الميناء والطريق: خطة جديدة لمخطط قديم!
كمال ميرزا
جو 24 :
شيئا فشيئا تتضح معالم خطة المرحلة المقبلة من حرب الإبادة والتهجير التي يشنّها الكيان الصهيوني بالوكالة عن راعيته وراعية الإرهاب في العالم أميركا:
1- استحداث معبر جديد يربط قطاع غزّة بالعالم الخارجي غير معبر رفح والأراضي المصرية.. وذلك من خلال إنشاء الميناء الأمريكي العائم بحجة إدخال المساعدات الإنسانية.
2- تقسيم قطاع غزّة إلى نصفين شمال وجنوب من خلال ما يسمّى "طريق نتساريم".
3- شن عملية بريّة في رفح بعد أنّ أصبح هناك مجال الآن بفضل الطريق والميناء لإخلاء الأهالي والنازحين شمالا، بل إنّ "تجميعهم" شمالا قد بات جزءا من الخطة.
4- الاستفراد بالمقاومة والإجهاز على آخر معاقلها في رفح (بزعم الكيان وآماله).
5- الشروع بتهجير سكّان غزّة بعد القضاء على المقاومة عبر ميناء المساعدات المزعوم، ومَن يرفض منهم الخروج والهجرة طواعية فـ "ذنبه على جنبه"!
6- الشروع بسرقة غاز غزّة وتنفيذ مشاريع "السلام الاقتصادي" الموعودة، ونواتها "الميناء الأميركي" الذي لن يعود بقدرة قادر مؤقتا أو عائما!
7- الإبقاء على أعداد مدروسة ومنتقاة من أهالي غزة ليكونوا مع نظراء لهم في الضفة (أو حتى بدون) نواة لدولة فلسطينية شكليّة ترزح تحت سلطة قيادة لَحْديّة عميلة.
8- هذه الدولة لا علاقة لها بحلّ الدولتين المزعوم، فعلى المدى البعيد لن يكون هناك سوى "دولة واحدة" هي دولة الكيان بعد الاعتراف بـ "يهوديّة" إسرائيل، أمّا الدولة الفلسطينية الشكلية فهي إجراء مؤقت لحين الانتهاء من القيام بـ "الترانسفير" وتهجير ما يُسمّى "عرب الـ 48" (لستم يهودا وها قد أصبح لكم دولتكم فاذهبوا إليها).
9- إعادة التخلّص من الدولة الفلسطينية الشكلية، وتهجير أبنائها إلى الخارج بعد اختلاق ذريعة ما بنفس الطريقة التي تمّ بها تهجير أهالي غزٌة (أو الإبقاء عليها وعليهم كخزّان بشري من العمالة الرخيصة حسب مقتضى الحال).
قد يرى البعض الكلام أعلاه أمرا يستدعي الإحباط واليأس، ولكن واقع الحال هو عكس ذلك تماما.
فالمخطط الصهيو- أميركي كمخطط ما يزال هو هو لم يتغيّر حتى ما قبل "طوفان الأقصى"، أمّا الذي تغيّر فهو الأساليب والتكتيكات المتّبعة من قبل أميركا والكيان وأعوانهما من أجل تنفيذ مخططاتهم الشيطانية.
وحقيقة أنّ العدو مضطر بعد (158) يوما للبحث عن طرق وأساليب جديدة لتحقيق غاياته فهذا مؤشر على:
1- فشل العدو وإخفاقه حتى هذه اللحظة، وإلاّ لما بحث عن خطة (ب) و(ج) و(د).
2- استيئاس العدو حتى بات يعوّل على دور وإسهام دول كان يعتبرها حتى وقت قريب محميّات تستظلّ بظلّه، وجمهوريات موز بنكهةٍ صحراويّة قَبَليّة.
3- فداحة الثمن الذي دفعه وسيدفعه العدو، وهو الذي كان يظنّ أنّ مهمته سهلة ومحسومة، وأنّ التخلّص من الشعب الفلسطيني ومقاومته وتصفية قضيته نهائيا ستكون بمثابة النزهة.
4- تخلّي العدو عن قناعه الإنساني الزائف وخطابه الحقوقي الأكثر زيفا، فوضعه المزري ميدانيا لا يسمح له بمواصلة هذه الكذبة.
5- عدم يقين العدو بنجاح أساليبه وتكتيكاته الجديدة، فكما استطاعت المقاومة وحاضنتها الشعبية أن تفاجئه وتحبط خططه القديمة، فما يدريه أي مفاجآت ما تزال المقاومة تحتفظ بها في جعبتها من أجل إحباط خططه الجديدة.
وطبعا في نهاية المطاف الكلمة الفصل هي كما كانت منذ اليوم الأول للميدان، وكلما ظنّ العدو أنّه قد سبق بخطوة، وكلما ظنّ المحللون أنّهم قد سبقوا بخطوتين.. تأتي المقاومة وتفاجئ الجميع بأنّها تسبقهم بخمس خطوات!