2024-05-29 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الاغتيالات كمؤشر على الفشل في غزة!

كمال ميرزا
جو 24 :


قيام الكيان الصهيوني باغتيال الشيخ "صالح العاروري" في الضاحية الجنوبية ببيروت، ومن قبله اغتيال الجنرال "رضي موسوي" في حي السيدة زينب بدمشق.. هما من وجهة نظر معينة مؤشر على الفشل الذريع الذي يعاني منه الكيان الصهيوني في غزّة!

الغالبية اعتبروا تنفيذ مثل هذه الاغتيالات محاولة للبحث عن صورة إنجاز ما أو نصر ما للتغطية على فشل الكيان المزمن في غزّة، وهذا صحيح، ولكن المسألة هنا أعمق كثيرا من مجرد البحث عن نصر موهوم.

فحتى تستطيع أن تنفّذ عملية اغتيال ضد خصم ما هو في حالة حرب معك، ويقبع على أرض دولة أخرى معادية لك، فأنت بحاجة إلى معلومات استخباراتية دقيقة، وبحاجة إلى خونة وعملاء وجواسيس يمدّونك بمثل هذه المعلومات بشكل سريع ودقيق وآني.

بل أحيانا أنت بحاجة إلى عملاء يشاركون في عملية الاغتيال، ويتولّون بأنفسهم إعطاءك الإحداثيات الدقيقة لموقع الاستهداف على الأرض.

فشل الكيان الصهيوني على مدار (88) يوما في تنفيذ أي عملية اغتيال داخل قطاع غزّة على غرار اغتيال "العاروري" و"موسوي"، هو مؤشر على حالة "الجفاف الاستخباراتي" التي يعاني منها الكيان في القطاع.

وتزداد دلالة هذا الفشل إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الفرق بين مساحة قطاع غزّة ومساحتي بيروت ودمشق. والفرق بين وضع غزّة كقطاع محاصر يخضع منذ عقود لمراقبة العدو الحثيثة على مدار الساعة، ووضع لبنان وسوريا كدولتين مستقلتين تمتلكان من حيث المبدأ أجهزتهما وقدراتهما السيادية الخاصة.

فشل الكيان الصهيوني الاستخباراتي في غزّة مقابل نجاحه في اغتيال "العاروري" و"الموسوي" يمكن أنّ نستخلص منه ثلاثة دروس قيّمة:

الدرس الأول: مدى أهمية مشروع تنظيف البيت الداخلي من الخونة والعملاء والجواسيس الذي جعله "يحيى السنوار" أولى أولوياته وأشرف على تنفيذه بنفسه.

الدرس الثاني: النجاح المبهر الذي استطاع "السنوار" تحقيقه في تنفيذ مشروعه، وتطهير كوادر المقاومة وعموم غزّة من الخونة والعملاء والجواسيس، وبثّ الرعب في نفوس مَن قد تسوّل لهم أنفسهم الإقدام على مثل هذه الأفعال القذرة في المستقبل.

الدرس الثالث: إعادة التأكيد على إحدى أهم الخلاصات التي تمخّض عنها "طوفان الأقصى" فيما يتعلّق بتاريخ الصراع العربي الصهيوني، وهي أنّ الكيان الصهيوني لم ينتصر يوما بالاعتماد على قوته وقدراته وإنجازاته الذاتية، بمقدار ما كان هناك خونة وعملاء وجواسيس ينهزمون أمامه، أو يمدّونه بأسباب النصر على جيوشهم وأوطانهم وأبناء شعبهم!

الخونة والعملاء والجواسيس، أو ما اصطُلح على تسميتهم بـ "الطابور الخامس" في الأدبيات الحديثة، هم أهم عنصر للهزيمة داخل أي دولة أو مجتمع، وهم الذين ينطبق عليهم قوله تعالى: "هم العدو فاحذرهم" في الآية (4) من "سورة المنافقون"!

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news