jo24_banner
jo24_banner

موافقة حماس على مشروع الهدنة وموقف نتنياهو المحرج

د. رامي عياصرة
جو 24 :


جاء رد حماس بالموافقة على المقترح المصري - القطري الأخير لابرام هدنة توقف الحرب على مراحل جاءت الموافقة مفاجئة لجميع الاطراف بالذات للجانبين الامريكي و الاسرائيلي.

الموافقة على الهدنة المعروضة جاءت بتوقيت مهم وفاصل في منحنى الحرب خلال أكثر من 200 يوم على بدايتها، خلال هذه المدة الطويلة ثبت الفشل الاسرائيلي بشكل قاطع على تحقيق أهدافه المعلنة في القضاء على المقاومة وتحرير أسراه بالقوة من قبضة المقاومة، وبالتالي باعتقادي أن حكومة الحرب الإسرائيلية أبقت اجتياح رفح كورقة ضغط على طاولة التفاوض وإلا فإن ما قامت به من جرائم خلال أيام العدوان السابقة في غزة خاصّة في شمالها لن يكون بأقل من المتوقع فيما لو قامت فعلا باجتاح رفح.

طرحت الكثير من المقترحات للوصول الى هدنة خلال مراحل سابقة لكنّ هذا المقترح كان الأفضل والأقرب لشروط ورؤية المقاومة الذي أبدى مرونة كافية وكبيرة للتوصل الى وقف العدوان وانهاء الحرب.

الحاصل في توقيت موافقة حما س على مقترح التهدئة انه أحرج نتنياهو كثيرا لأنه لا يستطيع أن يظهر كمن يخرّب اتفاقا ويهمل الأسرى الاسرائيليين، وفي ذات الوقت لا يريد أن " يخون" شركاءه في اليمين المتطرف، هذا على المستوى الداخلي، وأما على المستوى الخارجي فانه في حال الرفض سيصطدم بالرغبة الأمريكية بانجاز الاتفاق - كما يظهر الجانب الأمريكي على أقل تقدير - وربما يزيد من مساحة الاختلاف بين بايدن و نتنياهو، كما أن الرفض الاسرائيلي سيزيد الضغط عليه أمام الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي.

كل هذا يشير الى حقيقة مفادها أن المعركة التفاوضية والسياسية هي معركة موازية لمعركة الميدان العسكرية ولا تقل أهمية عنها، وبأن الاحترافية في ادارة المعركة السياسية هي التي تقطف ثمرة التضحية والثبات الاسطوري التي قدمتها غزة بمقاتليها وكتائبها وشعبها صغارهم ونسائهم، كبيرهم وشيوخهم.

وقف اطلاق النار والوصول الى وقف الحرب - إن حصل - لا يعني أن هذه الجولة من الحرب قد انتهت ، ربما تكون قد انتهت المعركة العسكرية والقتالية لكنها تكون قد بدأت المعركة السياسية بالذات المتعلقة بغزة بعد الحرب والعدوان من ناحية مَن يحكم غزة ودور السلطة وملف إعادة الإعمار ودور المقاومة فيه وكيفية التعامل مع سلاح المقاومة لاحقاً ، الموقف الاوروبي والامريكي من حماس هل سيتغير ولو على سبيل الاحتواء ؟ كل هذا وغيره هي مفردات التعاطي السياسي بعد الحرب.

معنى ذلك أننا أمام حرب من نوع مختلف في تاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني أهم معالمها أنها حرب تتسم بالوجودية والاستراتيجية خاصّة بالنسبة للجانب الاسرائيلي وعليه فان هذه الحرب وتبعاتها في تقديري أنها ستطول ولن تحسم نتائجها سريعاً حتى مع ابرام اتفاق هدنة.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير