دلالات الابقاء على نشطاء الحراك والصحفيين في السجون ، ماذا بعد؟
يصرون على تعميق جراحات الناس والامعان في اذلالهم و ايذائهم حتى يستحيل التسامح في القلوب الى كراهية لا تنتهي . فليس ابشع من مشاعر السخط المنبعثة من سجين سياسي دافع عن حرية الناس وكل القيم النبيلة في الدنيا، فيتركه القوم ورفاقه ليواجه مصيره وحيدا في غياهب السجون.
شهور طويلة مضت ونشطاء الحراك في السجون ينتظرون فرجا لم يأت ، يعتقدون ان السجان لا بد ان يصحو ويتجاوز سكرة النصر ولذة الانتقام، ولكن يبدو ان نشوته تدوم طويلا غير عابئ بحجم الضرر الذي يتسبب به لنفسه اولا وللاردنيين من قبل ومن بعد.
لماذا يستمر اعتقال النشطاء الشباب؟ ما الهدف والدلالة؟ ما الذي يريدونه بالفعل؟ المعتقلون، نعم، طالبوا بالاصلاح وامنوا بامكانية التغيير مع هبوب عبق ربيع العرب من كل اتجاه هذه هي جريمتهم، هل هذا ما تريدون قوله؟
وربما هي مشكلة سقف الشعارات، هذا ما يشاع ويجري تناقله ،اذن هم يريدون تأليه الملك والحاشية والاجهزة والحكومة والقضاء والنواب والاعيان وكل شئ. وعلى المواطن فقط ان يطأطئ رأسه وينحني لاشباه الالهة تلك، وظلال الله في الارض. هل هذه هي الرسالة والهدف والغاية، الا بئس ما ترمون اليه وتظنون بالاردنيين؟
لا نعرف كيف ينسى السجان كائنا من كان ان التاريخ لا يرحم، وان القهر والظلم عنوانان رئيسان لولادة الاصلاح (..) الذي تخشون..
سيحفظ التاريخ هذه الاسماء (منذر الحراسيس، معين الحراسيس، رامي سحويل، باسم الروابدة، هشام الحيصة، ثابت عساف، طارق خضر، مؤيد الغوادرة، همام قفيشة، ايمن البحراوي، ضياء الدين الشلبي) بحروف من ذهب ، وسيشار اليهم بالبنان. اما اولئك الذين قرروا سجنهم او بالاحرى (تأديبهم) سيقول فيهم التاريخ كلمته.
كما لن يغفل الناس انه في هذه الحقبة الحرجة من تاريخ الاردن لم يقل اي مسؤول حكومي (لا) لصّناع القرار ولم يُسجل لاي منهم انحيازه للناس وحقوقهم وحريتهم.
اما الاعلام فحالته بالويل، الزميل الصحفي امجد معلا وناشر موقع جفرا نيوز الزميل نضال الفراعنة ما زالا في السجن لا لشئ الا لانهما اغضبا بعض المسؤولين وها هما يدفعان الكلفة، هل بلغنا هذا المستوى من امتهان كرامة الناس وحقوقهم الاساسية؟!
رغم كل هذه الارهاصات وغيرها الكثير، نراهن على صحوة وانفراج يبدد هذه المشاعر السلبية كلها، ويعيد لنا اردننا الذي افتقدناه طويلا، وذلك الحلم الجميل بدولة مختلفة تكون انموذجا ومثلا يحتذى. هناك دائما فرصة ومتسع، هذا ما قلناه من البداية..