الصمت الرسمي العربي على جرائم الاحتلال قبول ضمني بتهجير الغزيين
باسل العكور
جو 24 :
اكدت الامم المتحدة في تقرير صدر عنها بالامس ،ان كمية الأغذية التي تدخل قطاع غزة تعادل ١٠٪ فقط من احتياجات السكان .
التقرير الاممي الذي يرصد مستويات الجوع في العالم افاد بآن غزة على شفير المجاعة ، وهي حسب التقرير النسبة الاكبر عالميا لاشخاص يواجهون مستويات عالية من انعدام الامن الغذائي .
هذا التقرير الاممي الذي تناول بمنتهى الموضوعية حجم المعاناة الانسانية في قطاع غزة ، كشف ما هو اخطر من المعاناة والمجاعة ، فلقد كشف عجز هذه المنظمة الدولية عن الاضطلاع بدورها الانساني ، الى جانب فشلها الذريع في القيام بدورها الاساسي في حفظ الامن والسلم الدوليين و انفاذ القانون الدولي الانساني .
اذا ، العالم بدوله ومنظماته يشارك في حصار غزة وتجويع اهلها ،العالم العربي والاسلامي يشارك في حرب التجويع الصهيونية على سكان قطاع غزة المحاصر ، والا كيف يمكن ان نفسر هذا الصمت وهذا الاستسلام لارادة العدو ومحدداته في ادارة المعركة ؟
العرب لوحدهم قادرون على كسر الحصار اذا توفرت الارادة السياسية ، هذه حقيقة ، ولذلك لا بد ان نفكر مليا في الاسباب التي تمنعهم من التدخل ، تمنعهم من فتح المعابر وادخال المساعدات، ما الذي يمنع تنفيذ مقررات قمة الرياض؟!!
تجويع الابرياء تحول في هذه الحرب الى غاية بحد ذاته ، وهذا نهج بالضرورة يخدم هدفا مهما في هذه الحرب ، والهدف المباشر الذي يدركه القاصي والداني هو تحويل حياة الابرياء في غزة الى جحيم مقيم ، فمن لم يمت بالقصف مات بغيره ، مات من الجوع ونقص في مقومات الحياة الاساسية من ماء ودواء ووقود في الخيام البالية التي يقيمون بها ، والتي لا تقي اجسادهم الغضة برد الشتاء القارص ..
حرب التجويع غير الاخلاقية هذه لم تستخدم بهذه الخسة واللؤم من قبل في اي معركة عرفها تاريخ البشرية ، ولذلك نؤكد اننا مقبلون على كارثة انسانية ، وهذا ما يسعى له العدو الصهيوني،ليكون التهجير هو الخيار العملي الوحيد لانهاء هذه المعاناة الانسانية الاخذة بالتفاقم ، الصمت العربي الرسمي على تجويع اهلنا في غزة الا يعتبر - والحالة هذه - تواطؤا وقبولا بهذا المشروع الصهيو - امريكي ولو اكدت هذه الانظمة غير ذلك في تصريحاتها العلنية ؟!!
حرب الابادة الجماعية مقدمة للتهجير ، التجويع مقدمة للهجرة، هدم البيوت والبنية التحية والمرافق العامة مقدمة للتهجير ، ترويع السكان وقتل الاطفال والنساء بمنتهى الوحشية والقصدية مقدمة للتهجير ، منع دخول المساعدات الانسانية من غذاء وماء ودواء ووقود مقدمة للتهجير ، اخراج القطاع الصحي من الخدمة مقدمة للتهجير ، وبعد كل هذا يقولون اننا لن نسمح بالتهجير ونعتبره خطا احمرا ؟!!!
الانظمة العربية لم تكفل -ولو بالحدود الدنيا- ثبات الغزيين على ارضهم ، لم تساهم في التخفيف من معاناتهم الانسانية ، لم تنصر المقاومين ، لم تمنع قتل الآمنيين ، وبعد كل هذا تقول انها لن تسمح بالتهجير ، مواقف انظمتنا من هذه الحرب الكاشفة مثيرة للريبة والقلق ..