ما علاه من غبار وتردد وخوف زرعته داخلك عهود وعهود من الهزائم وعسف السلطة والتعلّق بالحياة ونمط العيش.
لذا، إذا شعرت باليأس والقنوط يتسلل إلى قلبك، ومن الطبيعي بعد كلّ ما جرى ويجري أن يحدث ذلك، تذكّر ما يلي:
- إنّنا في اليوم (71) والمقاومة ما تزال بصحتها وعافيتها، تنكّل بالعدو، وتحصد جنوده وآلياته كمن يؤدي وظيفة يومية روتينية.
- إيمان أهالي غزّة بعد كل الأهوال التي رأوها ما يزال عامرا، وما زال لسان حال صغارهم وكبارهم، وذكورهم وإناثهم، وآبائهم وأبنائهم، وفاجعة واحدهم ما تزال طازجة وماثلة: الحمد لله.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. لن نرحل.. فدا المقاومة.. فدا فلسطين.
- بعد (71) يوما العدو هو الذي يسعى لوقف القتال و"توسيط الآخرين من أجل هدنة إنسانية وتبادل جديد للأسرى.. والمقاومة هي التي ترفض ما لم يرضخ العدو لكامل شروطها.
- بعد (71) يوما المظاهرات تعمّ جبهة العدو الداخلية من أجل وقف القتال، وأصوات المعارضة تعلو ضد عصابة حربه.. في حين أنّ جميع أهالي غزّة والضفة، وجميع الشعوب العربية والإسلامية، وجميع أحرار العالم، يهتفون باسم المقاومة وأبطالها.
- حلفاء العدو وداعموه هم الذين بدؤوا البحث عن حلول واجتراح بدائل تخرجهم وتخرج كيانهم اللقيط من الورطة التي علقوا فيها.
- المطبّعون دولا ومؤسسات وأفرادا هم الذين أصبحوا يستخفون، ويتلمسّون من جرّة الحبل، ويجتهدون في نفي وإنكار وتلافي أي تهمة قد تقرن اسمهم باسم الكيان الصهيوني وجرائمه ومخططاته.
- عدد المناصرين للشعب الفلسطيني والمؤمنين بعدالة قضيته حول العالم يزداد.. في حين أنّ عدد المخدوعين بالكيان الصهيوني، والمصدّقين للأكاذيب والخرافات التي يقوم عليها، هو الذي يتناقص ويتقهقر.
نعم، الثمن الذي دفعه ويدفعه أهالي غزّة والضفة مرتفع جدا بينما الجميع ينظر ويراقب ويلوك خوفه وعجزه، ولكن لأنّ الثمن مرتفع فإنّ المقابل يجب أن يكون مرتفعا هو الآخر حتى لا تذهب كلّ هذه التضحيات سدىً، وحتى لا يتمّ تجييرها لغير مستحقيها الحقيقيين.