اذا كان العدو الصهيوني ينتصر فلماذا يلهث وراء خيار الهدن وتبادل الاسرى؟!!
باسل العكور
جو 24 :
كتب باسل العكور - اذا كان العدو الصهيوني ينتصر ويجتاح القطاع بريا بثبات ونجاح وفاعلية ،لماذا يقرر اليوم وينشط حلفاؤه لعقد صفقة تبادل اسرى مع حماس ؟ الم يرفضوا تمديد الهدنة قبل اسابيع ظنا منهم انهم قادرون عسكريا على تحرير ما تبقى من اسرى او دفع حماس للافراج عنهم تحت وطأة الهزيمة والقصف ؟!! لماذا تعود حكومة الحرب النازية بعد ٧٣ يوما من عدوانها على قطاع غزة لسيناريو الهدن والتبادل التي رفضتها بمنتهى العنجهية والاستكبار والصلف قبل اسابيع ؟ اليس هذا اقرار رسمي بالهزيمة والفشل في تحقيق الاهداف ؟
جيش الاحتلال البربري يكابر في المحسوس ، هذا الجيش الانكشاري الذي يعتمد قوامه على المرتزقة من شذاذ الافاق عديمي الانسانية ، لا ينجح الا في تعظيم معاناة الابرياء متسلحا بطائرات امريكية حديثة وعتاد امريكي وغربي شديد التدمير .
هذا الجيش غير الاخلاقي يخوض حربا ضد المدنيين العزل ، ضد المنشآت المدنية ضد المستشفيات والمدارس ومراكز الايواء والمجمعات السكنية ودور العبادة ، موقعا الاف الشهداء من الاطفال والنساء والشيوخ ،فها هو ينتقل من حصار وتدمير احدى المستشفيات في قطاع غزة وقتل كل من فيه من جرحى وكوادر وابرياء الى حصار وتدمير مشفا اخر، ومن حصار مركز ايواء وقتل كل من فيه ، الى حصار وتدمير مركز ايواء اخر وقتل كل من فيه من اللاجئين الابرياء، اي حرب هذه واي اخلاق جيوش هذه ..هذا الجيش نازي العقيدة والعقدة ، يصب جام غضبه على الابرياء ليغطي على فشله من مواجهة رجال المقاومة الذين يصطادون الياته وافراده بتؤده وانضباط اعجازي ، وهذا بحد ذاته اقرار اخر بالهزيمة وارتكاب المجازر ومخالفة القانون الدولي ..
كل هذا يحدث ،وما زال البعض من ابناء جلدتنا يراهنون على انتصار الباطل ، انتصار هذه الدولة المارقة هذا الورم السرطاني في هذه المعركة المصيرية ،وهؤلاء لا يمكن تفسير موقفهم الانهزامي هذا ، الا في سياق تاريخي نجح به الغرب في تحطيم اناهم ،في اجتثاثهم من جذورهم ،في تشويه وعيهم وتلويث عقولهم ،وقتل روحهم المعنوية وزعزعة ايمانهم ومعتقدهم واعتزازهم بانفسهم وثقتهم بها وبقدرتها على المواجهة والمجاهدة ، لقد نجح الغرب في هزيمة هؤلاء فكريا ومعنويا وباتوا اسرى لخرافات التفوق الغربي والدونية لغيرها من الثقافات والحضارات . هذا على مستوى الأفراد اما على مستوى الانظمة فلا يمكن تفسير هذا التواطؤ الرسمي العربي والاسلامي الا في اطار التبعية والارتهان للغرب ،والاعتقاد بان الغرب هو الضامن الوحيد لبقائهم في السلطة ، وان انتصار المقاومة يشكل خطرا عليهم قبل ان يشكل خطرا على الغرب ، لان انتصارها يعني ولادة الامل وقيامة الشعوب وتحررها ، وهزيمة الكف للمخرز ..