من هو الأردنيّ؟
كمال ميرزا
جو 24 :
الأردنيّ فارس شهم؛ وليس قاطع طريق أو متكسّب أو مرتزق يسير مع مَن ساروا وراء مَن يكتريه أو يدفع له الثمن..
الأردنيّ صاحب كرامة وأَنَفَة؛ يعفّ إذا افتقر، ويزهد إذا اغتنى، ويستعصم إذا عجز، ولا يستبدّ إذا قَدِر..
الأردنيّ صاحب مروءة؛ لا ينصر ظالما، ولا يخذل مظلوما، ولا يحيف على ضعيف..
الأردنيّ صاحب نخوة؛ يُجير من استجاره ويغيث من استغاثه..
الأردنيّ أصيل؛ يأوي الغريب، ويُقري العابر، ولكنّه لا يستنكف من القريب، ولا يتنصّل منه، ولا يستعلي عليه، ولا يُدير له ظهرا، ولا يهتك له سترا..
الأردنيّ وفيّ صدوق؛ تُلزمه ذمّته ويربطه لسانه..
الأردنيّ كيّس فَطِن صاحب فراسة؛ لا ينخدع بعدوّ وإن أتاه هاشا باشا بمعسول الكلام وبريق الوعود، ولا يضيق صدرا أو يُسيء ظنّا بأخٍ وإن تجهّم وعاتب وقسا في الردود..
الأردنيّ فصيح بليغ؛ لا يلحن في القول، ويقول ما يقصد، ويقصد ما يقول، ولا يتوارى وراء خنوثة الهَرْج أو بهرجة الكلام..
والأردنيون هم كذلك ليس بفضل جغرافيا تجمعهم، أو حدود تحتويهم، أو ماء يشربونه، أو هواء يتنفسونه..
الأردنيون كذلك لأنّهم عرب أقحاح لا أعراب "أشدّ كفرا ونفاقا"..
والأردنيون كذلك لأنّهم عباد للرحمن لا عبيد للطاغوت؛ مسلمين حنيفين أو مسيحيين ربّانيين..
تقواك وعروبتك وشيمك وشمائلك، هذه هي معايير المفاضلة لأن تكون أردنيّاً نشميّاً بحق، وما دون ذلك محض ادّعاء أو هراء أو غثاء!
الويل لمن يظنّ بالأردنيين عكس ذلك، واللعنة لمن يريد للأردنيين أن يكونوا خلاف ذلك!
وطبعا الأردنيّ كريم حليم، ولكن لأنّ لغة الكرم والحلم لا يفهما إلا كرماء حلماء، فقد يتمادى ضيف لئيم أو حليف خسيس فيظنّ الكرم انبهارا وتبعيّة، وقد يغتّر عدوّ رخيص فيظنّ الحلم ضعفا واستكانة.
ولكن كما قالت العرب، وما أحكمَ ما قالت العرب: "احذر الكريم إذا أهنته".. و"احذر غضبة الحليم"!