وبدأ سيناريو التهجير..!
كمال ميرزا
جو 24 :
الشروع باجتياح رفح وإجبار سكّانها على إخلاء أحيائهم ومناطقهم تباعاً..
واحتلال معبر رفح، المعبر الوحيد الذي لا يخضع نظريّاً للسيطرة الصهيونية ويُفضي إلى دولة أخرى غير الأراضي المحتلّة..
ومعاودة القصف الجنوني إلى مناطق شمال قطاع غزّة التي سبق وأن "حرثتها" ماكينة الإجرام الصهيونية..
وتزامن ذلك كلّه مع الحديث عن اكتمال بناء الميناء الأمريكي العائم..
جميعها مؤشّرات تشير إلى انتقال المخطط الصهيو - أميركي في غزّة من مرحلة الإبادة والتدمير إلى مرحلة الابتزاز والتهجير!
مسار العمليات على الأرض يشير إلى أنّ الهدف هو حشر سكان غزّة في عنق زجاجة وسط القطاع يكون الميناء الإنساني المزعوم هو منفذه ومتنفسه الوحيد وبوابته الوحيدة إلى العالم الخارجي..
وعندها سيكون الخيار الوحيد أمام أهالي غزّة إمّا الموت وإمّا الخروج، بل إنّ الخروج سيصبح هو قمة الإغاثة، وقمّة "المعروف" الإنساني الذي يمكن أن يُزجى لأهالي القطاع المساكين!
كلّ هذا ما كان ليتمّ دون موافقة ومباركة أمريكية، بل إنّ ما يحدث هو عين المخطط الأمريكي وماكينة الحرب الصهيونية هي مجرد أداة تنفيذ.
أمّا الأحاديث العبثية والهزلية عن المفاوضات، وعن الهدنة، وعن وجود خلافات أمريكية - صهيونية.. فجميعها مناورات وتمثيليات للإلهاء، ولشراء الوقت، وللاستهلاك الإعلامي والانتخابي، ولتخدير الجبهة الداخلية، ولاستنزاف قدرات المقاومة وصمود الأهالي.
بالنسبة للدول التي ما انفكت منذ سبعة أشهر وهي تردّد ليل نهار أنّها ضد تهجير الفلسطينيين، وتارةً تعتبر ذلك بمثابة "الخط الأحمر"، وتارةً يجرفها الحماس فتعتبره بمثابة "إعلان الحرب".. فهذا هو وقت التحرّك، والإلقاء بثقلها إذا كان لها ثقل، واستنفاد - إن كانت صادقةً - ما تمتلكه في جعبتها من أوراق وأدوات ووسائل للحيلولة دون استكمال المخطط الشيطاني، وإذا لم تفعل ذلك فستضع نفسها أمام التاريخ وأمام شعوبها في قفص الاتهام بالتآمر والتواطؤ مع مخطط التهجير حتى وإن لم تكن متواطئةً فعلاً!
سعار العدو الصهيو - أمريكي في غزّة حالياً هو سعار من يريد الحسم ويراهن عليه ويستعجله.. فما عساها ستفعل دول الشجب والندب والإدانة والتحذير؟!
طبعاً المقاومة هي خير مَن يدرك كلّ هذه السيناريوهات وكلّ هذه الاعتبارات وتسبق الجميع دائماً بخطوة في تعاملها معها.. ولكن ما يحزّ في النفس أنّ تكون الورقة الأقوى في يد عدوّك هي تخاذل وتقاعس وهوان أخوتك وأولي رحمك، والورقة الأضعف في يدك هي أنّك لا تستطيع أن تنحط وتعامل خاذليك بنفس منطق وأسلوب خذلانهم لك!