الصنعة والصانع!

كمال ميرزا
جو 24 :
هل نحن أمام نمط متكرّر؟
في لبنان كان هناك مفاجآت عمل عليها العدو في صمت ولوقت طويل، وادّخرها لحين قدوم لحظة استخدامها، مثل تفجيرات (البيجر) و(الووكي توكي).
في سوريا أيضاً شاهدنا خلال الأسبوع الماضي مفاجآت من الواضح أنّه قد عُمل عليها لوقت طويل: ميليشيات عالية التدريب، مهارة في العلاقات العامّة والـ (public speaking)، مُسيّرات، تشويش إلكترونيّ!
يُقال أنّ الصنعة تدلُّ على الصانع!
لكن حزمة مفاجآت العدو في لبنان قد تضمّنت كذلك استهدافات واغتيالات لمستويات قياديّة متقدّمة، فهل سنشهد استهدافات واغتيالات مشابهة في سوريا أيضاً؟
وهل لهذا السبب يُصرُّ إعلام العدو وذبابه الإلكترونيّ على إغراق الفضاء التواصليّ بإشاعات وفبركات حول رموز القيادة في سوريا، وذلك من أجل ابتزازهم للظهور على الملأ من أجل دحض ما يُشاع من أكاذيب، ومن ثم تسهيل مهمة رصدهم واستهدافهم واختراق بروتوكولات وإجراءات الأمن والحماية التي تحيط بهم؟
مرّةً أخرى، الصنعة تدلُّ على الصانع، ولا أظنّ أنّ ما يحدث في سوريا هو وحيّ أو إلهام ربانيّ قد نزلت به الملائكة على "الثوّار" و"المجاهدين" المزعومين!
مجاهدو غزّة كانوا أولى بهذه البركات لو أنّ المسألة مسألة تقوى وإخلاص وعدالة قضيّة!
وعلى ذكر الفضاء التواصليّ والسوشال ميديا، تذكّر وأنتَ تتقمّم أخبارك من هنا وهناك مشهد إسقاط تمثال الرئيس العراقيّ "صدّام حسين"، ولكن هل تجدي هذه النصيحة نفعاً مع أشخاص على استعداد لأن يتخذوا الصهيونيّ الصريح قبل الصهيونيّ المُضمَر مصدراً لمعلوماتهم وسرديّاتهم؟!