بعد سبعة أشهر: آن للبعض تعلّم فضيلة الصمت!
كمال ميرزا
جو 24 :
ما من وغدٍ يمتلك منذ اليوم الأول حقّ المزايدة على المقاومة وحاضنتها الشعبية أو التنظير عليهم.. فما بالنا بعد سبعة أشهر!
كلّ يوم يمرّ تثبتُ فيه المقاومة وحاضنتها الشعبية أنّهم متقدّمون على الآخرين عشر خطوات تكتيكيّاً، ومئة خطوة إستراتيجيّاً، وألف خطوة إخلاصاً ومروءةً وتضحيةً!
إذا كنتم تشعرون بالإنسحاق تجاه السيد الغربيّ، وبأنّكم مطايا وعبيد لدى زعمائكم وأنظمتكم ونخبكم الحاكمة الذين يمتصّون خير بلادكم، ويحتكرون ثرواتكم ومقدّراتكم، ويبرمون الصفقات والمؤامرات باسمكم، ويبتزّونكم في أقواتكم ومعاشكم، ويغضبون ويرضون ويرفعون ويخفضون.. فلا تحاولوا تفريغ مركّبات نقصكم وذلّكم وخنوعكم في المقاومة وحاضنتها!
إذا كان لأمثالنا فخرٌ أو عزٌّ هذا الزمان فهو أنّنا نمتّ بصلة ما للمقاومة وحاضنتها إمّا لأواصر دمّ وقُربى ونسب، أو أخوّة قوميّة وإنسانيّة ودين.. وإذا كان لنا عارٌ فهو عار خذلاننا لهم، وأبشع الخذلان هو الصمت عن الحقّ ومداهنة الخونة وطاعة الطواغيت!
المقاومة ليست في انتظار أمثالنا حتى نقول لها ما ينبغي وما لا ينبغي عليها القيام به.. وأهل غزّة ليسوا في انتظار أمثالنا حتى نقول لهم ما الذي يستطيعون وما الذي لا يستطيعون تحمّله!
لو أنّ كلّ واحد منّا يُبدي تجاه نفسه ومجتمعه ودولته وحكّامه معشار الحسّ النقديّ الصارم الذي يُبديه تجاه المقاومة وحاضنتها.. لكفّى ووفّى. أو البديل، ببساطة، إذا لم يكن لديه كلمة خير يقولها أو شهادة حقٍّ ينطق بها، أن يصمت ويكفي نفسه ويكفينا جميعاً شرّ لسانه!
ورد في الحديث الشريف: ".. وهل يُكبُّ الناس في النار على مناخرهم إلّا حصائد ألسنتهم"؟!
وهذا لمِن سبّ الآخرين وشتمهم واغتابهم ونمّ عليهم.. فما بالك بمَن سبّ وشتم اغتاب ونمّ على أمّة بأكملها ومصير وطن بأكمله؟!
وأسوأ حصائد ألسن هذا الزمان هو شجب الحكّام والمسؤولين وندبهم واستنكارهم، وأرخص حصائد ألسن هذا الزمان هو التهليل والتطبيل والتزمير لشجب الحّكام والمسؤولين وندبهم واستنكارهم!
مرّة أخرى، مَن كان يعنيه حقّاً أمر أهل غزّة والضفة وفلسطين والأقصى، ويشعر صادقاً ومخلصاً أنّهم منه وهو منهم بعيداً عن أيّ جهويّات وعنصريات وفتنٍ وحسابات مصالحيّة ضيقة.. "فليقل خيراً أو ليصمت"!