في يوم التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين: الله محيي "الإعلام العسكري"!
كمال ميرزا
جو 24 :
بناء على الاجتماعات التي عقدها "الاتحاد العالمي للصحفيين" في وقت سابق من هذا الشهر، فقد تقرر إعلان يوم 26 شباط/ فبراير يوما عالميا للتضامن مع الصحفيين الفلسطينيين.
وهكذا فقد شهد يوم أمس الإثنين الذي وافق هذا التاريخ العديد من فعاليات التضامن على امتداد الخارطة العربية، سواء تلك التي بادرت بتنظيمها نقابات واتحادات الصحفيين، أو تلك التي بادرت الصحف ووسائل الإعلام بتنظيمها للعاملين فيها من تلقاء نفسها.
كصديق ومقرّب للوسط الصحفي، كان من الطبيعي أن أشارك في التضامن، وأن أتابع الأخبار والتغطيات حول وقفات وفعاليات التضامن التي تم تنظيمها.
للأسف، الملمح الأبرز الذي لمستُه عبر هذه الوقفات والفعاليات هو أنّ أيّاً من الخطباء الذين تصدّروا للحديث لم يتذكّر في معرض تضامنه وتعاطفه أن يوجّه تحية إلى أعظم صحفيين وإعلاميين موجودين على وجه البسيطة في الوقت الحالي، وهم أبطال ومجاهدو "الإعلام العسكري" لدى فصائل المقاومة الفلسطينية!
هذا الكلام ليس عاطفيا أو من قبيل الانحياز، فأداء "الإعلام العسكري" لفصائل المقاومة هو حالة استثنائية تستحق أن تُدرَّس وأن تُنسج حولها أبحاث ورسائل وأطروحات جامعية.
سواء أنظرنا للمسألة من الجوانب الفنيّة والتقنية، أو الجانب الدعائي وكيفية إدارة "الحرب النفسية" والتعامل مع الحرب النفسية المضادة، أو من حيث "وضع الأجندة" و"بناء السردية" وتحليل "المضمون" و"الخطاب"، أو حتى من حيث المضامين والدلالات "السيميائية" الأكثر عمقا وتخصّصا.. فإنّ إعلام المقاومة قد استطاع أن يقود مجهودا إعلاميا لا يقل أهمية وتأثيرا عن المجهود الحربي في الميدان، وأن يكون له الكعب الأعلى على الماكينة الإعلامية الشيطانية المهولة للكيان الصهيوني وحلفائه الغربيين وأذنابه الناطقين بالعربية!
وربما دون "الإعلام العسكري" للمقاومة لاتخذت المجريات على الأرض مسارا مختلفا، ولصال العدو وجال في نسج أكاذيبه، وتهويل نجاحاته، والتكتم على خسائره وإخفاقاته.. أمام جبهته الداخلية قبل أن يكون ذلك أمام الآخرين.
بيوم تضامن أو دون يوم تضامن، نوجّه تحية إكبار وإجلال لأبطال "الإعلام العسكري" لدى المقاومة الفلسطينية، ونتمنى لو أنّ سائر الصحفيين والإعلاميين العرب، ووسائل الإعلام العربية، ووزارات الإعلام، والناطقين الرسميين، ومديريات التوجيه المعنوي.. نتمنى لو يبلغون جميعهم معشار المهارة والاقتدار والاحترافية التي يتمتع بها أبطال المقاومة، وأن يكونوا حاملين لـ "رسالة إعلامية" تبلغ معشار الطهارة والشرف والأمانة التي تتمتع بها رسالة المقاومة!