عندما يتعلّق الأمر بعرش الصحافة.. وائل الدحدوح صاحب الفخامة!
كمال ميرزا
أيّ صحفي في العالم يستطيع أن يزاوِد على "وائل الدحدوح"؟
مهنة الصحافة من المهن التي "تكشخ" على أبنائها؛ فهي مهنة "المتاعب اللذيذة"، وهي "صاحبة الجلالة" كما يُطلق عليها المصريّون، والعاملون فيها هم المطالبون دائما أن يرتقوا لمستوى ألقها وبرستيجها ومعاييرها المترفة!
من اليوم فصاعدا مهنة الصحافة هي المطالبة بإحناء رأسها تواضعا وخجلا عندما تمثُل بين يديّ "وائل الدحدوح"؛ فهو صاحب الرفعة، وصاحب الفخامة، وصاحب السمو والعَظَمة.. عندما يتعلّق الأمر بعرش الصحافة وصولجانها!
كعادتنا في اعتبار كلّ "افرنجي برنجي"، عندما نريد البحث عن أبطال، خاصة في مجال الصحافة والإعلام، فإنّنا نبحث عنهم في الغرب. وعندما نريد البحث عن مَثَل أعلى نبحث عنه في الغرب. بل إنّ قمة طموح أيّ صحفي أو وسيلة إعلام عربية محاكاة نموذج الإعلام الغربي ومجاراته.
لقد درستُ الصحافة والإعلام ودرّستهما، ولم يمر عليّ في ضوء دراستي وإطلاعي أيّ صحفي قد دفع أثمانا كتلك التي دفعها "وائل الدحدوح" وما يزال!
ماذا بقي تاليا، أن يستشهد "وائل الدحدوح" نفسه؟ هو من منظور رسالة الصحافة وشرف المهنة شهيد يمشي على قدميه. وهو في ضمير أمّة بأكملها قد سبق له وأن استشهد بالفعل عشرات المرات مع كلّ قريب أو حبيب طالته يد الغدر الصهيونية الغاشمة!
مَن كان يستطيع لوم "وائل الدحدوح" أو المزاودة عليه لو أنّه اعتذر عن مهمته منذ اليوم الأول، أو قرر التنحّي والركون جوار من تبقّى من أسرته بعد الفجيعة الأولى؟!
"معلش"!
هذه الكلمة الصغيرة التي خلدت في ضمير البشرية بأكملها وليس فقط تاريخ مهنة الصحافة والإعلام.. قارنها بجحافلٍ من الصحفيين والإعلاميين، ليس فقط الجبناء، أو المأجورين، أو الذين باعوا أنفسهم للشيطان والأجهزة الأمنية، بل وأيضا الذين يرون في دماء الأبرياء التي تراق في غزّة وفلسطين فرصة سانحة للمتاجرة وتقديم أوراق الاعتماد و"التسحيج"!
"وائل الدحدوح" صرنا نخجل من أن نتوجّه إليك بعبارات العزاء بعد أن أصبحتَ أنتَ وأهل غزّة عزاءً لنا!
"وائل الدحدوح" هذه المرّة "مش معلش"، فصبرك وبطولتك أنت وأهل غزّة قد أغرت أنظمة وحكّاما وجيوشا وشعوبا بأكملها باستمراء ذلّهم وخنوعهم وتواطؤهم وتآمرهم!
"وائل الدحدوح".. عظّم الله أجرك أنت وأهل غزّة، وعظّم وزر كلّ خائن وعميل!
كلمات دلالية :
تابعو الأردن 24 على 
