نتنياهو" وفرحته بموت الأسرى!
كمال ميرزا
جو 24 :
أكثر شخص في العالم يكره أسرى الكيان الصهيوني لدى المقاومة هو "نتنياهو".
وأكثر شخص في العالم يتمنى موت جميع أسرى الكيان لدى المقاومة هو "نتنياهو".
وأكثر شخص في العالم يشعر بالاستفزاز والغيظ من أهالي الأسرى والمتعاطفين معهم ويودّ لو يقول لهم: اللعنة عليكم أنتم وأسراكم" هو "نتنياهو".
لذا، بخلاف الانطباع السائد والخطاب المُعلَن، فإنّ أكثر شخص في العالم يشعر بالفرح عندما يتناهى إليه خبر مقتل أسير صهيوني لدى المقاومة هو "نتنياهو"، وتزداد فرحته عندما يكون هذا الموت بسبب القصف الصهيوني أو بنيران صهيونية!
بالنسبة لشخص مهووس ومختل وسيكوباتي ومسعور مثل "نتنياهو" فإنّ مثل هذه الأخبار بالنسبة إليه هي مؤشرات نجاح، ودليل على أنّه يسير في الاتجاه الصحيح!
سياسة "نتنياهو" وعصابة حربه غير المُعلنة بخصوص الأسرى هي الاستمرار بالضغط على المقاومة من أجل زيادة عبء احتفاظها بهم ورعايتهم وتأمين احتياجاتهم وسلامتهم الشخصية، وإذا حدث وأن مات بعض الأسرى في هذه الأثناء فزيادة خير وبركة!
وورود أنباء عن مقتل بعض الأسرى يغري "نتنياهو" وعصابة حربه بالاستمرار على نفس النهج، ورفع وتيرة القصف والاستهداف أكثر أملا بتحقيق المزيد من النجاح والتخلّص من المزيد والمزيد من الأسرى!
أمّا بالنسبة لأهالي الأسرى والمعارضة الداخلية فيستطيعون ضرب رؤوسهم بالحيط أو تبليط بحر غزّة، فالتطرّف هو السمة الغالبة على المجتمع الصهيوني، وطالما أنّ الغالبية المتطرّفة في صفّ "نتنياهو" وعصابة حربه فلتذهب الأقلية الناعمة إلى الجحيم!
كره "نتنياهو" للأسرى ليس نابعا فقط من كونهم شوكة في خاصرته وورقة رابحة بيد خصومه، كره "نتنياهو" للأسرى هو كره عقائدي جذريّ أكثر عمقا وتركيبا وتعقيدا من الاعتبارات السياسية الظاهرة.
العقيدة القبّالية الماشيحانية التي يعتنقها "نتنياهو" وأمثاله لا تؤمن إلا بالقوة وإرادة القوة، وتحتقر الضعف والضعفاء.
الضعيف يستحق أن يموت، والصهيوني الضعيف أجدر بالموت من غيره باعتباره عارا على الصهيونية، ولا يستحق أن ينتسب إليها.
والأسرى، بحكم أنّهم أسرى، وبحكم أنّهم قد سمحوا للآخرين بأسرهم، فهم ضعفاء، وبالتالي هم يستحقون الموت بدلا من خسارة المزيد من جنود "صهيون" الشجعان لتحريرهم، أو الاضطرار لعقد صفقات مع "الحيوانات البشرية"!
المقاومة هي أكثر مَن يفهم عقلية "نتنياهو" المريضة ونفسيّته الشاذة، وهي إن كانت تناور بالتدريج فيما يتعلّق بموضوع الأسرى بما يتناسب مع مسار الأحداث على الأرض، إلا أنّها غالبا تدخّر مفاجآت وصفعات بهذا الخصوص للمستقبل من شأنها أن "تعمي قمار" نتنياهو كما يُقال في اللهجة الشعبية، و"تجيبله الدَوَر"، وتُسهم في دقّ مسمار إضافي في نعشه بالمعنى الحرفيّ لكلمة نعش!