مهند صلاحات يوقع “بالنسبة لي” معايناً لتناقضات حياتنا
وسط احتفالية أخذ طابعاً حميماً حضرها عددٌ من الكتاب والنقاد والفنانين والمهتمين، وقع القاص والمخرج الفلسطيني المقيم في السويد مهند صلاحات مساء أمس الأحد، الثاني من شهر نوفمبر- تشرين الثاني، في المتحف الوطني للفنون الجميلة بالعاصمة الأردنية عمّان، مجموعته القصصية الثالثة "بالنسبة لي"، والصادرة مؤخراً عن دار نون للنشر - رأس الخيمة، ذات المجموعة التي سبق لها قبل صدورها مطبوعة أن حازت المركز الثاني في مسابقة ديوان العرب الدولية للقصة القصيرة 2013.
تضمن حفل التوقيع قراءة انطباعية في المجموعة قدمها الزميل القاص والإعلامي محمد جميل خضر، الذي رأى أن المجموعة عميقة بمعانيها ودلالات قصصها، حيث قال: (بالنسبة لي) ليست مجرد كتاب يتضمن 21 قصة قصيرة.. إنها بوح مهند صلاحات الخاص حول الوطن وحول الغربة وحول الهوية وحول الأنا والآخر وحول الحب وحول الحبيبة.. وهي موقفه الصارم الصارخ حول التابو بتصاريفه جميعها. وانطلاقاً من التمهيد ومن بعده الإهداء المشتبكيْن مع ثنائية الموت والحياة المعلقة على حبل مشنقة، ومروراً بالقصة التي تحمل المجموعة اسمها "بالنسبة لي" المشتبكة مع ثنائية القاتل والضحية، فإن مجمل قصص المجموعة، تنحاز لرسالة المعنى على حساب ديكورات المبنى، وكأن مهند صلاحات المتقلب بين جغرافيتين رئيستين: فلسطين والأردن.. وبين حقلين إبداعيين محوريين: القصة وصناعة الأفلام، وبين هاجسين وجوديين: الوطن والغربة، يريد أن يقول الأشياء بصوت غضبه أكثر مما يريدها بصوت أدبه.
وأضاف الزميل خضر في قراءته إلى أن قصص المجموعة تتدفق من ذاكرة الكاتب الشخصية وحنينه إلى الأماكن والأشخاص، فهي ليست رؤيته الكونية وحدود وعيه المعرفي الأخلاقي الأيديولوجي وحدها التي تحكم عناوين المجموعة وتقود وجهات القصص فيها، فها هو في قصة "لعنة" على سبيل المثال يختار الوجع النوستولجي المتحقق عند بطل القصة من ذاكرة حب طار من بين يديه تحت ذرائع حرية مزعومة على حد قول البطل.. تلك الحرية التي منعه جبنه أن يعترف بخوائها أمام قيمة اللقاء وحيويته وحاجته الإنسانية له.
مشيراً كذلك إلى أن: النضال بمختلف تجلياته وصولاً لانحراف مساراته يأخذ نصيباً وافياً من قصص الإصدار الذي اختار مهند نفسه صورة غلافه وصممه وأخرجه الناصري.
أما لماذا يورد في الكتاب وحتى قبل ما يحبّره من إهداء نصّاً لصديقه المخرج المسرحي محمد بني هاني حمل عنوان "رؤية".. فهذا ما يمكن أن يجيبنا عنه مهند نفسه.. أما "بالنسبة لي" فأرى أن الاقتباس لا يبتعد كثيراً عن وجهات القصص حول الموت.. أو الانتحار الشخصي الذي يأخذ في لحظة انكشاف وجودية كبرى فعل الانتحار الجماعي (النص من الكتاب).
من ناحيته، صاحب "إلى أربع نساء" و"وحيدان في الانتظار" فقد استبق قراءة عدد من قصص المجموعة الجديدة بما يشبه الشهادة الموجزة حول عمله الجديد وما يميزه عما سبقه من أعمال ومجيباً على تساؤلات الزميل خضر التي طرحها في قراءته الانطباعية حول المجموعة، بقوله" (بالنسبة لي) مجموعة قصص قصيرة، مجتزأة من ذاكرتي ما بين أعوام 2003 و2010 أجزاء من ذاكرة متقطعة في أماكن مختلفة عشت فيها قبل هجرتي للسويد 2012، فلسطين، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، ورغم أن الكتاب كان مُعداً للطبع منذ العام 2010 إلا أنني لم أفكر في أقمه لناشر إلى ما بعد عام 2013 حين تعرفت إلى دار نون للنشر الإماراتية، شعرت حينها أن هذا الوقت المناسب لتوثيق ومراجعة مرحلة سابقة ولتكون حافزاً لأعاود الكتابة من جديد بلغة مختلفة عن هذا الكتاب، أردت فعلاً تفريغ ذاكرتي استعدادا لمرحلة جديدة بلغة جديدة وتفاصيل جديدة.
موضحاً أن: "بالنسبة لي" ليست موقفاً بالنسبة لي، ليس موقفاً متصلباً، ولا فكرة لا تراجع عنها، إنه متفاوت بالأفكار وبالمضامين ومستويات اللغة أيضاً وهذا كان بالنسبة لي دلالة التغيرات والتحولات اليومية بحياتنا، نصوصه متفاوتة بالمستويات، من حيث اللغة والشكل والمضمون، وهذا ناتج أنها كتبت بفترات متباعدة فكان هنالك تطور إلى حد ما يخلق هذه الفوارق، وكذلك محاولات التجريب بالقصة، التجريب باللغة وبالشكل، لا أعرف إن كنت قد نجحت أم لا في محاولات التجريب هذه وربما محاولة الممازجة بين لغة النثر والقصة، لكن ما أنا أكيد منه أن اللغة الجديدة في العمل القادم ستكون مختلفة وأكثر واقعية. ولا أعرف إن كنت نجحت أم أخفقت هذا ما يقرره القارئ.
وقبل توقيع مجموعته للأصدقاء والصحفيين والكتّاب من الحضور قرأ صلاحات ثلاثة قصص استهلها بالقصة التي تحمل عنوان المجموعة (بالنسبة لي)، ثم (لعنة) و(نميمة).