jo24_banner
jo24_banner

نجاحات "نتنياهو" السبعة!

كمال ميرزا
جو 24 :


بعد مرور (80) يوما، الجميع يتحدثون عن إخفاقات "نتنياهو" في حربه على "غزّة"، ولكنّ أحدا لا يتحدث عن النجاحات التي استطاع "المسكين" تحقيقها!

النجاح الأول هو أنّه استطاع إرساء وتوطين و"تطبيع" فكرة أنّ لي كامل الحق أنا وعصابة حربي أن نقرر ونفعل ما نشاء، وأنتم في المقابل لكم كامل الحق أن تعترضوا وتدينوا وتشجبوا وتنددوا كما تشاؤون!

النجاح الثاني هو أنّه استطاع تطبيع فكرة أنّ كل أصناف القتل والدمار والجرائم والمجازر والفظائع والموبقات متاحة ومباحة في غزّة.. وأنتم مرّة أخرى لكم الحق أن تعترضوا وتدينوا وتشجبوا وتنددوا، وإذا شئتم أخرجوا في مظاهرات ونظّموا اعتصامات وألقوا خطبا وردّدوا هتافات، أو حتى سجّلوا شكاوى لدى المحكمة الجنائية الدولية، أو استصدروا ما يحلو لكم من قرارات أممية غير ملزمة لا تساوي الحبر الذي كُتبت به!

النجاح الثالث هو أنّه استطاع تطبيع فكرة أنّ الأسرى قد لا يعودون أبدا، وأنّهم ببساطة يمكن أن يموتوا تحت القصف أو عند محاولة تخليصهم!

النجاح الرابع هو أنّه استطاع تطبيع فكرة أنّ هناك حربا تُخاض، لذا هناك ضباط وجنود يجب أن يموتوا، وآليات ومعدات يجب أن تُدمّر وتُعطب!

طبعا الكلام أعلاه ليس الهدف منه تسجيل نقاط لصالح "نتنياهو" وعصابة حربه، أو التماس أعذار لهم، أو التهوين من فشلهم وإخفاقهم وحالة الإنكار والسعار التي تستحوذ عليهم وتزداد حدّة وجنونا كلّ يوم..

ولكن الهدف من هذا الكلام تذكير أنفسنا أنّ ورقة "نتنياهو" وعصابة حربه ويمينه المتطرّف يُفترض أنّها قد حُرقت منذ وقت طويل، ومع هذا فإنّ أميركا ومَن لفّ لفيفها ما يزالون مصرّين على دعمه وتغطية جرائمه من أجل إتاحة المجال أمامه لاستكمال أكبر قدر ممكن من المهمة القذرة التي بدأها، مهمة الإبادة والتهجير، واستنزاف المقاومة الفلسطينية قدر الإمكان، وذلك من أجل إضعاف موقف المقاومة التفاوضي في المستقبل، والحيلولة دون قدرتها على إملاء الشروط، أو فرض نفسها كرقم صعب في أي تسويات وترتيبات مستقبلية.

هذا يقودنا إلى النجاح الخامس الذي استطاع "نتنياهو" تحقيقه، وهو نجاحه في إقناع أميركا والغرب والأنظمة العربية "الصديقة" أنّ إطالة أمد الحرب وشراء الوقت بدماء القتلى من الطرفين هو أمر يصبّ في مصلحة الجميع!

وهو الآن يسعى إلى تحقيق - أو حتى فرض - نجاح سادس، وهو إقناع حلفائه وداعميه والسابحين في فلكه أنّ توسيع نطاق الحرب هو حتمية لا مفرّ منها، وضرورة ملحّة من أجل الجميع!

وأظنّ أنّ "نتنياهو" إذا استمر على هذا المنوال فسيستطيع تحقيق نجاح إضافي سابع، وهو تكريس قناعة أنّ التخلّص منه هو الحل الأمثل وأولوية الأولويات بالنسبة للجميع!
تابعو الأردن 24 على google news